تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مؤتمر العروبة يواصل أعماله: أهمية العامل السياسي في ترسيخ فكرة الأمة

دمشق
سانا - الثورة
أخبار
الأربعاء 19-5-2010م
منهل ابراهيم - ريم صالح

استأنف مؤتمر العروبة والمستقبل أعماله صباح أمس بجلسة أولى تمحورت حول العروبة بين الدولة الامة والدولة القطر وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.

استمرار جذوة الثورة والتحرر‏

ورأى الدكتور عصام نعمان من لبنان الذي ترأس الجلسة أن اخطر مظاهر الازمة التي يعيشها العرب تتمثل في ضعف الدولة الامة والدولة القطر مرجعا أسباب الازمة في بعض اسبابها إلى القصور التاريخي في فهم الاسلام وممارسته وترسخ التخلف في شتى مناحي الحياة وانتشار الجهل والامية اضافة إلى التحديات الخارجية والمتمثلة في هيمنة الدول الكبرى والاحتلال الاسرائيلي.‏

واشار إلى وجود نقاط مضيئة وارادة مقاومة تشير إلى استمرار جذوة الثورة والتحرر واقتران ذلك بنمو ملحوظ وواعد لقوى حية ونخب ثقافية وسياسية ملتزمة بقضية الامة على امتداد الوطن العربي ولا سيما في فلسطين ولبنان وسورية والعراق.‏

واستعرض الباحث الاردني الدكتور موفق محادين في مداخلة قدمها تحت عنوان الامة والعروبة الاشكالات التي تتعلق بالهوية وتميزها بالتفرد أو المركزية معتبرا أنه مقابل الهوية المركزية تبرز أفكار عن هوية تعددية قائمة على تأثيرات وعناصر مختلفة ثقافية واجتماعية ودينية واثنية مشيرا إلى أهمية الثقافة وتأثيرها على الاحساس بالانتماء والعروبة.‏

ولفت محادين إلى الاراء المتباينة حول تاريخ ظهور الهوية والسياقات الاجتماعية والسياسية وربط بعض المفكرين نشأتها بتبلور الدولة الامة مشيراً إلى ارتباط الهوية الجماعية بالهويات الاثنية ولاسيما في دول العالم الثالث الذي تتميز مجتمعاته بالتعددية العرقية.‏

وبين محادين أن الخصوصية السياسية للسيرورة القومية في الحالة العربية أعطت للامة والعروبة طابعها المتميز والفريد في التاريخ لافتا إلى أهمية العامل السياسي في ترسيخ فكرة الامة والعروبة.‏

واعتبر محادين أن الدور الذي كانت تلعبه الثورات الوطنية الديمقراطية بتصوراتها القطرية المتباينة قد انتهى موضحاً ان البديل القومي هو الحل الوحيد لترسيخ فكرة العروبة والنهوض بواقع الامة العربية.‏

على حين ركز الباحث الدكتور يوسف سلامة من سورية على مفهوم العروبة وعلاقته بالايديولوجيا التي قال انها بنية من الافكار ونوع من الوعي الذي يعكس تصور الانسان لعالمه.‏

وقدم سلامة أمثلة عن بعض الانماط التاريخية العروبية والظروف ومثيلاتها في الوقت الراهن وقال ان فكرة الايديولوجيا العربية في صيغتها الماضية والراهنة هي في الاساس فكرة للدفاع عن أشياء تميز العرب عن غيرهم من الشعوب مضيفاً ان العروبة اتخذت شكلا هجوميا في مراحلها الأولى بعدما تعرف العرب على ثقافات وحضارات أخرى ووجدوا أنهم يختلفون عنها وجاءت العروبة كنوع من التميز عن هذه الشعوب.‏

كما أجمل سلامة بعض الخطوات والاساسيات التي اعتبرها مهمة ليأخذ البعد العروبي دوره في مجتمعاتنا للوصول إلى اطار حضاري ثقافي جوهره العروبة.‏

وتركزت مداخلات الحضور على أهمية العروبة كواقع تاريخي قائم على أرض عربية في ضوء تحديد مفاهيم القومية والامة والوحدة ودعت إلى عدم تأجيل كل شيء حتى قيام الدولة العربية الواحدة.‏

الوضوح في فهم العروبة والفكر القومي‏

وكان المؤتمر ناقش مساء اول أمس العروبة والحداثة وواقع العروبة في الوطن العربي حيث أشار الباحث اللبناني الدكتور وجيه فانوس رئيس الجلسة الثالثة إلى أهمية الوضوح في فهم العروبة والفكر القومي وقال ان لكل زمن حداثته وتراثه ويجب التعامل والتفاعل مع الحداثة السياسية والثقافية والاقتصادية في المرحلة الحالية.‏

وأوضح الباحث المصري الدكتور حلمي شعراوي في مداخلته العروبة وعلاقتها بالاخر أن التصاعد الرأسمالي الذي شهد تسارعا في العقود الاخيرة واجه أشكالا من المقاومة من قبل دول العالم الثالث لاقامة موانع للرأسمالية تحت اسماء مختلفة مثل التضامن الافرو اسيوي «باندونج» ودول عدم الانحياز وتجمع الدول النامية او «الانكتاد» اضافة إلى تشكيلات فرعية للتنظيمات الاقليمية والمنتدى الاجتماعي العالمي في مواجهة منتدى دافوس.‏

من جانبه قال الباحث الدكتور كمال عبد اللطيف من المغرب في مداخلته العروبة والتحديث السياسي ان اخفاق المشروع القومي العربي يعني اخفاق تصور محدد للعقلانية الامر الذي يتيح امكانية بناء تصورات أخرى تصب في الاهداف نفسها داعيا لانجاز محاولة اعادة بنائه بصياغة أسئلته المركزية وأطروحاته الرئيسية والمفاهيم القاعدية التي ينسج بواسطتها دعاويه وحججه ليواجه التحديات القائمة والمستقبلية في المجتمع العربي.‏

وتركزت مداخلات الحضور على دور الحركة القومية في الحفاظ على حقوق الشعوب العربية اضافة إلى مشكلة الحداثة العربية وكيفية الاستفادة من التجارب الحداثية الأخرى.‏

تضافر الجهود لتجاوز الشقاق‏

وتمحورت الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور مصطفى نويصر من الجزائر حول واقع العروبة في الوطن العربي.‏

وتحدث الباحث الدكتور احمد بهاء الدين شعبان من مصر عن واقع العروبة الراهن مبينا انه على الرغم مما يجمع العرب من عناصر الوحدة ويقرب بين مكوناتها من دواعي الارتباط ولاسيما وحدة الديموغرافيا السكان والجغرافيا المكان وتلازم الحدود فإن الاقطار العربية اشد تباعدا وجفوة وانعزالا ويقوم بينها حاجز من الريبة والشكوك والحواجز وانعدام الثقة لا يمكن اجتيازه الا بتوافر الارادة الواضحة وبذل الجهد المتواصل.‏

ونبه بهاء الدين من امتداد حالة الشقاق التي شلت الوجود العربي ومنظومته وقدرته على الفعل على اغلب المستويات إلى شقاق عميق يمس الوعي الشعبي ويجرح مشاعر الجماهير الغفيرة ومن المخططات التي تحاك لتعميق الشقاق مؤكدا ضرورة تضافر الجهود لتجاوز هذه الحالة وتأثيراتها الضارة وانعكاساتها السلبية على الجميع.‏

من جانبه اعتبر الباحث اللبناني سماح ادريس في مداخلته التفكك العربي في ظل غياب العروبة أن هناك مفاهيم متعددة ومختلفة للعروبة داعيا المثقفين العرب إلى تعريف مفهوم واضح لها قائما على ثوابت محددة.‏

واستعرض ادريس بعض الامثلة للعلاقات القائمة داخل بعض الدول العربية وفيما بينها في فهمها للعروبة وقال انه في ظل غياب عروبة تقدمية تمعن الدول الاستعمارية الغربية بالتدخل في شؤون الدول العربية.‏

واكد المشاركون في مداخلاتهم اهمية المواضيع التي تطرح خلال المؤتمر في تسليط الضوء على العوامل الجوهرية لتكريس مفهوم العروبة ومواجهة كل ما يخطط لتفتيت الامة وعلى دور المثقفين في هذا الشأن.‏

كما ناقش مؤتمر العروبة والمستقبل في جلسته الثانية من اليوم الرابع موضوع العلاقة بين العروبة والسياسة وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.‏

واستعرض مقرر المؤتمر الدكتور سمير التقي الذي ترأس الجلسة المستجدات السياسية في العالم وانتقال مركز الصراع من أوروبا الى شرق اسيا التي يعد الوطن العربي في مركزها وتأثير هذه الصراعات على مستقبل المنطقة مؤكدا أن التمسك بالعروبة يعد وسيلة أساسية لصمود العرب في وجه هذه التغيرات الجارية.‏

من جانبه استعرض الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سمات النموذج العام لتطور ظاهرة الصراعات العربية التي لازمت النظام العربي منذ نشأته وذلك بسبب تجذر الدولة القطري داخل النظام العربي نتيجة للرؤى والمصالح المتباينة واختلاف مراحل النمو والايديولوجيات السياسية بين الاقطار العربية اضافة الى دور العامل الخارجي في اشعال هذه الصراعات واذكائها.‏

ولفت الى ان الخلافات العربية التي اتصفت بشموليتها الجغرافية لجميع ارجاء النظام العربي كانت تهدأ عادة في مواجهة الخطر الخارجي الذي يواجهه النظام العربي الامر الذي يؤكد الانعكاس الحقيقي لقيمة العروبة السياسية لافتا الى أن القوة لم تستخدم في ادارة هذه الخلافات الا قليلا ولاسيما في أزمة الخليج عام 1990 التي مثلت السابقة الاولى لمحاولة حسم خلاف بالقوة المسلحة الامر الذي يؤكد قيمة السياسة في التفاعلات الصراعية بين الدول العربية.‏

واعتبر أحمد أن الخلافات العربية شهدت منذ العقد الاخير من القرن الماضي اتجاهات جديدة بسبب التدخل الخارجي بوطأة ثقيلة في حل الخلافات وعدم قدرة النظام العربي على ازاحة خلافاته البينية لمواجهة التهديدات الخارجية محذرا من أن استمرار ظاهرة الصراعات البينية تستنزف النظام العربي وتقلل من تماسكه وقدرته على مواجهة الخطر الخارجي.‏

ودعا الى ايجاد مدخل ثقافي يركز على اعادة الاعتبار لمفهوم العروبة وكسب تأييد النخب العربية والرأي العام العربي لهذا المفهوم اضافة الى اقامة شبكة من العلاقات والمصالح الاقتصادية العربية وتعزيزها والعمل على ايجاد آليات قانونية لتسوية المنازعات العربية العربية مع التركيز على انشاء محكمة عدل عربية دون اغفال البحث عن مدخل سياسي لاحداث اختراق لهذه المنازعات من خلال الاهتمام المكثف والدؤوب بها ولاسيما أن بعض الصراعات العربية المعقدة لم تستعص على الحل عبر التاريخ.‏

بدوره أوضح الدكتور محمد السعيد ادريس رئيس وحدة الدراسات العربية والاقليمية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضرورة العمل على حل اشكالية العلاقة بين العلمانية والدينية بما يجعل القيم الروحية أساسا للاستراتيجية الثقافية من ناحية وبما يكسب هذه الاستراتيجية من ناحية أخرى القدرة على التجدد الحضاري المتواصل دون انقطاع مشيرا الى أن العروبة والمصلحة القومية العربية هي وعاء الاستراتيجية المطلوبة والوعي بأن أي تنافس أو صراع بين المصالح القومية والقطرية تبقى تنافسا وصراعا مفتعلا ضمن ادراك يرى أن المصالح القومية هي التعبير الجمعي عن كل ما يمكن أن يكون مصالح وطنية أو قطرية للدول العربية مادام الهدف النهائي هو بلورة مشروع حضاري للأمة.‏

