تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العدالة لسكان غزة

موقع GLOBAL RESEARCH
ترجمة
الأربعاء 26-5-2010م
ترجمة: ريما الرفاعي

لدينا جميعاً الحماسة للعمل من أجل إرسال سفن إلى قطاع غزة المحاصر. في آب 2006 بدأنا العمل، وكنا قلة في حركة غزة الحرة، لينضم إلينا المزيد،

يحدونا تصميم على إيجاد دواء لمرض العضال الذي تسببت به «إسرائيل» في غزة. وكل مرة نخطط للذهاب إلى غزة نتساءل هل سنتمكن من معالجة هذا الأمر؟ أعتقد أن هذا العلاج لا يزال بعيد المنال.‏

المشكلة بدأت مع «إسرائيل» بعد وقت قصير من الحرب التي شنتها على لبنان عام 2006. فكل العالم تابع هزيمة «إسرائيل» على يد فئة قليلة من المقاتلين في جنوب لبنان. وفي مسعى منها لحفظ ماء وجهها، اتجهت بالطبع إلى الفلسطينيين الذين تحتل أرضهم وخصت بالذات سكان غزة. وفي كانون الثاني من عام 2009 شنت «إسرائيل» هجماتها العسكرية ضد قطاع غزة الذي يقطنه قرابة المليون ونصف المليون فلسطيني، ما أدى إلى مقتل وجرح الآلاف وفرضت حصاراً على القطاع أدى إلى تفشي الفقر المدقع ومنع سبل الحياة البسيطة.‏

أحد الناشطين من استراليا أشار علينا أن نبحر بإحدى السفن من نيويورك إلى غزة للاحتجاج على الحصار الإسرائيلي للقطاع. وهذه الفكرة الصغيرة كبرت لدينا لتصبح أسطولاً من السفن يتجه إلى القطاع يضم تسع سفن على متنها قرابة 800 شخص من البرلمانيين والسياسيين والصحفيين والناشطين من جميع أنحاء العالم، وذلك بعد إنجاز اتفاق التآلف والشراكة في اسطنبول بين حركة غزة الحرة ومؤسسة حقوق الإنسان والعون الإنساني التركية «IHH» ومؤسسات أجنبية وأوروبية وتركية مختلفة.‏

في رحلتنا السابقة إلى غزة، تعرضنا لإهانات عدة من قبل إسرائيل، ولكن ذلك لم يحط من عزيمتنا وتصميمنا على تحقيق هدفنا. وكل من دعمنا سواء بالتبرعات المادية أم بالرسائل والتظاهر أمام السفارات الإسرائيلية في عدد كبير من الدول والمطالبة بوقف جرائم الحرب التي ترتكبها «إسرائيل» ضد سكان غزة، زاد حماسهم وهم يتابعون مسيرتنا على متن سفننا الصغيرة التي وصلت إلى القطاع خمس مرات.‏

وفي مهماتنا الثلاث الأخيرة التي تعرضنا فيها لعدائية إسرائيلية واضحة، توافد الكثيرون إلينا لتقديم التبرعات المالية ومساعدتنا على شراء سفن جديدة. ففي تموز 2009، زار رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مهاتير محمد وزوجته حركة غزة الحرة في قبرص، وحدثناهم عن رحلاتنا إلى غزة وعن التصرفات الإسرائيلية التي واجهتنا، وبشكل خاص في رحلاتنا الثلاث الأخيرة, حيث امتهنوا كرامتنا وأجبرونا على الاتجاه نحو الحائط ووجهوا بنادقهم نحونا وخطفوا سفينة « روح الإنسانية» إضافة إلى أكثر من عشرين من مراقبي حقوق الإنسان وزجوا بهم في السجن لمدة أسبوع.‏

أراد مهاتير أن يأتي ويرى بنفسه سفينة الصيد التي كانت أول سفينة لغزة الحرة تدخل ميناء غزة منذ 41 عاماً. وعندما شاهدها مع زوجته أبدا دهشته وقال لنا : أنتم شجعان جداً بأن تنطلقوا بمثل هذه السفينة غير الصالحة للإبحار الطويل وتسلكوا طريقاً بعيدة إلى غزة. قلنا له: لم نستخدم هذا القارب فقط بل استخدمنا أصغر منه. لقد استطعنا وكنا 44 شخصاً تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على سكان غزة. قال لنا: أنتم بحاجة إلى سفينة حديثة، مضيفاً أنه سيعود إلى ماليزيا ويبعث لنا بأموال مساعدات لنتمكن من إرسال سفن حديثة تكسر الحصار، وهذا بالطبع ما فعله مع زوجته. لقد عادوا إلى بلدهم ومن خلال منظمة السلام العالمي استطاع أن يرسل لنا أكثر من 300 ألف جنيه استرليني لشراء سفينة بضائع وسفينتي ركاب. وهي السفن التي سنبحر بها في رحلتنا القريبة، وهذا يدل على رغبة مهاتير محمد وزوجته وكل الشعب الماليزي في تحقيق العدالة لشعب غزة، إضافة إلى الشعب الإيرلندي والكثير من الشعوب الأوروبية ممثلة بمنظمات المجتمع المدني.‏

واليوم تبحر سفننا في مياه المتوسط مع سفن من منظمات الإغاثة والمجتمعات الأهلية في دول عديدة، أبرزها تركيا واليونان وإيرلندا والسويد وذلك تحت اسم « أسطول الحرية» بهدف إيصال مواد البناء والورق ومستلزمات طبية وألعاب للأطفال والحماس الذي يعترينا انتقل إلى منظمات ودول أخرى.‏

ولكن هل ستحل هذه المحاولات مشكلة غزة؟ لا نعتقد ذلك، ونطمح فقط إلى لفت أنظار العالم لمعاناة أهل غزة والمساعدة رمزياً في تخفيف وطأة الحصار الذي لن ينتهي، ويعود سكان غزة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي إلا حين يتمكن الصيادوون الغزاويون من الصيد دون تعرضهم للنيران الإسرائيلية، ويتمكن الفلاحون من جني محاصيلهم دون وجود العربات الإسرائيلية التي تحرق المحاصيل، وعندما يكون لغزة حقوق مشابهة لأي شعب متوسطي أهمها التجارة الحرة مع باقي أنحاء العالم، عندما يتحقق هذا كله نستطيع القول: إن المرض الذي تعاني منه غزة اليوم قد شفي.‏

 بقلم :غريتا برلين‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية