وقال يوسف كنجو رئيس بعثات التنقيب الأثري في مديرية آثار ومتاحف حلب: إن عدد البعثات الكبير إنما يدل على انتشار حضاري واسع خلال مختلف العصور وأن الاكتشافات التي تأتي كل عام دليل الإزدهار الثقافي في المنطقة.
وأضاف: إنها أهم الاكتشافات الأثرية لعام 2009، حيث تمكنت البعثة السورية- الدانمركية العاملة في قلعة حلونجي على نهر الساجور من اكتشاف وجود بقايا قلعة تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد (برونز وسيط) مبنية من اللبن موجودة على ارتفاع يصل إلى 3 أمتار ومن المنتظر الكشف عن آثار مهمة في الموقع المذكور وأشار إلى أن البعثة الأثرية الإسبانية والتي تعمل في تل العمارنة في منطقة الفرات الأعلى في جرابلس تمكنت من اكتشاف بيوت تعود إلى العصر البرونزي إضافة إلى اكتشاف مصنعاً قد يكون للنبيذ بدليل وجود بذور العنب داخلها إضافة إلى اكتشاف أرضيات مرصوفة بالحصى النهري.
وقد أنهت البعثة الأثرية السورية- اليابانية العاملة في كهف الديدرية شمال حلب أعمالها التنقيبية لموسم 2009، وتضمنت الاكتشافات المزيد من الأدوات الحجرية العائدة إلى الحضارة اليبرودية تعود إلىِ 350 ألف سنة كما تم العثور على المئات من الأدوات الصوانية والعظمية التي استخدمها الإنسان والتي تنتمي إلى الحضارة الموستيرية.
وكانت البعثة السورية- البولونية العاملة في تل القرامل على نهر قويق شمال مدينة حلب تمكنت أثناء عمليات التنقيب من اكتشاف برج دائري وعدد من البيوت الدائرية المتتالية والمتجاورة إضافة لعدة قبور أهمها يعود إلى الفترة البرونزية.
وتابعت البعثة الفرنسية العمل في موقع جعدة المغارة وذلك لاستكمال الكشف عن أقدم لوحة في العالم مرسومة على الطين والتي اكتشفت في السنوات الماضية حيث كانت الأعمال لهذا العام توسيع المنطقة المحيطة باللوحة بهدف فهم المنطقة المحيطة بها.
وتتابع البعثة الأثرية الفرنسية العاملة في قلعة سمعان أعمال التنقيب في المدخل الرئيسي للكنيسة، حيث اكتشفت عدداً من الأبنية التي قد تكون محال تجارية كما اكتشفت حماماً أثرياً هاماً ولا تزال أرضية الفسيفساء موجودة، وهو يقع على الطرف الغربي من الكنيسة يعود إلى الفترة البيزنطية.
واستطاعت البعثة الانكليزية العاملة في منطقة جرابلس من تحديد عدد كبير من المواقع الأثرية الجديدة والتي تعود إلى جميع الفترات التاريخية.
وشملت أعمال التنقيب التي تقوم بها البعثة السورية- اللبنانية في موقع النبي هوري- من الكشف عن سور المدينة في الفترة البيزنطية والإسلامية وتابعت البعثة الأثرية الإسبانية عملها في موقع تل حالولة منطقة منبج في الكشف عن بدايات تدجين الحيوان والزراعة وقد كشفت البعثة عن مخازن للحبوب وهياكل عظمية حيوانية وإنسانية يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد.
وقامت البعثة الأثرية السورية- الألمانية- الأمريكية بترميم جزء من معبد بعل الموجودة في موقع إيمار الأثري والعائد لعصر البرونز المتأخر، وذلك باستخدام المواد نفسها المبني فيها المعبد سابقاً.كما قامت البعثة بافتتاح بيت للزوار وحديقة أثرية مع موقع (ايماربالس) الأثري بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ويتضمن البيت استراحة للزوار وقاعة لعرض القطع الأثرية المكتشفة وغرفاً مخصصة لسكن البعثة، إضافة لمخزن للأدوات واللقى الأثرية ومخبر لدراسة الآثار وغرفة للتصوير - وعملت البعثة الأثرية الأسترالية العاملة في جبل خالد المطل على سد تشرين على دراسة بقايا لمعهد هلنستي، وسور المدينة وأبراج دفاعية وأحياء سكنية تعود إلى الفترة الكلاسيكية.