ورأى أن المزاوجة بين الاصالة والمعاصرة يجب أن تبقى عاملا حاكما في عملية صياغة أهداف الاستراتيجية العربية على أن تلتزم برؤية محددة تكون نابعة من قاعدة متينة من الفهم النقدي للتراث العربي الاسلامي مبينا ضرورة اجراء قراءة نقدية للحضارة الانسانية الراهنة بهدف الوصول الى الروافد العميقة التي تشكل المصدر الاساسي لانجازاتها الباهرة من أجل مزيد من الفهم للعلاقة بين الافكار والايديولوجيات وما تعبر عنه من مصالح اقتصادية وثقافية وسياسية لشعوب وأمم قد تكون راغبة في السيطرة والهيمنة عليها.‏

وأشار ادريس الى أن تأسيس استراتيجية المشروع العربي النهضوي يهدف الى بناء مجتمع عربي حديث قادر على الوفاء بالحاجات الاساسية للانسان العربي وقادر أيضا على التعامل مع متغيرات العصر مؤكدا أن المدخل الحقيقي لتحقيق ذلك هو قيام النظم السياسية بالادوار المنوطة بها لاشباع الحاجات الاساسية للمواطن العربي والسعي لوضع أسس متينة وواعية للعلاقة مع العالم والحوار مع الحضارات الاخرى.‏

وتركزت مداخلات المشاركين على ضرورة ايجاد السبل الكفيلة بتأسيس استراتيجية واضحة للمشروع النهضوي العربي وحل الخلافات العربية البينية باستخدام الحوار وفي اطار عروبي خالص بعيدا عن التدخلات الخارجية.‏

القضية الفلسطينية جوهر العروبة‏

وفي الجلستين المسائيتين ناقش مؤتمر العروبة والمستقبل محوري العروبة والعلمانية والعروبة والاصولية الطائفية والمذهبية وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.‏

وتحدث الباحث الفلسطيني رشاد أبو شاور الذي ترأس الجلسة الثالثة عن ارتباط تحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة بالعروبة واعتبر أن القضية الفلسطينية هي جوهر العروبة وقال ان الفلسطيني لا يمكن له التخلي عن انتمائه لامته العربية.‏

وأورد أبو شاور بعض الامثلة الدالة على أهمية تحرير الاراضي العربية المحتلة وتساءل عن الاخطار الصهيونية التي تتهدد وجود كل قطر وكل انسان عربي وقال: انه يجب الانتقال من اطار الشعور بالخطر الصهيوني الى اطار الفعل في وجه هذا الخطر.‏

وفي بحثه المعنون العروبة وفصل الدين عن الدولة استعرض الباحث الدكتور نصري الصايغ من لبنان تعريفات الباحثين للعروبة وقال: ان سؤال العروبة غامض كما هي أسئلة العلمانية والجواب عنها يتم من خلال التجربة والواقع.‏

واستشهد الصايغ ببعض الامثلة التاريخية والمعاصرة التي استخلص من خلالها أسباب اقتناعه بجدوى العلمانية وضرورتها في سبيل تحقيق حالة عروبية حيث قال: ان أكبر مظاهرة لمنع الحرب على العراق عام 2003 كانت مليونية شملت كل مدن العالم ويمكن وصفها بمظاهرة عروبية.‏

وأشار الصايغ الى أن الهوية العربية تتحدد من خلال مواقع العرب والتزاماتهم النضالية لان العروبة اطار وحدوي يتأسس في الجغرافيا بلادا ومناطق وأمصارا تسمى أمة أو وطنا تحتضن شعبا مهما اختلفت انتماءاته مضيفا ان الوحدة المنشودة هي الوحدة التي تزال فيها الفواصل الجغرافية والحدود الاصطناعية.‏

وقال الباحث اللبناني ان تتمة العروبة تكمن في علمانيتها التي ترتكز على المساواة التامة بين الناس في الحقوق والواجبات وان المطلوب من العروبيين تكريس العلمانية التي هي قاعدة وجود وليست اتجاها سياسيا.‏

فيما تناول الباحث الدكتور فردريك معتوق من لبنان في بحثه العروبة والمجتمع المدني تعريفا لهذين المفهومين واشكالية العلاقة بينهما مبينا انها علاقة تبعية اي ان سمات العروبة هي التي تغلب على صفات المجتمع المدني وهي المكيف لنوعه وشكله وتجلياته.‏

وقال الباحث معتوق ان العروبة هي الهوية الكبرى التي تظلل المجتمع المدني كمجتمع للمواطنين والذي يمثل جزءا عضويا من الدولة ولا يجوز ان يكون هناك تعارض مع الدولة العروبية كصيغة جديدة للحكم مؤكدا ان مستقبل العروبة كرابط من المعاني الذي يجمع بين ابناء لغة الضاد على قاعدة ابعاد تاريخية واجتماعية وثقافية وسياسية واحدة هو في المجتمع المدني لان مصيرهما واحد.‏

وتركزت مداخلات المشاركين في الجلسة حول مفاهيم العلمانية والمجتمع المدني والمجتمع الاهلي وتاريخها والظروف التي تشكلت فيها وعلاقتها بالعروبة.‏

وترأس الدكتور يوسف مكي من السعودية الجلسة الرابعة التي تمحورت حول العروبة والاصولية الطائفية والمذهبية.‏

اللغة وعاء الوجدان‏

ورأى الباحث اللبناني سليمان تقي الدين في محاضرته العروبة وخطر الطائفية أن العروبة تواجه تحديات كثيرة وأخطرها عدم وعي الذات وتعثر مشروعها السياسي وقال: اذا كانت العروبة هي الرابطة التاريخية الثقافية أو الحضارية فهي عاشت في التاريخ وليس ضد التاريخ مشيرا الى أن انحسار العروبة في الوقت الراهن وضعها أمام هجمة استعمارية متجددة.‏

وأضاف: ان العروبة هوية تضافرت عليها انجازات التاريخ المشتركة للشركاء في العالم العربي الذي يختزن وجدانه وهمومه وتطلعاته في لغة واحدة يتردد صداها ونبضها من مغاربه الى مشارقه لكن اللغة تبقى وعاء الوجدان الذي اذا انجرح أو تهشم أو تشوه لا تعود اللغة قادرة وحدها على ضبط الاجماع شعورا أو ارادة.‏

وأوضح الباحث اللبناني أن العروبة ليست الا مشروعا سياسيا للعرب وشركائهم في تاريخ الثقافة والتقدم وهي كائن حي مشيرا الى أنه يمكن للعروبة أن تكون ايديولوجية تقدمية وتواجه التحديات المعاصرة وتعيد القضايا الاساسية الى دائرة الاهتمام الاولى.‏

فيما عرض الباحث الدكتور ماهر الشريف من سورية بحثه العروبة في مواجهة خطر الاصولية في اقسام اربعة شملت ملاحظات عن الاشكاليات التي يثيرها مصطلح الاصولية والتعريف بها والمرتكزات الفكرية الرئيسية التي ترتكز عليها ومخاطرها على العروبة مبينا ان الحركات الاصولية تتجلى في الواقع بمختلف الاديان والعقائد الكبرى في العالم.‏

واشار الى الاصولية الدينية في العالمين العربي والاسلامي وعوامل بروزها مؤكدا ان الاصولية التي تفرق بين ابناء الامة الواحدة على اساس ديني او طائفي تنطوي على خطر كبير على الانتماء القومي العربي وعلى الوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي وتهيىء الارضية الملائمة لتدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية.‏

واوضح الباحث الشريف ان الاصولية تنطوي على خطر كبير على الثقافة العربية بمضامينها الانسانية التقدمية حيث تساهم بتقليلها من شأن المرأة ووقوفها ضد مساهمتها في النشاط الاجتماعي في اضعاف قدرة المجتمعات العربية والحؤول دون استفادتها من كل طاقاتها مؤكدا ضرورة تجديد العروبة لمضامينها وتعزيز وعي الشعب بالانتماء القومي لمواجهة مخاطر التفتت.‏

واكد المشاركون في مداخلاتهم اهمية بناء الدولة القادرة على صهر التنوع وتعايشه ومواجهة اسباب تراجع العروبة والعمل على خلق القاعدة السليمة لتكريس الانتماء بالقومية العربية مشيرين الى اهمية التجربة السورية في التعايش والاخاء والى اطلاق برنامج ترويجي للعروبة من دمشق من اجل الشباب الباحثين عن الهوية الوطنية في زمن العولمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية