|
لأني أحبك قررت السكوت والسلام ! مجتمع فكرت أن أكتبك قصيدة على بحر الهوى فخفت من قراصنة المشاعر وقطاع طرق الحروف فعدلت عن الفكرة .. وفكرت أن أرسم وردة تكونين اللون والعطر فيها ، إلا أنني خفت وغرت من تسرب عطرك إلى أنفاس غيري فتراجعت عن المحاولة .. قررت أن أمررك مع الوجع المتدفق في شرايني دون توقف فضحكت جدران القلب وسحبت الألم من عروقها ففشلت مرة ثالثة في تقديم هدية تليق بحسنك .. لن تسامحيني مهما بالغت في التعبير عن رضاك وقناعتك لأني أعرفك قبل أن ألتقي بك تريدين أن تحتلي كل شيء فيّ حتى حيرتي في هذه اللحظات .. فيا أيها العمر الذي تدفق في آه ، ويا أيها الطيش الذي جعلني أرافق ظلك هل لك أن تلتفتي نحوي قليلاً هنا في قاع الروح ثمة ورق تعب من تعرق ضلوعه وعندما حاول فتح نافذة في خاصرته تهشم فكان من جميل الموت أن راحتك جمعته ولا يهم أين ألقت به .. هو الحب يعلن بدء الرحيل إلى الضفة الأخرى من العمر حيث الضفيرة قصة كفاح ومعاناة وحيث الرمشة رواية من عدة أجزاء وحيث تشابك الأصابع شركة استثمارية رابحة على الدوام ... هو الحب لا يعرف السير على الطرق المعبدة بالإسفلت ولا يلتفت إلى إشارات المرور ولا يخشى في سيره صافرة شرطي مرور ... هو الحب صفصافة تغسل ساقيها بماء العيون وتطلق أغنياتها بوجه الرياح الصفراء ... هو الحب سنبلة تستقبل بفرح الموت مواويل المناجل وزغاريد الحاصدين ، وزيتونة خبأت زيتها طويلاً لتوقد به إحساساً أضاعه الكثيرون بين نفايات العلاقات المكربنة... أعرف كيف أجدد هواء داخلي وكيف أحافظ على لهب القلب وكيف أتفنن في كتابة حروف اسمك وذلك السهم الذي اخترق قلبينا على الورق مذ كنا صغاراً ما زال عالقاً في مكانه وكم طردت أطباء حاولوا انتزاعه ... ما زلت يا سيدتي أعرف كيف أشغل فيك كل حراسك عند الصبح بحثاً عن آثار قبلة نقشتها على وجنتيك وأنت مستسلمة لخدر جمالك وتعب أنوثتك .. لن أزعج أذنيك ببحة صوتي ولا بحشرجة حروفي المكررة منذ سنوات لأني أظنك مللت منها ، سأستعيد ارتعاشة يدك وهي تستلقي في قبضتي لأول مرة هذه الارتعاشة بتعتق نظرتي نظرتي العطشى دائماً لابتسامتك وأقول لك أحبك فهل وصلتك هديتي
|