تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يخشى نظرية المؤامرة؟

موقع Dissident Voice
شؤون سياسية
الخميس 20-5-2010م
ترجمة:رنده القاسم

حين يبالغ أحدهم في التأكيد على أن أمرا ما ليس حقيقيا فإننا سنميل للاعتقاد بأنه قد يكون حقيقيا فعلا. وفي إنكار تورطهم بأحداث الحادي عشر من أيلول ألا يبالغ الإسرائيليون في اعتراضهم؟

وبينما نحتاج لكتاب من أجل القيام بشكل كاف بتوثيق علاقة إسرائيل بالحادي عشر كما فعل رئيس تحرير موقع Aniwar «جوستين رايموندو» في كتاب «لغز الإرهاب»، فإننا سنقوم باختصار باستعراض بعض الحقائق الغريبة كما وردت في وسائل إعلام التيار الرئيسي.‏

فقصة الإسرائيليين الخمسة الذين شوهدوا يحتفلون ويصورون البرجين يحترقان وينهاران خضعت لبحث «نيل ماكاي» في صحيفة Sunday Herald الاسكتلندية، وتبين بأن من سمي «بالإسرائيليين الراقصين» كانوا من الموساد. ورغم النصوص العديدة الكاشفة للحقيقة، تم ترحيل الشبان إلى إسرائيل بعد شهرين. وفي بلدهم ظهروا عبر برنامج تلفزيوني ليقول أحدهم: «هدفنا كان توثيق الحدث».‏

أما مستخدمو «أوديغو»، وهي خدمة إسرائيلية لبعث الرسائل الفورية، فقد تلقوا رسائل قبل ساعتين من الهجوم على مركز التجارة العالمي تتنبأ بحدوث الأمر، حسبما ذكرت صحيفة Ha’aretz.‏

ونقلت شركة الشحن الأميركية الإسرائيلية «زيم»، والمملوك نصفها من قبل الحكومة الإسرائيلية، مكاتبها الأميركية الشمالية الرئيسية من الطابق السادس عشر في مركز التجارة العالمي إلى نوفولك، في فرجينيا قبل أسبوع من الحادي عشر من أيلول معرضة نفسها لخسارة مقدارها خمسين ألف دولار كغرامة فسخ عقد الإيجار.وفق صحيفة Jerusalem Post‏

ورغم أنها أضحت مشاعا، إلا أن أياً من هذه الحقائق لم تذكر في تقرير لجنة الحادي عشر من أيلول ذي الخمسمئة وسبعة وستين صفحة.و الأكثر من ذلك عبر «فيليب زيليكو» المدير التنفيذي للجنة عن قلقه من انتشار حقائق غير ملائمة كهذه بين العامة. فقال: «نخاف عندما تغدو هذه الأمور معدية أن تؤثر بشكل مزعج على الفهم العام. فبالبكتيريا يمكن أن تضعف الجسم الكبير».‏

ولكن هل يتحدث «زيليكو» هنا كفرد من الحكومة الأميركية أو كدخيل مؤيد لإسرائيل؟ وفي نفس الشهر ألف كتاب «عقيدة بوش» عن الحرب الاستباقية، وفيه يقدم تبريراً لغزو العراق عام 2003، ويعترف زيليكو بصراحة قائلا:« لماذا يهاجم العراق أميركا أو يستخدم الأسلحة النووية ضدنا؟ سأقول لكم ما هو باعتقادي التهديد الحقيقي وتحديدا من التسعينيات، انه تهديد ضد إسرائيل.‏

ومع ذلك، عوضا عن البحث بدور إسرائيل، استخدم «زيليكو» لجنة 11/9 لإقناع الشعب الأميركي بحرب العراق وليدة الإلهام الإسرائيلي.‏

وقد استشهد بحديث «زيليكو» السابق عن البكتيريا عام 2008 في ورقة تحت عنوان «نظريات المؤامرة» شارك في وضعها «كاس سانستين» الذي يرأس حاليا مكتب شؤون الإعلام والتنظيم في البيت الأبيض، وركزت الورقة على ارتباط نظريات المؤامرة بالإرهاب، وخاصة النظريات التالية لهجمات 11/9.‏

وعوضا عن محاولة كشف تزييف هذه النظريات، قالت الورقة : إن أولئك الذين يعتقدون بتورط إسرائيل في 11/9 يعانون من معرفة رديئة بسبب العدد القليل جدا لمصادر المعلومات، أي بكلمة أخرى يعلمون أشياء قليلة جدا وغير صحيحة.‏

ولمواجهة هذه الشبهات نصح «سانستين» بتصفية معرفية للمجموعات المتطرفة، حيث يقوم ممثلو الحكومة أو حلفاؤهم بالتقليل من شأن معرفة أولئك المعتنقين لتلك النظريات. ويكون ذلك بزرع الشك حول النظريات والحقائق المتداولة ضمن هذه المجموعات.‏

و لكن بالطبع يمكن أيضا القول إن عمل «سانستين» يعاني من المعرفة الرديئة، ويعتمد بحثه بشكل كبير على مصادر مؤيدة لإسرائيل وخاصة رديء السمعة «دانييل بايبس» الذي يحمل رهاباً من الإسلام.‏

وكان «بايبس» قد ألف كتابين حول نظريات المؤامرة,وفي أحدهما وعنوانه: «اليد الخفية: مخاوف الشرق الأوسط من المؤامرة» يعبر عن رأيه فيقول: «المؤامرة تشكل المفتاح لفهم الثقافة السياسية في الشرق الأوسط، إنها تساعد لفهم الكثير مما يبدو غير منطقي أو قابل للتصديق، بما فيها سجل المنطقة من التطرف السياسي وثقافة العنف وسجل التجديد الفقير».‏

وكحال «سانستين» يخشى «بايبس» من أن تشتبه المنطقة بتورط إسرائيل في 11/9. إذ يقول لإحدى الصحف اليهودية: «تأثير الأمر على الشرق الأوسط عميق جدا، انه حجر إضافي في صرح الخوف والاشمئزاز من إسرائيل واليهود».‏

ومع غياب تحقيقات ملائمة في أحداث أيلول، يبقى مجال واسع من الآراء حول الطبيعة الدقيقة لاشتراك إسرائيل في الجريمة.‏

في كتاب «لغز الإرهاب» يخلص «جوستين رايموندو» بشكل غير نهائي إلى أن ارتباط إسرائيل بأيلول قد يصل لدرجة المعرفة السابقة والتعاون الايجابي مع مجموعات «أسامة بن لادن».‏

خبراء آخرون، مثل «ألان سابروسكي»، كانوا أقل حذرا. فالدكتور سابروسكي وهو مدير سابق للدراسات في معهد الدراسات الاستراتيجية في الكلية الحربية الأميركية، قال مؤخرا: «من المؤكد مئة بالمئة أن الحادي عشر من أيلول عملية موساد».‏

بكل الأحوال، من غير المفاجئ أن بعضاً من أكثر المنتقدين لنظريات المؤامرة المتعلقة بالحادي عشر من أيلول يرتبطون بإسرائيل. وإذا اكتشف الأميركيون يوما أن «حليفهم الوفي» له يد بالقتل الجماعي لمواطنيهم في الحادي عشر من أيلول 2001، عندها سيكون أمام مكذبي نظرية المؤامرة سبباً مهماً للخوف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية