وما العدد الكبير الذي يتسوق في أيام المهرجان إلا دليلنا على ذلك.
حيث يتوافد إلى المحافظة أبناء المناطق والريف رغبة منهم في إيجاد السلعة الرخيصة والمقبولة أو السلعة التي لايجدونها في أسواقهم والبعض منهم يزورون السوق لمتعة التسوق.
في معرض الزهور
في جولة على فعاليات المهرجان كان «للثورة» عدة لقاءات في معرض الزهورالذي يقام سنوياً في حديقة أم الحسن وسط نواعير حماه وعاصيها..
حيث ذكرت لنا السيدة سناء محمد: أنها تزور المعرض منذ أكثر من خمس سنوات لتشاهد جمال التنسيق في الأجنحة المشاركة وتستمتع برؤية الورود وتشتري منها مايناسب بيتها ومزروعاته.
وذكر أحد أصحاب المشاتل الزراعية: أنه يزور المهرجان ليتعرف على مدى إقبال الناس على مشاهدة هذا المعرض كي يشارك في العام القادم بجناح في الحديقة، بينما وجد محمد أن أسعار الورود ليست رخيصة ويفضل أن تقوم مشاتل الورود في هذه المناسبة بتخفيض أسعارها مساهمة منها في ترويج بضاعتها في أيام المهرجان وبعده.
مهرجان آخر حول قلعة حماة
أحد أهم فعاليات المهرجان هو السوق الذي يحيط بقلعة حماة تشارك فيه فعاليات تجارية من المدينة والمحافظات الأخرى. وفي إطار جولتنا عليه تعرفنا على نوعية البضاعة المعروضة التي ظهر ماهو مقبول منها ومنها ماهو أقل جودة.. ولدى السؤال عن الأسعار فقد ظهرت للمتسوقين على أنها أسعار عادية جداً وهي تناسب البضاعة.
إلا أنها لاتختلف عن أسعار الأسواق الشعبية في كل أيام السنة وليست أسعاراً تشجيعية.
صاحب أحد المحال قال:نحن لانستطيع أن نجري تخفيضات أكثر من ذلك حيث يتقاضى مجلس المدينة على كل محل أربعين ألف ليرة سورية..
وقال آخر: ليست الغاية أن نربح في المهرجان ولانقيم معادلة الربح والخسارة فيه بل نحن نشارك لمجرد الدعاية لمنتجنا وعملنا. وفوجئت بصاحب محل آخر وهو يقول: أشعر أنني أخسر مليون ليرة إن لم أشارك. ويضيف أن المهرجان متعة والمشاركة فيه بحد ذاتها ربح لنا حيث نقيم خمسة عشر يوماً هنا حول القلعة نتعرف على الكثير ويتعرف الكثيرون على محالنا وبضاعتنا أما المسايرة بالأسعار فهي مطلوبة وهي تكسبنا الزبائن..
في سوق الأعمال اليدوية
هذا السوق لم يلق الصدى المطلوب كما هو سوق دمشق وحلب مثلاً بسبب حداثة عمره إلا أنه كان مشاركاً في المهرجان أيضاً... وأصحاب هذا السوق يطالبون بدعاية إعلامية ليتعرف الناس إليه حيث يضم مهناً تقليدية قديمة ومهناً فنية كالنحت على الخشب والتلوين على الزجاج إضافة إلى المهن النسيجية والصوفية وصناعة بعض الآلات الموسيقية والصاغة الفضية. أما على مستوى آخر فقد أقيمت فعاليات فنية شاركت فيها فرق لبنانية وتركية وافتتحت معارض للكتب وأقيمت أمسيات شعرية وندوات حول تاريخ حماة، واستقطب المهرجان المجموعات السياحية التي كانت تزور المحافظة وخلق حالة من الحراك الاجتماعي والتجاري والثقافي إلا أن تركيز الفعاليات التجارية في المحافظة فقط كان أمراً مأخوذاً عليه وكان من تقاليد المهرجان افتتاح سوق التسوق في بعض المناطق إلا أنه لم يكن موجوداً هذا العام وبالتالي فإن حركة الانتعاش التجاري اقتصرت على المحافظة دون المناطق....