في السنة الماضية عقد بوتين وأردوغان اتفاقا بشأن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 15-20 كلم على طول الحدود التركية, لكن هذا الاتفاق لم يمنَ إلا بالفشل نتيجة الاعتداءات التركية على سورية ودعمها المتطرفين الذين كان أردوغان قد تعهد بمعارضته لهم - رغم كون الدوريات الروسية والتركية المشتركة تمارس ما تم الاتفاق عليه على امتداد الحدود بين البلدين, ورغم التعهد المعلن من ترامب بانسحاب القوات الأميركية من سورية نجده يتراجع عن أقواله الأمر الذي يعطي الدليل بعدم إمكانية الوثوق به أو بغيره من المسؤولين الأميركيين.
وما زلنا نشهد الآلاف من قوات البنتاغون والقوات شبه العسكرية والمقاولين العسكريين المأجورين في الأجزاء الشمالية والجنوبية تعسكر في المناطق السورية الغنية بالنفط إذ يصار إلى تهريب النفط عبر المعبر الحدودي مع تركيا لبيعه في السوق السوداء، ولا شك بأن واشنطن ونظام أردوغان هما المستفيدان من عمليات السرقة الكبرى.
يؤكد الواقع أن الخطة الأميركية في سورية تهدف في المقام الأول إلى زعزعة استقرار هذا البلد وتنصيب حكومة عمالة موالية للغرب وعزل حلفائها كإيران إقليميا وممارسة «الضغوط القصوى» على سلطاتها الحاكمة.. لكن هذه الخطة مُنيت بالفشل الذريع. إذ نجد إيران تقوم حاليا بمناورات مع روسيا والصين في خليج عمان والمحيط الهندي. وفي هذا السياق، قال رئيس مركز الدراسات الإيرانية المعاصرة في روسيا ركيب سافاروف «إن هذه التدريبات المشتركة تبرز أهمية الجمهورية الإسلامية كقوة عظمى للأمن الإقليمي».
ويهدف التعاون العسكري المشترك بين هذه الدول إلى ترسيخ الأمن في تلك المياه، وحماية التجارة الدولية فيها، ومحاربة الإرهابيين المدعومين من أميركا، إلى جانب إظهار التحالف العسكري بين روسيا والصين وإيران. كما نجد القوات السورية، وبدعم من القوات الجوية الروسية، تقاتل الإرهابيين المدعومين من الولايات المتحدة لتطهير إدلب.
النظامان التركي والأميركي يتحالفان ضد سورية
ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المتطرفين في إدلب قد عمدوا في شهر كانون الأول إلى زيادة قصفهم المدفعي على القوات الحكومية والمناطق المأهولة بالسكان لتتجاوز 60 ضربة يوميا مضاعفين عدد الضربات عما كانت عليه في السابق ما أفضى إلى إصابة العديد من المدنيين، وغرد ترامب عبر صفحته على موقع تويتر متجاهلا المجازر والدمار الذي ألحقتها قواته بسورية وقالباً الحقائق خلال السنوات الماضية قائلا: «ترتكب روسيا وسورية وإيران أعمال تدمير.
لا ريب أن المتطرفين المدعومين من الولايات المتحدة والقصف الإرهابي الأميركي مسؤول عن مقتل مئات الآلاف من الضحايا منذ بدء عدوان نظام أوباما في شهر آذار عام 2011 فضلا عن أزمة اللاجئين الأشد جراء الحرب الأميركية.
منذ بدء الأعمال العسكرية في منتصف شهر كانون الأول لتحرير إدلب تمكنت القوات السورية من استعادة سيطرتها على المناطق الجنوبية. وثمة معارك كبرى لتحرير السكان من الإرهابيين الذين تدعمهم الولايات المتحدة, وفي يوم السبت الفائت، ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن القوات الحكومية دخلت المنطقة الواقعة جنوب شرق إدلب، وقد أرغمت إرهابيي النصرة قرب جرجناز على الانسحاب بعد قتل وإصابة العشرات من المسلحين.
وذكرت وكالة تاس أنه على مدى الأسبوعين الماضيين تمكنت القوات السورية من تحرير 46 قرية وبلدة في إدلب وأضافت: «استعاد الجيش السوري مساحة تفوق 320 كلم مربع من الأراضي التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة الإرهابية والمجموعات المسلحة التي تتعاون معها» كما ذكر موقع المصدر نيوز أنه رغم الهجوم المضاد (بما في ذلك الهجمات الانتحارية) التي نفذها متطرفو النصرة جنوب شرق إدلب تمكن الجيش العربي السوري من صد تلك الهجمات المنفذة غرب جرجناز. وفي يوم الجمعة، وثقت شبكة الأخبار الأبخازية بمقطع مصور التقدم الذي أحرزه الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي واستعادته السيطرة على مناطق احتلتها النصرة والإرهابيون المتحالفون معها. أما خلايا «داعش» المدعومة من الولايات المتحدة فلا تزال نشطة في سورية، إذ تبين أنه في الأسبوع الفائت قصف مقاتلوها جنوب شرق دير الزور، ذلك لأن الولايات المتحدة تزودهم بصواريخ محمولة على الكتف وصواريخ قادرة على إسقاط طائرات الهليكوبتر والطائرات ذات الطيران المنخفض. ورغم كل ذلك تتعهد دمشق بتحرير الأراضي السورية كافة ومواصلة عملياتها في إدلب وأماكن أخرى حتى تحرير آخر شبر من الأرض.