وتتربع أسماء كتّاب كبار في أعلى قائمة الأدب العالمي، من أمثال تولستوي ودوستويفسكي. في هذا التوقيت، وبالتحديد في عام 1908 ولد ألكسي نيكولايفيتش أربوزوف في موسكو، لعائلة يعمل ربها في مصرف.
كان في السادسة من عمره عندما انتقل مع والديه إلى بيتربورغ، ولكنه بقي وحيداً إثر موت والديه، فوضعته الحكومة في إصلاحية للأطفال. وهناك بدأ الاهتمام بتطوير نفسه عبر القراءة ومتابعة الحياة الفنية والأدبية في بلاده.
انتصرت الشيوعية في روسيا، وذهبت القيصرية، وكان أربوزوف شاهد عيان ذكياً عما يجري. بدأ عمله في المسرح وهو في السادسة عشرة من عمره، حيث أدى دوراً ثانوياً في مسرح لينينغراد للأوبرا والباليه. وتابع تجاربه المسرحية، إلى أن تخرج من مدرسة المسرح في لينيغراد.
انتقل إلى موسكو عام 1930، بغية العمل في المسرح، فتسلم القسم الأدبي لمسرح الأشكال التابع للثقافة البروليتارية الموسكوفية. وفي العام نفسه كتب أول مسرحية بعنوان «الطبقة»، ولكنه عرضها تحت عنوان «الحياة الكبيرة» على مسرح لينينغراد الأحمر. ولاقت المسرحية نجاحاً محلياً، فجالت المدن والأرياف في السنوات التالية.
بعد ثماني سنوات، كتب أربوزوف أشهر مسرحياته على الإطلاق، وهي «تانيا»، والتي أدت دور البطولة فيها الفنانة الروسية الكبيرة بابانوفا، وهي التي ألهمته كتابة هذا العمل، حسب قوله هو. وفيما بعد انتقلت هذه المسرحية لتمثل في دول العالم، ولتخرج تلفزيونياً، وتحول أوبرالياً.
اختير أربوزوف ليكون مديراً لمسرح الجبهة الذي أسس في الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1941 أخرج أربوزوف مسرحية «مدينة في الفجر».
تابع كتابة المسرحيات وإخراجها، وكانت أعماله ذات طابع أخلاقي، يهدف إلى تربية الجيل الجديد على القيم النبيلة والأخلاق العالية، ويحاكي العالم الداخلي للإنسان. ومن هذه المسرحيات: سنوات التجوال، حكايات أربات القديم، الاختيار، ضوء المساء، كوميديا عتيقة، مارات المسكين. وفيها كلها يهتم بعالم الإنسان الداخلي.
نال ألكسي أربوزوف عدداً من الأوسمة والجوائز والميداليات من الحكومات ومن جهات خاصة. وتوفي عام 1986 في موسكو.
okbazeidan@yahoo.com