أن كل الحسابات الإنتاجية، والجوانب الفنية التقنية كانت فارضة حالها..
(وازنة.. نخب أول.. سوبر ديلوكس) لأي برنامج- فني، منوع-
إذاً بالتأكيد..
حسبة النجاح تنحصر في الجانب الأبرز مرئياً(ضيف ومضيف).
معادلة حدّها يتنقل من رأس الأول إلى رأس الثاني.. حوارياً، كلامياً، استفزازياً، ودياً، حبياً، أو حتى استعراضياً... تتولد حالة قد تجذب المتلقي وتجعله يستمتع بالأخذ والرد ما بين الطرفين، أو لا تجذب فتجعله يندب.
على الرغم من أن البرامج المنوعة الفنية عنصرها الجاذب الغني ( منها وفيها).. صيدها دائماً نجم.. يحمل حضوره الحلقة.. وجوده الدسم يعد بنجاح أكيد...
وأمام هذه( الأكيد) المربوطة إلى ( نجومية ساطعة)
تُفرش أمام هؤلاء طاولات الأماني والتمني والدلال.. وليطلبوا وليتأمّروا ، كل طلباتهم مجابة تلبى برمشة عين..
على هذا النحو يبدو تعامل برنامج/ تاراتاتا/ مع ضيوفه...
( ينيشن) فريق الإعداد ومن ورائه الإنتاج على أحد نجوم الغناء العربي..
وهذا النجم تكفل له نجوميته أن يحدد من يحضر قبالته ضيوفاً مطربين، يمكن ملاحظة أن غالبية الذين يتمتعون بنجومية( ضاربة) يختارون زملاء صاعدين، وأيضاً يحددون من يحضر محاوراً لهم.
والسؤال..
البرنامج عينه قدم حلقات بسويات متفاوتة توافرت لها الظروف والشروط ذاتها.. لماذا؟..
الحماس الغنائي.. والجود الطربي.. والرغبة بتقديم الممتع، ميزة يحاول أهل البرنامج الحفاظ عليها..
ولكن هل توافر هذا الجو الحماسي الظريف الجذاب واللطيف في الحلقة الأخيرة بحضور نجوم منجمين( حسين الجسمي وماجد المهندس) وقبالتهما الإعلامي الشهير عمرو أديب.
مع أديب..
لدى التمعن بطريقته في التقديم والحوار، التدقيق بمجرد حضوره ، تعاود الاستفهام عن مهمة الإعلامي- المذيع، ما هي وظيفته حتى لو كان نجماً..
تحديداً هنا...
نصل إلى نقطة نجومية الإعلامي قبالة نجومية الفنان.. لتمسي النجومية منطقة متنازعاً عليها ما بينهما بأسلوب خفي غير معلن.
أديب يلقي أسئلة لضيوفه تجس نبض كل منهما استكشافاً لأبعاد نجوميته...
هل كان يكتشف مستوى نجوميتهم أم يؤكد نجوميته بطريقة لا مباشرة.. وإن كان الثلاثة ذوي حضور بارز وملحوظ، فإن ذلك لم يمنح الحلقة طابعاً براقاً لامعاً..
شهرتهم ونجوميتهم لم تنقذ/ الجو/ من غلاف باهت سيطر غالباً، وحالة المودة ما بين الفنانين لم تموّه حالة المذيع( المنشّى تنشاية)
الذي ظهر وكأنه( موقابض حدا) .. فقط يساير ويحايل... وعلى أساس( ع السكيت).. هذه ( السكيت) لم تكن حيلة موفقة من قبله لأن حال(النجومية) المفخمة تؤدي حتماً إلى ( أنا) متضخمة وهو ما كان ملاحظاً لدى أديب.
لوهلة تعتقد أن اجتماع هذه الأسماء الكبيرة (غنائياً وإعلامياً) سيحقق سهرة ولا أجمل، لها التميز ذاته الذي حصده نيشان في حلقة نجوى كرم..
إذ بديهي.. أن يكون ( كم) النجومية ذاك مجتمعاً يؤدي إلى محصلة دافعة إلى الأمام.. نجومية أديب كانت بعكس قوى نجومية الطرفين الآخرين سائرة.. أعاقت.. أبطأت.. فمللت..