كلمات نشاركه فيها بأمنياتنا ودعائنا الصادق للسودان الشقيق الذي أرهقته الحروب والنزاعات ،أن تكون حقاً هذه الاتفاقية نهاية الصراعات والخلافات في هذا البلد العربي الأكبر مساحة والأغنى ثروة والأفقر شعباً، وبداية السلام والاستقرار لهذه الارض التي عانى أبناؤها الكثير الكثير.
إن هذه الاتفاقية الهامة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والعامة بالسودان في نيسان المقبل تشكل من جهة خطوة هامة وكبيرة على طريق تحقيق السلام الدائم والشامل في هذا البلد الغني والفقير في آن معاً، والذي يعاني منذ سنوات طوال من النزاعات المسلحة بين أطرافه، وهي من جهة أخرى طعنة في الصميم نرجو أن تكون قاتلة للمشروع الغربي والأمريكي والإسرائيلي الذي يسعى ويهدف منذ زمن طويل إلى تجزئة وتقسيم السودان تمهيداً للسيطرة عليه ونهب خيراته وثرواته التي لا تعد ولا تحصى على مرأى ومسمع العالم المتحضر الذي لا يزال يقف متفرجاً وصامتاً على كل ما يحصل ويجري داخل البيت العربي من حروب وقتل وتدمير وانتهاك بأيد غربية وبالأخص أمريكية وإسرائيلية.
إن التاريخ الطويل لسلسلة المؤامرات والمخططات الخارجية التي ما زالت تستهدف السودان يفرض على كافة أطراف الصراع في السودان المتصالحة منها أو المتحاربة وخاصة الرافضة بعد لهذه الاتفاقية.. يفرض عليها مزيداً من التلاحم والتكاتف والالتفاف حول موقعي اتفاق المصالحة هذا نحو مصالحة شاملة.
ذلك أن أزمة دارفور كانت على الدوام الحجة التي ينطلق منها الغرب للتدخل في شؤون السودان وتقسيمه بدءاً من فصل الجنوب عنه وهو الذي يشكل ربع مساحته ومروراً بفصل غربه عنه ( دارفور) وفصل شرقه نتيجة المطامع الإريترية والأثيوبية، وانتهاء بإصدار قرار زائف وكاذب عن المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيسه البشير.
إن كل تلك المؤامرات والتهديدات التي وصلت لحدود التلويح بالتدخل العسكري ما كانت لتكبر وتنمو وتتزايد لولا الصمت العربي والتجاهل الدولي وخاصة أولئك الذين يجاهرون بدعم حقوق الانسان أينما كان ، والذين تراهم يندفعون كالوحوش يدافعون عندما يتعلق الأمر بمدللتهم اسرائيل ، بينما تجدهم صماً وبكماً وعمياً عندما يتعلق الموضوع بإحدى الدول العربية وما يجري في فلسطين والعراق ولبنان والسودان خير شاهد على ذلك.
نكرر الدعوة ومشاركة الأمل للرئيس السوداني عمر البشير بأن تكون اتفاقية المصالحة والسلام بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة هي بداية النهاية للحروب التي تعصف بالسودان منذ سنين طويلة ومرحلة جديدة من السلام والاستقرار في السودان وتحديداً في إقليم دارفور، مع الامل ان يطال هذا الاتفاق حركة تحرير السودان، وجميع الفصائل المسلحة في دارفور خصوصاً والسودان عموماً، تحت مظلة عربية ودعم دولي.