تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الندوة المائية السورية - اليابانية الثالثة...معاون وزير الري: وضعنا المائي حرج نتيجة خلل في المعادلة

اقتصاد
الأحد 11/9/2005
أمل سليمان معروف

تحت رعاية المهندس نادر البني وزير الري و بالتعاون مع الوكالة اليابانية للمساعدات الدولية, انعقدت الندوة المائية اليابانية - السورية الثالثة لمركز معلومات الموارد المائية WRIC في الخامس من هذا الشهر في دمشق .

وقد تناولت الندوة عددا من المحاورتضمنت نشاطات المركز - التقرير السنوي لموارد المياه الصادر عن المركز - برنامج تعاون جايكا في الأردن - برنامج تعاون جايكا في مصر - نشاطات في قطاع المياه في سورية و غيرها. و شارك في الندوة خبراء و باحثون من اليابان و الأردن و مصر و سورية . و للوقوف على ما تقدمه الندوة و أهمية انعقادها , كان للثورة اللقاءات التالية:‏

ضرورة الإدارة المتكاملة:‏

د. سليمان رماح معاون وزير الري:‏

** يعلم الجميع أننا نعيش كما معظم المناطق الجافة و شبه الجافة و المناطق العربية عامة , نعيش مرحلة صعبة جدا من وضع مائي حرج نعبر عنه بخلل في المعادلة المائية بين ما هو متوفر من موارد مائية و بين ما هو متجدد و بين إدارة الطلب على هذه المياه . هذا الموضوع أصبح حرجا نتيجة للتطور الاقتصادي الحاصل و زيادة عدد السكان و زيادة الطلب على المياه و الاستخدام العشوائي و غير المنظم . وقد عمدت سورية منذ فترة طويلة تعود إلى الستينات لاستخدام برامج عديدة لتطوير موارد المياه و إدارتها بالشكل الأمثل و يمكن القول أن الوضع الحرج يعود إلى السنوات العشر الأخيرة حيث أدى نقص الموارد بالحكومة السورية إلى الطلب من الحكومة اليابانية لتقديم منحة لتأسيس هذا المركز .‏

* ما هي الأسباب التي تكمن وراء عدم تمكن الوزارة من إنجاز مسؤولياتها بالشكل الأمثل الذي تسعى إليه?‏

** إن الوزارة هي القيم على الموارد المائية كما و كيفا فنتيجة قلة الموارد و الاستخدام العشوائي و كثرة عدد الآبار قي سورية لدينا 215 ألف بئر منها 114 غير مرخص و كلها تستخدم مياهها الجوفية للري بدون أي تنظيم أو أي إدارة سليمة و حكيمة فهذا الأمر الذي نعاني منه. إضافة إلى أن الزراعة تستنزف القسم الأكبر من الموارد المائية. و خطتنا الموضوعة الآن للتحول إلى الري الحديث و التخفيف قدر الامكان اليوم من استخدام المياه الجوفية للري . لدينا في سورية اليوم مليون و خمسمئة هكتار منهم 85% تستخدم مياهاً جوفية . فالتحول للري الحديث و الاستخدام العقلاني للموارد المائية ووقف الاستخدام العشوائي سيؤدي إلى توفير المياه .‏

و الحل يكمن بنشر الوعي و قريبا سيصدر التشريع المائي الناظم لعملية استخدام المياه عن طريق تركيب عدادات و التوعية بأهمية هذه الموارد خوفا من المستقبل . و أتمنى أن نتعامل مع الموارد المائية على أساس أنها تهم الجميع و أن تلجأ الوزارات إلى عملية التكامل حتى لا يكون هناك ازدواجية في الحصول على المعلومات المائية و هذا هو الهدف من الادارة المتكاملة.‏

مشاريع في مجال المياه:‏

السيد كازوهيدي ناغاساوا الرئيس الممثل لوكالة جايكا في سورية, يقول:‏

** تقوم جايكا بالتعاون مع الحكومة السورية في عدد من المشاريع في مجال المياه . تتنوع هذه المشاريع بين إنشاء مركز المعلومات المائي ومشروع إعادة تأهيل شبكة نقل المياه في مدينة دمشق للتخفف من مشكلة التسرب الذي تصل نسبته في الشبكة الحالية القديمة إلى 20% . أي أن المشروع المذكور سيساهم في توفير 20% من المياه للمدينة . كما سيؤمن للمدينة مياهاً آمنة للشرب و للاستخدامات الأخرى. و هناك مشروع آخر يعنى بنوعية المياه و نعمل عليه بالتعاون مع وزارة الادارة المحلية و البيئة حيث أنه مشروع يرتبط بالبيئة . يهتم المشروع بتدريب طاقم لفحصو تحليل المياه . نعمل على هذه المشاريع الثلاثة بأمل الوصول لنتائج مبشرة.‏

حافظوا على موارد المياه في سورية:‏

السيد نوريوكي موري خبير من جايكا وهو كبير المستشارين في مركزمعلومات الموارد المائية :‏

** إنني المستشار الأعلى للمشروع. و أنا في سورية منذ سنة و ثلاثة أشهر. الهدف من المشروع هو بناء مركز لتصحيح و تحليل الحفاظ على المعلومات إن الهيدرولوجيكا و اليترولوجيكا موضوعة على قائمة المعطيات لأنه في سورية و لوقت طويل أداروا هذه القياسات و لكن و لسوء الحظ أن معظم هذه القياسات انمحى أو وزع على مواقع مختلفة . فإذا أراد أحدهم وضع استراتيجية أو خطة لإدارة مجمل الموارد المائية لن يتمكن من الحصول على معلومات كافية و دقيقة بسهولة. مما سيصعب الأمر كثيرا على صناع القرار و الباحثين للوصول إلى استراتيجية أو بحث. و فيما يخص الوضع المائي في سورية, فسورية ليست فقيرة بالموارد المائية أساسا كما هي الحال في بعض الدول العربية مثل الأردن و السعودية و مصر فهي بلد يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط و هناك الكثير من الموارد المائية . و لكن كفاءة استخدام المياه ليست جيدة جدا فمثلا 90% من الماء يستخدم للري لكن نظام الري المتبع قديم جدا و يستنفذ الكثير من المياه و كما شرح السيد ناغاساوا : هناك العديد من التسرب من أنابيب المياه مما يسبب شحا في موارد المياه . لذا و من أجل إدارة أفضل لموارد المياه, فأن الاستخدام الأمثل للمياه هام جدا و أود أن أقول للشعب السوري حافظوا على موارد المياه.‏

الوضع المائي في حوض الساحل و حوض بردى‏

د. بشار فياض مدير مركز معلومات الموارد المائية حدثنا عن الوضع المائي في حوض الساحل و بردى فقال:‏

** كانت الأعوام 2003و 2004 مطيرة فقد كانت الموازنة المائية جيدة إلى حد ما. وصل المخزون في حوض الساحل إلى حوالي 4.5 مليار م3 منها أكثر من مليار من مياه الوفرة . يصل وسطي الهطل المطري في حوض الساحل إلى 1200 مم في بعض المناطق الجبلية و في الساحل يصل إلى 800 أي أنها تصل وسطيا معا إلى حدود 1000 مم سنويا وهو رقم جيد جدا . و يصل وسطي الهطل المطري في دمشق إلى 235 مم في كامل الحوض و تتباين هذه النسبة فتصل في مناطق مثل سرغايا و الزبداني ليتجاوز الهطل فيها ال500 مم و 100 مم في جبل الشيخ و لكن مياه جبل الشيخ التي نستفيد منها تتوزع على مساحة ضيقة و محدودة .‏

و تبقى مسؤولية الحكومة في تحديد المناطق التي ستنقل إليها هذه الوفرة سواء إلى المناطق التي تعاني من الجفاف مثل حمص أو العاصمة دمشق وفق الخطط و الأولويات . و بخصوص ذلك أنجزت دراسة مع أن جر المياه يحتاج إلى وقت و تكلفته مرتفعة . غير أنني أرى أن هناك مناطق جبلية في الساحل لم تصلها المياه بعد و برأيي أنه من الضروري تأمين المياه للساحل في البداية. أيضا, لدينا عجز في حوض بردى و الأعوج و الوسطي 900-950 مليون م3 الموازنة المائية و لدينا عجز سنوي بالتأكيد في دمشق.‏

ناقش تقريرنا السنوي موضوع نوعية المياه و موضوع البيئة الذي يجب أن نوليه الأهمية و خاصة بالنسبة للمنشآت الصناعية الموجودة سواء في دمشق أو في الساحل . يجب إقامة معامل تكرير أولية قبل أن يصرفوا مياههم للمجرور العام وهي نقطة مهمة إذ عندما تتلوث المياه لا يمكن استخدامها نهائيا و خاصة بوجود ملوثات مثل المياه المعدنية الثقيلة كالرصاص و غيرة من عناصر سامة يؤدي تراكمها في الجسم مع الزمن إلى أمراض خطيرة . نأمل من الصناعيين مراعاة هذه المسألة فيقيمون معامل معالجة الصرف الصناعي قبل صرفها . يجب إلزام الجميع بذلك لأن قطرة الماء تكلف الدولة الكثير فما بالك إذا تلوثت هذه القطرة .‏

لا تزال مياه الشرب ضمن المواصفة القياسية السورية و لكن مياه الصرف تجاوزتها. بالنسبة للمتعضيات العصيات الكولونية يجب أن تكون نسبتها صفر و تصل نسبتها هنا إلى 8 -9 أو أكثر و هذه مشكلة و كذلك الأمر بالنسبة للنترات و الرصاص التي يجب أن لا تتجاوز نسبة معينة .‏

الري الحديث:‏

السيد ماتسوشيما مدير فريق جايكا لدراسة مشروع ترشيد استخدام المياه و الإرشاد:‏

ذكرت الحكومة السورية أنها ستروج للري الحديث و لكن الري الحديث يحمل معان كثيرة إذ لا يقتصر الأمر على تقديم معدات الري الحديث لكننا نود أن نؤكد على نمذجة الري المستدام و ليس فقط على تقديم المعدات و كذلك بتقديم التقنيات المناسبة و المعلومات و الخبرات . نود أن ندعو إلى اتباع الري الحديث.‏

و أعتقد أن الندوة مفيدة إذ من الضروري جمع المختصين و المهتمين في هكذا لقاء مما ينعكس إيجابا على تبادل المعلومات و الآراء و يوحد كل الجهود . لذا فهو حدث مهم للترويج لتفعيل أي مشروع .‏

و لإيجاد حلول للمسألة المائية هنا لا بد من أخذ دور المستوى الشعبي بالاعتبار لأهميته حيث أن نشر الوعي بين أبناء الشعب في هذه المسألة يسهل عملية النجاح في الوصول إلى الهدف المنشود.‏

د. مصطفى جاويش نائب رئيس وزير الموارد المائية و الري في مصر:‏

** أنشئ مركزنا عام 1975 و يبلغ عدد الموجودين في المركز اليوم حوالي 2200 منهم 400 حاصلين على درجة الدكتوراه و الماجستير و الباحثين و الباقي إداريون و موظفون و عمال.و يعتبر مركزنا الذراع البحثي لوزارة الموارد المائية و الري . نقوم ببحوث أساسية و أخرى تطبيقية لحل مشاكل المياه الموجودة في مصر . و نتعامل أساسا مع وزارة الري و الوزارات الأخرى إضافة إلى شركات من القطاع الخاص.‏

و أذكرهنا أنه قد تدرب لدينا أخوة من المهندسين السوريين العاملين في وزارة الري السورية كنوع من تقديم الخبرات و نحن سعداء جدا بهذه الدعوة من وزارة الري السورية بالتعاون مع الوكالة اليابانية للمساعدات الدولية . و هذه أول مرة أزور فيها سورية و أنا سعيد و متأثر جدا بسورية و السوريين و بالترحاب الكبير الذي نلقاه في كل الامكنة التي نزورها و هذا يذكرني بمصر في فترة الخمسينات و الستينات عندما كانت نظيفة جدا و منظمة جدا. نحن نعتز بالشعب السوري و له وضع خاص في نفوسنا جميعا.‏

د. محمد رامي مدير مركز المعلومات الأساسي في وزارة الموارد المائية و الري في مصر , قال:‏

** أحاول من خلال مشاركتي الحديث عن خبرتنا في مصر في مجال بناء مراكز المعلومات و بناء الخلايا الكبيرة في بناء قاعدة بيانات و GIS القادمة من الأقمار الصناعية و تحليلها . و الندوة مفيدة لنا و أتمنى أن تكون مفيدة للآخرين. فقد تعرفنا على الأنظمة المختلفة المعمول بها في سورية من نظام الري و نظام المعلومات و تحليلها و دقة البيانات و أعتقد أنهم بدؤوا متأخرين قليلا و لكن أتمنى أن يصلوا إلى مراحل يتقدمون بها علينا .‏

و أشكر الجميع على الترحيب و على تبادل الخبرات و نتمنى أن نراكم في مصر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية