في وقت حذرت فيه جامعة الدول العربية وعدد من المؤسسات والشخصيات العربية والاسلامية من خطورة وتداعيات ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته التي كان آخرها اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي ساحات المسجد الاقصى مؤكدة انه ينذر بمخاطر شديدة على المنطقة كلها، مطالبة مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري، في حين اكتفى الاخير بالإعراب عن قلقه بشأن المواجهات التي جرت في القدس. في غضون ذلك اصيب 4 فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال خلال مظاهرة في بيت امر بالضفة الغربية، بينما هاجم مستوطنون اسرائيليون قرية عراق بورين قرب مدينة نابلس واطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي النار باتجاه عمال فلسطينيين في بيت حانون.
فقد أصيب أربعة فلسطينيين أمس برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال مظاهرة في بيت أمر بالضفة الغربية وتعرض عدد اخر للاختناق.
وقالت وكالة معا الفلسطينية ان قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية ما أدى إلى اصابة أربعة فلسطينيين وتعرض عدد اخر للاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال مظاهرة سلمية نظمتها اللجنة الوطنية لمقاومة جدار الفصل العنصري تضامنا مع المقدسات واحتجاجا على منع مزارعي البلدة شمال الخليل من الوصول لأراضيهم من قبل سلطات الاحتلال.
وقال محمد عياد عوض الناطق الاعلامي باسم مشروع التضامن الفلسطيني ان العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب نظموا مظاهرة للتنديد بقرار حكومة الاحتلال ضم المقدسات الفلسطينية لما يسمى بالمواقع التاريخية الاسرائيلية.
وأضاف ان جنود الاحتلال قاموا بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية ما أدى إلى اصابة 4 فلسطينيين.
وقال عوض ان ستة فلسطينيين أصيبوا بحالات اغماء نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.
كما اصيب خمسة فلسطينيين بجروح اصابة أحدهم خطيرة جراء تعرضهم لاطلاق رصاص مطاطي من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي في مواجهات بينهم قرب مدينة نابلس.
ونقلت ا ف ب عن شهود عيان ومسؤولين أمنيين فلسطينيين ان المواجهات اندلعت بعد أن اقتحمت سيارة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال احدى القرى الفلسطينية قرب مدنية نابلس فرشقها الفلسطينيون بالحجارة.
إصابة جندي إسرائيلي
وأصيب جندي من قوات الاحتلال الاسرائيلي بجروح خلال المواجهات في قرية بورين بعد محاولة قوة اسرائيلية الاستيلاء على أراضي القرية وضمها الى مستوطنة اسرائيلية.
في جنين نصبت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس حاجزا عسكريا بين بلدة قباطية وقرية مسلية جنوب المدينة وشرعت بعمليات تفتيش وتدقيق ما عوّق حركة الفلسطينيين.
من جهة ثانية هاجم مستوطنون اسرائيليون أمس قرية عراق بورين قرب مدينة نابلس.
ونقلت وكالة وفا عن غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية قوله ان عددا من المستوطنين الاسرائيليين مدعومين بجيش الاحتلال انطلقوا من مستوطنة براخا باتجاه القرية حيث تصدى لهم الفلسطينيون الذين أصيب عدد منهم بحالات اختناق بسبب اطلاق قوات الاحتلال القنابل الغازية المسيلة للدموع عليهم.
وفي قطاع غزة اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس النار باتجاه عمال فلسطينيين بالقرب من حاجز بيت حانون.
ونقل موقع القسام عن شهود عيان قولهم ان جنود الاحتلال المتمركزين في محيط معبر بيت حانون اطلقوا الرصاص بشكل مكثف باتجاه فلسطينيين كانوا يجمعون الخردة في المنطقة ما أثار حالة من الهلع بينهم.
كما قصفت قوات الاحتلال أراضي زراعية وممتلكات فلسطينية في بلدة بيت حانون ملحقة العديد من الاضرار المادية.
15000 أسيرة اعتقلن منذ 67
من جانب آخر قالت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينيين ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت منذ عام 1967 أكثر من 15 الف فلسطينية.
ونقلت وكالة وفا الفلسطينية عن تقرير الوزارة الصادر أمس لمناسبة اليوم العالمي للمرأة قوله: إن أكبر حملة اعتقالات للنساء الفلسطينيات قامت بها سلطات الاحتلال خلال الانتفاضة الاولى عام 1987 حيث وصل عدد حالات الاعتقال إلى 3000 أسيرة فلسطينية منذ العام 2000 حتى نهاية عام 2009 بلغ عدد حالات الاعتقال في صفوف النساء الفلسطينيات 900 امرأة.
واكد التقرير أن عدد الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يبلغ حاليا 36 أسيرة فلسطينية.
في هذا السياق دعت دولة الامارات العربية المتحدة المنظمة الدولية إلى العمل على حماية النساء والاطفال اثناء النزاعات المسلحة والافراج عن المحتجزين منهم كرهائن او مسجونين ومتابعة احوالهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم وخاصة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال.
بدوره أكدت جهاد أبو زنيد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أن المرأة الفلسطينية تتعرض لابشع الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي ومؤسساته في مدينة القدس المحتلة ضدها.
كما قال معن بشور رئيس المركز العربي و الدولي للتواصل والتضامن مع القدس ان اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي واعتداءها على المصلين الفلسطينيين في المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي يؤكد ان الاحتلال لا يفهم الا لغة الانتفاضة والقوة وهي رسالة واضحة بعبثية المراهنة على المفاوضات مع اسرائيل .
تحذير من مخطط إسرائيلي ضد الأقصى
في غضون ذلك حذر كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من مخطط عدواني اسرائيلي متدرج الخطوات يتعامل مع المسجد الاقصى المبارك على اعتباره هدفا نوعيا ينوي السيطرة عليه لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وقال الخطيب في حديث لقناة الاقصى أمس ان هذه الخطوات الاسرائيلية تتقدم بخطوات متسارعة وجدية لمحاولة زرع الخوف لدى الفلسطينيين والحيلولة دون وجود رد فعل عكسي في مواجهة كل هذه المشاريع الاسرائيلية العنصرية.
وكشف الخطيب عن أن الاحتلال الاسرائيلي بات في مرحلة واضحة تبرز فيها مخططاته بشكل علني وسافر فهو ليس بحاجة إلى أسباب أو دوافع لتنفيذ أو حتى لتبرير عدوانه ما يدلل على وجود حزمة من الخطوات الشرسة التي تكشف نية أشد خطورة تحاصر المسجد الاقصى وهي العدوان الاسرائيلي المباشر ضده وضد باقي المقدسات الفلسطينية.
وفي السياق ذاته قال تقرير أصدره مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ان سلطات الاحتلال صعدت من انتهاكاتها لحقوق الانسان في القدس المحتلة خلال شهر شباط الماضي.
ونقلت وكالة صفا الفلسطينية عن التقرير قوله ان الانتهاكات تجلت في استمرار سلطات الاحتلال بسياستها التهويدية في هدم المنازل الفلسطينية ومضاعفة عمليات الدهم الضريبي وحملات الاعتقال اضافة إلى الارتفاع في أعمال التنكيل والاعتداء على المقدسيين على حين سجلت انتهاكات اضافية للحريات الدينية والمدنية واغلاق المؤسسات المقدسية.
الى ذلك دعت مؤسسة القدس الدولية سورية أمس الدول العربية والاسلامية إلى النظر بجدية إلى خطورة محاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي تقسيم المسجد الاقصى والقيام بتحركات فعلية توازي حجم ما يتعرض له الاقصى من تهديدات.
وقالت المؤسسة في بيان لها ان تعمد شرطة الاحتلال أن تكون في واجهة الاقتحامات والمواجهات في الاقصى يؤكد أنها ماضية في تنفيذ القرار السياسي الصادر عن حكومة الاحتلال لتقسيم المسجد خلال عام 2010.
الجامعة تحذّر من تداعيات اقتحام الأقصى
بدورها حذرت جامعة الدول العربية من خطورة وتداعيات ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته والتي كان اخرها اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي لساحات المسجد الاقصى مؤكدة انه ينذر بمخاطر شديدة على المنطقة كلها.
وقال السفير هشام يوسف رئيس مكتب الامين العام للجامعة العربية في تصريحات للصحفيين أمس ان اقتحام سلطات الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الاقصى هو مسألة متكررة موضحا ان هناك نية اسرائيلية مبيتة لافشال اي جهد لاحراز اي تقدم على مسار عملية السلام والتصعيد والاستفزاز الاسرائيلي المستمر سيؤدي إلى انفجار الاوضاع وينذر بمخاطر شديدة على المنطقة كلها. وطالب يوسف مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الصدد.
وأشار يوسف إلى ان الجامعة العربية طلبت من بعثتها في جنيف عرض الموضوعات المتعلقة بانتهاكات اسرائيل المستمرة على مجلس حقوق الانسان كما طلبت من المجموعة العربية في نيويورك طرح الموضوعات المتعلقة في القدس المحتلة على الجمعية العامة للامم المتحدة وبحث كيفية الذهاب إلى محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالممارسات الخاصة في القدس المحتلة.
حماية القدس على أجندة القمة العربية
كما أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان موضوع القدس والاقصى والمقدسات وما تقوم به اسرائيل من انتهاكات خطيرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة سيعرض برمته على القمة العربية المقبلة التي ستعقد في ليبيا نهاية الشهر الجاري لبحث الموضوع على اعلى المستويات السياسية والعربية واعتماد خطة لانقاذ وحماية المقدسات.
التعاون الخليجي: اقتحام الأقصى عمل بربري
وفي السياق ذاته أدان الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية بشدة الجرائم الاسرائيلية المستمرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة والهادفة للنيل من المقدسات الاسلامية.
وذكرت وكالة الانباء السعودية واس ان العطية وصف اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي لساحات المسجد الاقصى المبارك ومحاولات طمس هوية المدينة المقدسة بالعمل البربري الذي لا يقره دين ولا عقل ولا يبرره أي مبدأ.
واضاف العطية ان ما تنتهجه الحكومة الاسرائيلية من أساليب ملتوية وسياسات خاطئة ضد حقوق الشعب الفلسطيني ينم عن استخفاف بالقوانين والاعراف الدولية ويشكل تهديدا مستمرا للامن والسلم الدوليين.
بدورها شجبت ايران بشدة اقتحام القوات الاسرائيلية باحة المسجد الاقصى واستهداف المصلين فيه وانتهاك حرمة المسجد المبارك.