تابع الطالب عبد الرحمن نشاطاته في الإعدادية وما بعدها، في العام 1958 تم تشكيل فرقة مسرحية في نادي الأزبكية مع عدنان مارديني والمرحوم عدنان بركات والمرحوم محمد جبولي ومحمود جركس ثم في عدة نوادٍ مسرحية بدمشق كان أهمها الفرقة السورية للمسرح ليتحول بعد ذلك إلى نادي فلسطين للمسرح الذي احتضن الطاقات الشابة ليرأسه بعد ذلك وليقدموا أعمالاً مسرحية أنتجت وعياً وتجربة أشمل وأكثر نضجاً .
ومن ثم تم تأسيس فرقة المسرح الوطني الفلسطيني وقد أصبح المسرح في حياة ( أبو القاسم) هاجسه الذي يؤرقه يستفزه ليقدم في كل مناسبة دولية أو عربية عملاً مسرحياً.
الفضل للمسرح
وعن أهمية عمله بالمسرح على شخصيته كفنان وممثل قال أبو القاسم:
لاشك أن للمسرح الفضل الأكبر في صقل شخصيتي كممثل فقد منحني الكثير فأنا الآن أقف بين الممثلين من أبناء جيلي في الصفوف الأولى في سورية والوطن العربي،وهذا يعود بفضل عملي في المسرح فهو مدرسة مهمة جداً في أي مجتمع، فنابليون بونابرت قال: (اعطني مسرحاً أعطك شعباً) وهذا يتضح من خلال مشاركات عديدة في الأعمال الدرامية.
أما في الإذاعة هذا المجال الهام فقدمت فيه مئات الأعمال الدرامية الإذاعية كممثل أول وثانٍ وحصلت على عدة جوائز ذهبية من القاهرة والعديد من شهادات الإبداع لا يقل عن 30 شهادة منها شهادة أفضل ممثل عربي وافريقي في قرطاج 1987 وعدد من الجوائز المختلفة من سورية والأردن والجزائر والامارات ومصر.
أنا القدس
هذا العمل من تأليف وإخراج وإنتاج باسل الخطيب يعد متميزاً خاصة وأن الخطيب مسكون بالهم الوطني وبالقضية المركزية وهذا العمل يحتاج الى الكثير من المهارات التسويقية الصعبة أحيانا ومشاركتي فيه متواضعة أجد فيها شخصية المجاهد الشيخ عز الدين القسام ابن جبلة السورية الذي جاء إلى فلسطين كشيخ لعقد قران بعض الزيجات ووجد نفسه في أتون الثورة وهو الثائر الذي كان له باع في الثورة السورية فبدأ يدخل الى أوساط الشباب والعامة لنشر وبث الوعي والانتباه لما يحاك ضدهم من مؤامرات تستهدف وطنهم وتوعيتهم على المسألة السياسية وجولاته على المساجد ثم ليرفد الثورة الفلسطينية قائداً وملهماً ومثالاً للثوار وليستشهد في طريق النضال في معركة يعبد الشهيرة وليقدم نموذجاً أن القائد يجب أن يكون في مقدمة الثوار وأتمنى كفلسطيني أن يكون في أرحام نسائنا أجنة كالقسام.
وعن أعماله الجديدة يشارك في مسلسل (أبو خليل القباني) ويؤدي فيه دور الشيخ سعيد القاسمي شيخ الأدب والثقافة والأعيان وهناك مشروع فيلم (جنين) لولي عبد الرحيم و(وادي السايح) للتلفزيون السوري اخراج بدرخان وعدة أعمال تلفزيونية مختلفة.
صراعات الشخصية
وحول سؤال عن صراعات الشخصية ما بين شخصية رجل الموساد التي أداها في عمل سابق وأخرى المناضل قال:
لقد كنت حريصاً في تجسيد شخصية رجل الموساد الذي سيلاقي حتماً الرفض من قبل المجتمع كما أفهم رجل الموساد وكيف يعامل المواطن العربي وخاصة الفلسطيني والحقد عليه ومحاولته الدائمة للنيل منه ومن حقوقه وأقدم هذه الشخصية على طبق من ذهب للمتلقي كما هي وكما تفكر وتعمل ،وأما الشخصية الأخرى فأحاول الاستفادة من خبرتي الفنية بشكل أستطيع أن أصل للمتلقي وأضعه في صفي وتنظيم الآخرين في صف المقاومة وتحرير الارض وأحاول لي عنق الشخصية للاستفادة منها في نصرة القضايا العربية العادلة.
ماهو مشروع عبد الرحمن أبو القاسم؟
بما أنني رجل مسكون بالقضية الفلسطينية حيث غادرتها وعمري ست سنوات قاسيت مرارة العيش والهزيمة والانكسار أحاول الاستفادة من شخصيتي وأعمالي الفنية لمحاكاة هذا الوضع وأضعه بين يد المتلقي وقد أكون مغالياً إن قلت إنني اذا ما تحررت فلسطين وأنا بعطائي وقوتي سأوقف أعمالي كلها بالحديث عن درب الآلام وأتجول بالعالم لمحاكاة ما عاناه الشعب وأتوج هذه الرحلة المعاناة بسفر العودة الذي يحمل على هامته وردة بعيداً عن سفر الخروج من بلدنا فإيماني مطلق بالعودة لبلدي وإن لم أعد فبضع مني أبنائي وأحفادي سيعودون حتماً .