وعن دانتي: الضبع الذي ينظم الشعر على الأضرحة... وفي نهاية القرن الماضي أصدر بول جونسون كتاباً يحمل عنوان «المثقفون» استعرض فيه أمراض المشاهير وكان مفاجأة أن نعرف أن أهم ميزات جان جان روسو الأنانية المفرطة ومريض بجنون العظمة. وكتاب كارل ماركس «رأس المال» اعتبره موعظة ضخمة وغير متماسكة في معظمها، وهنريك ابسن فظ القلب عنيفاً مع زوجته، وتولستوي مدمناً على القمار مثل ديستوفيسكي، وهمنغواي كذاب وبريخت صاحب القلب الجليدي والنساء لديه كلهن دجاجات في مزرعة الديك الوحيد بها... وعن فلسفة سارتر الوجودية قال: جنوناً يستمتع به الناس.
عربياً لم يحدث هذا الضرب من النقد المكشوف، قد يحدث أن يتلقف بعض الأدباء أخطاء بعضهم البعض ويتصيدون هفوات هنا وزلات هناك.. لكن دائماً هنالك تسويات جاهزة، فتشترى النمائم، ويتم تصفيتها لصالح صفقات التدبيج وتصنيع الأدباء.. وعندما يحدث ويموت أديب ما فإنه يتحول إلى كائن مقدس ويصعب جداً تناول أعماله بالنقد.
مدائحيات بالجملة وأدباء بوفرة صيصان المدجنة وكل يوم يفقس الوسط الثقافي عن المزيد من «الشعارير والشعرورات» وبعد حضور بضع أمسيات - لا يحضرها أحد- ينصب الواحد منهم شاعراً أو شاعرة... (الله يزيد ويبارك)