وهذا ما يدعونا إلى التأكيد مجدداً على أن الأيام القادمة سوف تكون حافلة بمحاولات التفجير الأميركية وعلى مختلف الجبهات، مع احتمالات استدعاء وحضور الطرف الإسرائيلي كعامل مساعد للشريك الأميركي من أجل إحداث تحول في الواقع المرتسم تُمكن معسكر الإرهاب عموماً، والولايات المتحدة وأدواتها على وجه الخصوص من خلط الأوراق والإمساك بزمام الأمور، لكن هذا بات مستحيلاً باعتراف أطراف الإرهاب أنفسهم، بعد أن أضحت دمشق وحلفاؤها تمتلك مفاتيح السيطرة والتحكم بشكل كامل في الميدان إلى درجة استحالة العودة إلى الوراء خطوة واحدة.
برغم الأجواء البادرة التي تلف عناوين وأركان المشهد، إلا أن سياسات أطراف الإرهاب تخفي خلفها الكثير من السخونة المتوقعة في أي لحظة وعلى أكثر من جبهة، خاصة جبهة إدلب ومحيطها، في ضوء تشبث النظام التركي بإستراتيجية الهروب إلى الأمام وفتح جبهات أخرى خارج الجغرافيا السورية، وذلك كجزء من محاولات الضغط والابتزاز على دمشق وحلفائها من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والميدانية.
ضمن هذا السياق يمكن القول إن الأبواب قد تكون مشرعة خلال الأيام القليلة القادمة على كل الاحتمالات والخيارات في ضوء تشبث تلك الأطراف بسياسات التخريب والتدمير ودعم الإرهاب، خصوصاً الطرف الأميركي الذي يجهد لإيجاد المزيد من الذرائع والمبررات للبقاء في الجغرافيا السورية حماية لأدواته وحلفائه ومصالحه وأجنداته الاستعمارية التي تبدأ من السيطرة على خيرات وثروات شعوب ودول المنطقة والتي لا تنتهي عند حماية الكيان الصهيوني وضرب واستهداف دول محور المقاومة.