في كل عام وتحديداً في آخره ثمة جردة حساب خاصة نقوم بها، منها ما تتطابق بياناتها وأرقامها مع النتائج والأفعال، ومنها ما بين بين... وأخرى تختلط وتمتزج وتختلف وبها نستحضر الماضي البعيد والقريب مروراً بالحاضر وصولاً إلى المستقبل المجهول الذي يكون للخيال فيه مجال أرحب يضيف عليه مشاهد وصور افتراضية تبدو فيها التمنيات والرغبات أولوية ليأتي يوم آخر بل عام آخر لتصبح بحكم الماضي والذكرى.
وفي هذا الإطار نعود لتسع سنوات مضت نتذكرها ونذكرها بتفاصيل دقيقة ووقائع عشناها جميعاً غلب عليها طابع المعاناة والألم والوجع جعلت كل واحد فينا متمسكاً أكثر فأكثر بالأمل والحياة، حيث من صميم الوجع والألم يولد ويكبر وتزداد فرص وجوده واقعاً ويكتب التاريخ كما كتب في السابق ولكن هذه المرة بطريقة أخرى ولغة أخرى وأسلوب آخر، أن بلداً اسمه سورية بكل ما فيها وما تعنيه قاومت وصبرت وصمدت وتحدت أعتى الغزاة... وانتصرت.
مع أفول ساعات هذا العام وإطلالة العام الجديد ونحن نعيش أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة وخيرات السماء تهطل، حيث دمشق كما أخواتها الثلاث عشرة تغسل عنها غبار التعب وتنهض كطائر الفينيق، نقسم كما أقسم حماة الديار قولاً وفعلاً بأن تبقى سورية هذه أمانة نحفظها وياسمينة نسقيها ورسالة محبة وسلام، ومع إطلالة العام الجديد نقول لها: كل عام وأنتِ بخير...