فما اندفاع وهروب بنيامين نتنياهو إلى خارج المسرح أثناء الدعاية لحملته الانتخابية الا دليل واضح وصريح على أفعاله الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني, خاصة عندما أطلق صاروخ من غزة على إسرائيل ردا على افعال نتنياهو واجرامه بحق المدنيين الفلسطينين بحجة ملاحقة قادة حماس.
عندما كان نتنياهو يقود حملته الانتخابية, وهو البالغ من العمر 70 عامًا والذي وصف فوزه بزعامة حزب الليكود بقيادة التحدي داخل حزب الليكود نفسه وبعد نحو دقيقتين من عرض نتنياهو الدرامي أمام الحضور، يظهر مقطع فيديو فجأة يخبر منظم الحفلة والحضور أن هناك حالة تأهب في عسقلان ، محذرا من إطلاق صاروخ ثم يأتي صوت آخر قائلا:إ نه ليس هناك حاجة للقلق فالرد سيكون سريعا ودمويا على غزة وعلى أهلها العزل, وهذا ما يحصل فعلا فقد كان ولايزال نتنياهو هو الرئيس الاكثر حبا لاراقة الدم الفلسطيني والاطول خدمة في ارهاب «اسرائيل».
هذا وتتجه «إسرائيل «لإجراء انتخابات ثالثة غير مسبوقة خلال عام، في الوقت الذي يتمسك فيه نتنياهو بالسلطة متسلقا على حبال التطرف والعداء للفلسطينيين, ففي حدث متطابق تقريبا قبل الانتخابات، وفي ايلول الماضي كان نتنياهو ينظم حملة انتخابية في مدينة (أشدود) على بعد بضعة أميال شمال عسقلان, وتم إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل ردا على الاعتداءات التي قام بها نتنياهو على المدنيين الفلسطينيين ما أجبر الأمن على مرافقة نتنياهو من على المسرح ثم عاد بعد وقت قصير لينهي خطابه وهو خائف متوعدا الشعب الفلسطيني بالمزيد من اراقة الدماء.
ولان نتنياهو فاز بسباق قيادة حزب الليكود فإنه سيحتفظ بقيادة حزب الليكود الحزب السياسي الذي قاده منذ أكثر من عقد، ولكن يحاول تضخيم الحدث فبعد ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع غرد نتنياهو ووصف فوزه بالانتصار الضخم على الرغم من وجود إدانة جنائية بحقه بتهم الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة ، فضلاً عن الفشل في تشكيل حكومة بعد الانتخابات, ولكن لا عجب يقول أورين: مادام نتنياهو هو المرشح المفضل للسياسي اليميني المتشدد جدعون سار الذي غرد بهذه الكلمات مباركا لنتنياهو على فوزه في الانتخابات التمهيدية قائلا: سأقف أنا وزملائي وراءه في الحملة الانتخابية من أجل نجاح الليكود في الانتخابات العامة.
هذا ويواجه نتنياهو لائحة اتهامات جنائية في ثلاثة تحقيقات منفصلة تتعلق بالفساد.
وفي محاولة لتنشيط قاعدته واصل نتنياهو لهجة التحدي ضد معارضيه حيث سارع إلى أنصاره قائلاً: لن يقرروا من أجلنا, فقط نحن سنقرر من سيقود الليكود والبلاد, انه انتصار في الانتخابات التمهيدية وسيضمن فوزا لليكود في انتخابات الكنيست.
ولم يواجه نتنياهو تحديا كبيرا له فالسياسات الاسرائيلية واحدة ومتفق عليها خاصة تجاه الشعب الفلسطيني, لقد ضمن فوز نتنياهو على سيطرته على حزب الليكود وقيادته للجناح اليميني في إسرائيل وذلك من اجل ضمان الدعم الكبير من الفئة المؤيدة للاستيطان داخل الحزب، ووعد نتنياهو بأنه سيحصل على هدية سياسية كبيرة أخرى من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعترف زورا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة اليها, ووعد نتنياهو الاسرائيليين بقوله: سنحقق اعترافًا أميركاً بالسيادة الإسرائيلية في غور الأردن والتوسع في بناء المستوطنات - تلك الموجودة في الكتل وتلك التي ليست كذلك.
وكما أظهرت لوحة انتخابات إسرائيلية سابقة لحزب الليكود في ايلول الماضي الرئيس الأميركي وهو يصافح نتنياهو, وهذا هو اكبر دليل على الولاء الاميركي لاسرائيل ودعمها لها بشتى الوسائل وكافة انواع الاسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة والحديثة من اجل تثبيت استيطانها واحتلالها لفلسطين.