لكن الأديب الكبير دخل متاهة الخرف مبكراً نسبياً، هذا الداء القرين للعائلة كما أكد شقيقه خايمي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كولومبية.
تصريحات شقيق الروائي الأشهر جاءت على هامش مؤتمر في منطقة كارتاخينا الساحلية الكولومبية، وأوضح فيها خايمي أن شقيقه يعاني من مشاكل في الذاكرة، وقد شعر بأولى أعراض الخرف عام 1999 عندما عانى من مرض السرطان الذي نجا منه. وقد سرّع العلاج الكيميائي الذي تابعه للقضاء على المرض من العملية لديه، قبل أن يؤكد أن العائلة جميعها تعاني من الخرف، وأنه شخصياً يعاني بعض المشاكل والاضطرابات.
الكاتب الكبير المسكون بالحب والجمال - والذي لم ينشر شيئاً جديداً منذ أعوام عديدة- أدخل القراء عبر أعماله الروائية في عالم مترع بسحر الأدب، إذ يراوح بين ذلك الخيط الرفيع من الواقع والخيال المدهش.. احتفل بعيد ميلاده الخامس والثمانين في آذار الماضي برفقة أصدقاء له من الفنانين والكتاب في أحد أحياء جنوب العاصمة المكسيكية مكسيكو، حيث يقيم مع زوجته منذ عام 1961. وترددت أنباء بشأن تردي وضعه الصحي منذ وقت طويل.
ورغم سطوة المرض بقيت روح المبدع لدى ماركيز متقدة وحية، فكتب رسالة وداع حارّة إلى محبيه انتشرت عبر الإنترنت وتناقلها عشاقه ومريدوه. يقول فيها «لو وهبني الله حياة أطول لكان من المحتمل ألا أقول كل ما أفكر فيه، لكنني بالقطع كنت سأفكر في كل ما أقوله.. كنت سأقيّم الأشياء ليس وفقاً لقيمتها المادية، بل وفقاً لما تنطوي عليه من معان.. كنت سأثبت لكل البشر أنهم مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، بينما هم في الحقيقة لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب..».
في هذه الفترة التي يعاني فيها ماركيز من المرض والخرف ويراها المتابعون «موتاً غير معلن» للروائي الأشهر، تبقى بصمته الأدبية على الصعيد العالمي معلنة وواضحة وبراقة، لتكرسه بموهبته الفذة أحد أعظم أدباء العالم في القرن العشرين إن لم يكن أعظمهم.