تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البيئة ليست ترفاً!!

حديث الناس
الخميس 20-5-2010م
بسام زيود

تعد البيئة النظيفة مطلباً أساسياً للإنسان وحقاً من حقوقه وبالرغم من أن التقدم التقني ساهم في صنع التقانات في إنتاج الطاقة والصناعة ووسائط النقل إلا أن تلوث البيئة

يبقى واحداً من أهم العوامل التي تؤثر سلباً في التنمية بكافة أنواعها والصحة والمقدرة على العمل اذ تشير الدراسات الوبائية إلى أن مئات الآلاف من حالات الموت المبكر تعزى إلى تلوث الهواء ناهيك بأن التلوث يهدد التنمية المستدامة والتراث الحضاري الفريد في المنطقة الذي يساهم في جلب مليارات الدولارات سنوياً من عائدات السياحة وأشارت القياسات التي جرت في سورية إلى تدني نوعية الهواء الذي أصبح ملوثاً بأكاسيد الكبريت والآزوت والعوالق الأخرى حيث لم يقتصر تلوث الهواء على الملوثات الأولية التي تنتج أساساً من توليد الطاقة والاحتراق غير الكامل للوقود في وسائط النقل والصناعة و التدفئة وغيرها وبات الهواء يعاني ظاهرة الضباب الدخاني التي تنجم عن تفاعل الملوثات الأولية مع بعضها البعض تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية حيث يتشكل الضباب الذي يخيم على المدن في ساعات الصباح الباكر حيث فاقت نسب التلوث في بعض المناطق النسب والمعايير العالمية كما تعاني 50٪ من الأراضي الزراعية المنتجة التعرية والتملح والتصحر.‏

إن الحديث عن البيئة ليس ترفاً وإنما حاجة ملحة لا تقل أهمية عن الغذاء والدواء ومعظم الدراسات الحديثة أكدت وجود علاقة متينة بين البيئة والاقتصاد كون معظم المشاريع البيئية تعد موارد اقتصادية جديدة ولابد أن نأخذ بالحسبان عند تأسيس أي مشروع اقتصادي العديد من الأمور من أهمها أنظمة الإدارة البيئية ومبدأ الجدوى الاقتصادية وصيانة وحفظ المصادر الطبيعية غير المتجددة وتدوير الثانوية والمراقبة الدائمة وضرورة قياس الأداء لتماثل المعايير العالمية وبذلك نضمن ترويجاً أفضل للصناعات والبحث في مجال التنمية من خلال منتجات مبتكرة وعمليات ذات ديمومة والترويج لتكنولوجيا صديقة للبيئة.‏

أخيراً أن اجراءات مكافحة التلوث ليست مسؤولية الحكومة فقط بل واجب جميع قطاعات المجتمع حيث من المطلوب ان يدفع أصحاب المنشآت والمصانع ومن يلوث البيئة ما يترتب عليهم من ضرائب وهذا مبدأ من مبادئ قمة الأرض التي وافقت عليها سورية في ريودي جانيرو عام 1992 .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية