وعبرت سورية عن إدانتها الشديدة لهذا العدوان الدموي الجبان، فيما أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أن الاعتداء الأميركي الآثم يدفع الحكومة العراقية لمراجعة العلاقة وسياقات العمل مع القوات الأميركية وما يسمى «التحالف الدولي» لمحاربة الإرهاب.
فقد أدانت سورية العدوان الأميركي على فصائل الحشد الشعبي العراقية معربة عن تضامنها التام مع العراق شعباً ومؤسسات ومجددة مطالبتها بعدم تدخل الولايات المتحدة الأميركية في شؤونه الداخلية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا أمس: شنت الطائرات الحربية الأميركية اعتداء دموياً على فصائل الحشد الشعبي العراقية التي تدافع عن سيادة العراق واستقلاله في إطار قرارات الدولة العراقية ومؤسساتها الرسمية وأسفر هذا الاعتداء الغاشم والجبان عن استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين العراقيين.
وأضاف المصدر إن الجمهورية العربية السورية تدين هذا العدوان الأميركي وأي عدوان على سيادة واستقلال وحرية العراق والعراقيين وتعبر عن تضامنها التام مع العراق شعباً ومؤسسات وتعيد مطالبتها بعدم تدخل الولايات المتحدة الأميركية في الشؤون الداخلية للعراق التي تعد في صميم عمل ومهام الدولة العراقية.
وختم المصدر تصريحه بالقول: تعبر الجمهورية العربية السورية عن تضامنها مع العراق والعراقيين لتجاوز الظروف التي يمرون بها بما يخدم وحدة أرض وشعب العراق وتتوجه إلى أهالي الشهداء والجرحى بخالص العزاء متمنية الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.
وفي طهران أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة العدوان الأميركي على مواقع للحشد الشعبي في العراق مؤكدة أنه مثال واضح على الإرهاب.
وقال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي في تصريح له أمس نقلته وكالة ارنا إن على الولايات المتحدة أن تحترم استقلال العراق وسيادته وسلامة أراضيه وأن تتوقف عن التدخل في شؤونه الداخلية.
وأضاف موسوي: إن هذا العدوان أثبت مرة أخرى زيف مزاعم الولايات المتحدة بمحاربة تنظيم داعش التكفيري الإرهابي، مؤكدا أن أميركا كشفت بهذا العدوان عن دعمها القوي للإرهاب متجاهلة استقلال وسيادة الدول.
وشدد موسوي على أنه يجب على أميركا أن تتحمل مسؤولية عواقب هذا العمل غير القانوني مبينا في ذات الوقت أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة هو سبب انعدام الأمن والاستقرار فيها.
كما أدان الحرس الثوري الإيراني الاعتداء الأميركي مؤكداً أن الرد على هذا الاعتداء حق طبيعي للشعب والقوات العراقية.
وقال الحرس الثوري في بيان له أمس:هذا الاعتداء الذي أسفر عن استشهاد وجرح عدد من العراقيين يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق ويمثل عملاً عدوانياً إجرامياً بما يؤكد مرة أخرى أن أميركا هي السبب الرئيسي وراء زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى والحروب في المنطقة.
واعتبر البيان أن طرد المحتلين الأميركيين بمثابة الضمانة لإرساء الاستقرار والأمن المستديم في العراق لافتاً إلى أنه»على الكيان الصهيوني المصطنع قاتل الأطفال ألا يفرح لتصرفات الإرهابيين الأميركيين لأن الأمة الإسلامية ستوسع نطاق غضبها وعزيمتها في مواجهة الصهاينة المحتلين.
وفي موسكو أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن الاعتداء الأميركي على مواقع على مواقع للحشد الشعبي غير مقبول.
وتابعت الوزارة: نعتبر هذه التصرفات غير مقبولة وضارة. ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن خطوات جديدة من شأنها زعزعة الوضع العسكري والسياسي في العراق ا ودول جوارهما بشكل حاد.
وفي بغداد أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أن الاعتداء الأميركي الآثم على مقار الحشد الشعبي خرق لسيادة العراق وتجاوز خطير موضحا أن هذا الاعتداء يدفع الحكومة لمراجعة العلاقة وسياقات العمل مع القوات الأميركية وما يسمى «التحالف الدولي» لمحاربة الإرهاب.
ونقل موقع السومرية نيوز عن المجلس قوله في بيان بعد اجتماع طارئ أمس إن الحكومة العراقية تدين هذا العمل الذي استهدف قوات عراقية عملت وتعمل على مواجهة فلول تنظيم داعش الإرهابي وهو ما يعرض أمن وسيادة العراق وجميع دول المنطقة للخطر.
وشدد المجلس على أن حماية العراق ومعسكراته والقوات الموجودة فيه والممثليات هي مسؤولية القوات الأمنية العراقية حصرا وهي التي تقرر الحاجة إلى الاستعانة بشركائها لا أن يقوم الآخرون ومهما كانت المبررات بذلك بشكل منفرد وبالضد من إرادة الدولة العراقية ومصالحها العليا.
وأشار المجلس إلى أن هذا الاعتداء الآثم يدفع العراق إلى مراجعة العلاقة وسياقات العمل أمنيا وسياسيا وقانونيا مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بما يحفظ سيادة البلد وأمنه وحماية أرواح أبنائه.
في الأثناء أدان الرئيس العراقي برهم صالح العدوان الأميركي على مواقع لقوات الحشد الشعبي مؤكدا أنه يشكل انتهاكا لسيادة العراق.
وأشار صالح في بيان نقله موقع السومرية نيوز إلى أن القصف الأميركي غير مقبول ومضر بالعراق ومناف للاتفاقات مع أميركا.
بدوره استنكر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية محمد رضا آل حيدر الاعتداء الأميركي مؤكدا أنه يشكل استهدافا لسيادة العراق وأرضه وللمؤسسة العسكرية.
وطالب في بيان له مجلس النواب بعقد جلسة عاجلة للوقوف على أسباب هذا الخرق لعدم تكراره مرة أخرى داعيا المجتمع الدولي إلى أخذ موقف صريح لتدخلات أميركا في البلدان وعدم احترام سيادتها ومحاولة فرض سيطرتها على الجميع.
كما دعا عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة سائرون سلام الشمري الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف واضح من تكرار الاعتداءات الأميركية مطالبا بمناقشتها خلال جلسة البرلمان.
وأوضح الشمري في بيان أن استهداف الحشد الشعبي يشكل اعتداء على سيادة العراق وأمنه واستقراره مطالبا رئاسة البرلمان المضي بتشريع قانون إخراج القوات الأجنبية وخاصة الأمريكية من العراق.
فيما دعا تحالف الفتح النيابي العراقي البرلمان العراقي إلى اتخاذ قرار عاجل وجريء يقضي بإخراج كل القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.
وقال التحالف في بيان نشره على موقعه إن الاعتداء السافر من قبل القوات الأميركية هو اعتداء على السيادة الوطنية والكرامة العراقية التي تأبى المساس بها، لافتا إلى أن هذا الفعل الإجرامي المتغطرس سيجابه برفض عراقي مستعد لخوض أي تحد يتعلق بكرامته وسيادته.
وفي لبنان أدان حزب الله بشدة العدوان الأميركي الغادر على مواقع للحشد الشعبي في العراق مؤكدا أنه اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي بكامل مكوناته ولا سيما الحشد الشعبي الذي كانت له اليد الطولى في مواجهة الإرهاب التكفيري وإلحاق الهزيمة به.
وقال الحزب في بيان أصدرته العلاقات الإعلامية أمس إن العدوان يؤكد مجددا أن الإدارة الأميركية تريد أن تضرب عناصر القوة الكامنة لدى الشعب العراقي والقادرة على مواجهة تنظيم داعش وقوى التطرف والإجرام الذين دعمتهم الإدارة الأميركية على أكثر من صعيد ولا يزالون ضمن مخططاتها وأدواتها الخبيثة في المنطقة.
وفي السياق ذاته أكد المكتب السياسي لحركة أمل أن العدوان الأميركي على مقار للحشد الشعبي العراقي دليل إضافي وجلي على أن أميركا تقف خلف مخططات إثارة الفتن والفوضى في المنطقة وإسقاط الدول والمجتمعات العربية والإسلامية.
وقال المكتب في بيان له إن»مفردات الشجب والاستنكار لا تجدي في هذه اللحظة الدقيقة.. والمطلوب المزيد من الوحدة الوطنية ونهوض العراق بدوره الحضاري الوطني والقومي.
بدوره ندد التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة بالاعتداء الأميركي السافر على مقار للحشد الشعبي العراقي.
وأكد أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار في تصريح أمس أن الاعتداء دليل جديد على أن الولايات المتحدة هي «رأس أفعى الإرهاب» والداعم الرئيس لأدواته التي تعيث فساداً في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا الاعتداء على السيادة العراقية هو جريمة بحق كل الشعب العراقي وقواه وجيشه وأمنه ودليل على إفلاس المخطط الذي يستهدف الأمة وقواها الحية.
كما أدان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان الاعتداء مؤكداً أنه عدوان موصوف ينتهك السيادة العراقية ويأتي دعماً للإرهابيين.
وقال قبلان في تصريح له: هذا العدوان يكرس حقيقة الوجود الأمريكي كقوة احتلال على أرض العراق، مشيراً إلى أن واشنطن تتحمل تبعات عدوانها الذي يندرج في إطار ردات الفعل الانتقامية على الإنجازات التي حققها محور المقاومة في محاربة الإرهاب في سورية والعراق ولبنان.
كما أدانت هيئة علماء بيروت في بيان بشدة العدوان الأميركي مؤكدة أن هذا العمل الإرهابي يستهدف إضعاف محور المقاومة انطلاقاً من العراق.
وفي اليمن أدان المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية بأشد العبارات العدوان الأميركي على مواقع الحشد الشعبي العراقي مؤكدا أنه يمثل اعتداء غاشما على العراق وقواه المناهضة للمشروع الأمريكي المدمر في المنطقة.
ونقل موقع المسيرة نت عن المكتب السياسي للحركة قوله في بيان: لقد آن الأوان لكل القوى والأحزاب الوطنية في العراق أن توحد جهودها لمواجهة خطر محدق يتهدد بلادها، لافتا إلى أن وحدة الصف أول رد على أي محاولة أميركية لزعزعة أمن البلاد.
ودعا إلى التضامن مع الشعب العراقي وإدانة أي تدخل أجنبي في شؤون المنطقة.