وتباين المساحة الثقافية المتاحة في وسائل الإعلام على كثرة الأخيرة جعلت للثقافة وفنون الأدب واللغة المساحة الأضيق في أيامنا هذه، في حين كانت المساحة أكبر في عشرينيات القرن الماضي وحتى ستينياته، حتى لتكاد تشعر مع تلك المرحلة أن الإعلام الثقافي في أوج عصره الذهبي وقدم روائع الأدب والثقافة والأدباء والمثقفين..
فلم يكن مايقدّم ومضات ثقافية سريعة بل كانت مضامين أدبية تعنى باللغة والشكل وفنون الأدب والترجمة والفكر تجد معها النضج في كل شيء لدرجة أن أعلام الصحافة أصبحوا أعلام الأدب والفكر والثقافة وليست مبالغة إذا قلنا إن جيل صحافة اليوم لم يتأثر بجيل تلك الحقبة، بل على العكس تجد من بقي من الجيل القديم متأثراً بالجيل الجديد وبماتفرضه الحركة الإعلامية الحديثة.
ربما علينا إعادة النظر في بعض مانقدمه على اختلاف أجيالنا وألا يأخذنا صخب الإعلام فقط وأن نلتفت إلى عمق مانقدّمه ونؤسس لحركة إعلامية لاتنفصل عن عمق الثقافة والأدب ولغتهما حتى لايفتقدها أبناؤنا..