تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الهند وباكستان.. ومحاولات رأب الصدع

شؤون سياسية
الثلاثاء 2-3-2010م
حكمت العلي

التأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الباكستانية الهندية هو محور ما تركزت عليه المحادثات بين الجانبين في نيودلهي التي زارها وكيل وزارة الخارجية الباكستانية سلمان بشير لتقريب وجهات النظر بين البلدين

التي توترت بعد هجمات مومباي عام 2008 على خلفية اتهام نيودلهي لإسلام أباد بوقوف مسلحين اتخذوا من الأراضي الباكستانية منطلقاً لتنفيذ هذه الهجمات.‏

وبالرغم من اعتبار باكستان لما سمته البرنامج الضخم للهند لتحديث دفاعاتها، تهديداً للاستقرار في جنوب آسيا إلا أن مسؤولي البلدين أعربوا عقب المحادثات أن الدولتين عازمتان على مواصلة الحوار بعقول منفتحة على الرغم من الخلاف بين الجانبين حول الإرهاب وإقليم كشمير المتنازع عليه والذي كان سبباً لاندلاع اثنتين من ثلاثة حروب بين البلدين.‏

المحادثات الهندية الباكستانية الجديدة تشكل حجر البداية لإعادة الدفء في العلاقات بين البلدين وهو ماكانت قد أعلنته الرئيسة الهندية براتيبها باتيل في وقت سابق معتبرة الإرهاب وضرورة احتوائه من قبل باكستان سيشكل انعطافاً في هذه العلاقة، بينما يشكل هذا الموضوع حملاً فوق طاقة إسلام أباد بسبب تنامي قوة المسلحين ليس فقط في باكستان بل في مجمل بلدان المنطقة ، وخاصة على طول الحدود الفاصلة بين باكستان وأفغانستان وعدم قدرة الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة الأميركية التي تتزعم قوة الأطلسي لمحاربة المسلحين على حل هذا الملف الشائك الذي تتزايد تداعياته يوماً بعد يوم.‏

الأوساط السياسية في البلدين أبدت تفاؤلاً في تحسن العلاقات في الفترة القادمة واعتبرت بأنه حتى لو لم تنته المحادثات بأي اتفاق رسمي، فإن مجرد اجتماع الطرفين هو أمر جيد ويساعد على استعادة الثقة المفقودة بين الجانبين.‏

العلاقة الهندية الباكستانية المحفوفة بالمخاطر كانت سبباً لتدخل القوى الكبرى بها والتلاعب بها ومساهمتها في زيادة شقة الخلاف بين البلدين، ففي الوقت الذي تتطلب فيه واشنطن من حليفتها الأساسية باكستان في حملتها على ما يسمى مكافحة الإرهاب بتدعيم وتكثيف جهودها للقضاء على المسلحين، تقوم على الجانب الآخر بتزويد الهند بشتى الوسائل القتالية من أسلحة ومعدات وعقد اتفاقية في مجال إقامة المحطات النووية وتطوير هذه القدرة لدى نيودلهي، وهو ما يثير حفيظة إسلام أباد وتعتبره تهديداً للسلام والاستقرار في هذه المنطقة التي تشهد أشكالاً مختلفة للتوتر والاقتتال ليس أقلها العنف في باكستان وأفغانستان والصراع الدائر داخل إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان.‏

وتشير الأوساط السياسية إلى أن العلاقة بين الدولتين ستبقى أسيرة للتوتر وعدم الاستقرار وخاضعة لابتزاز واشنطن ما دامت تريد الضغط على هذه العاصمة أو تلك من أجل حماية مصالحها واستراتيجياتها في هذه المنطقة، لذلك قد يكون مجرد اللقاءات الحالية غير كافية لرأب الصدع بين باكستان والهند وهي بحاجة إلى ما هو أكثر من التصريحات واللقاءات وما لم تتوافر الإرادة السياسية الكافية بعيداً عن ضغوط الخارج وتدخلاته ستبقى هذه العلاقات تخضع للمد والجزر وعدم الاستقرار وهو ما عنونت به صحيفة هندوسان تايمز بقولها «جولة جديدة من المحادثات، نغمة قديمة» في حكم منها يتسم بالتشاؤم بعد لقاء وصفته بأنه اكتفى بالوعود المبهمة!‏

وأشارت الأوساط السياسية إلى أن باب التفاؤل لا يزال مفتوحاً وخاصة في اجتماع بوتان القادم حيث يمكن لرئيسي وزراء الدولتين استكمال المحادثات والتأكيد بأن لهما نيات وإرادة مشتركة على مواصلة الحوار حتى الوصول إلى حل للمسائل الخلافية العالقة بين الدولتين ورأب الصدع قدر الإمكان بعيداً عن تهليل العواصم الكبرى التي أثبتت الأحداث بأنها للدعاية الإعلامية فقط، وأن أعمالها على أرض الواقع وخاصة واشنطن هي التخريب أو التقريب بقدر ما ترتئيه مناسباً لمصالحها الخاصة بعيداً عن مصالح هذه الدول وطموحاتها الحقيقية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية