أن الزراعة العضوية من أهم الزراعات التي دخلت العالم وأن سورية بهذا المشروع تدخل إطار الزراعات العضوية, حيث يقوم هذا المشروع بتقديم الدعم لسورية في إيجاد الطرق والوسائل لإيجاد التشريعات والقوانين الملائمة لنشر الزراعة العضوية في سورية, موضحاً أنه سيتم أيضاً من خلال هذا البرنامج تأهيل الكوادر اللازمة لمساعدة الفلاحين والمنتجين على القيام بهذه الزراعة, إضافة إلى إنشاء جمعية لمنتجي الزراعات العضوية, كما سيتم دعم كل الإجراءات القانونية والإنتاجية والتشريعية التي من شأنها تسهيل إيجاد زراعة ناجحة عضوية في سورية وخاصة أن العالم متجه الآن باتجاه استهلاك المواد الطبيعية الخالية من الأثر المتبقي للمبيدات والأسمدة.
وأوضح د. سفر: أن المشروع سيطبق مباشرة وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وستقوم هيئة البحوث بتأمين كل المستلزمات بالتعاون مع الفاو وبدعم مالي من الحكومة الإيطالية وسيتم نشرها في أغلب المحافظات بعد وضع الأسس والتشريعات والأساليب التي يمكن اتباعها كما سيكون هناك مناطق رائدة في موضوع الزراعة العضوية.
وأوضح السيد شيروفيوريللو ممثل منظم الأغذية والزراعة ( الفاو) ل (الثورة) أن منظمة الفاو مهتمة بهذا المشروع وتوقيع اتفاقية مع وزارة الزراعة السورية للبدء في هذا المشروع والمتمثل بانتاج منتجات في قطاع الزراعات العضوية لا سيما أنه قطاع جديد ولم يتم حتى الآن استخدامه في دول المنطقة ومقتصر على بعض الدول المتقدمة, خاصة وأنه بات من الضروري انتاج منتجات عضوية تحقق رغبة الدول المتزايدة في الطلب عليها موضحاً أن سورية إذا باشرت بإنتاجها فسوف تكون ذات فائدة كبيرة لسورية إضافة للاستفادة منها محلياً ويمكن تصديرها إلى كافة الدول التي ترغب هذه المنتجات بالإضافة إلى ميزة كبيرة وهي انقاص الكمية المستخدمة من الكيماويات والمبيدات والأسمدة في الزراعة, ويؤدي ذلك إلى خلق انتاج سليم غذائياً وأمن للاستهلاك البشري وتولد دخلاً للمزارعين ولذلك يجب على سورية البدء بسن القوانين والتشريعات اللازمة لانتاج الزراعة العضوية من أجل الاستفادة منها وتصديرها للخارج.
وتحدث مستشار السفير الإيطالي بدمشق فقال: يعتبر هذا التعاون الآن في قطاع الزراعة العضوية تعاوناً هاماً جداً وهو من الأولويات الهامة عالمياً وهي مناسبة للتعاون مع الحكومة السورية بهذا المجال,وأوضح أنه في الأربع سنوات الماضية تم تمويل مشاريع في سورية تشمل قطاعات عديدة بقيمة /100/ مليون دولار وبالنسبة للمستقبل سيتم تحديد مشاريع ومقترحات مشاريع جديدة أخرى, وقد قدمت هيئة تخطيط الدولة للحكومة الإيطالية وثيقة تتضمن بعض المقترحات والأفكار لمشاريع جديدة خاصة وأن الخبراء الآن في ايطاليا يدرسون هذه الوثيقة والمقترحات وسيتم تمويل مشاريع في مجالات عديدة من قبل الحكومة الإيطالية تشمل قطاعات مختلفة منها الصحة والثقافة والتراث ودعم شركات خاصة وقد تم التوقيع على هذا المشروع من قبل الدكتور عادل سفر وزير الزراعة وممثل الفاو بدمشق السيد شيروفيوريللو, والجدير بالذكر أن مدة المشروع ثلاث سنوات تبدأ من تاريخ التوقيع وكلفته بحدود مليون دولار.
ويهدف المشروع إلى إعداد أسس وضع برنامج مؤسساتي وعلمي يمكن الباحثين والمنتجين والمصنعين والتجار من تنفيذ مخططاتهم بهدف تحسين دخلهم والوضع الاقتصادي العام للقطر ويساهم بتحسين البيئة, كما يهدف إلى تطوير إطار العمل القانوني والوطني للزراعة العضوية وتطوير امتيازات جمعية منتجي المنتجات العضوية, إضافة إلى تطوير امتيازات جهة التحقيق وتدريب فنيين وباحثين ومزارعين على الزراعة العضوية وتحديد استراتيجيات سوق محلية وأجنبية مناسبة للمنتجات العضوية وتطوير برامج بحثية واضحة في هذا المجال ورفع مستوى الوعي البيئي عند المزارعين.
وتعتبر الزراعة العضوية نظاماً انتاجياً يشجع ويعزز الصحة في النظام البيئي ويتضمن دورات ونشاطات حيوية للتربة حيث تعتمد الزراعة العضوية على تخفيض الإضافات الخارجية وتجنب استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية وأصبح حالياً من الممكن مشاهدة منتجات الزراعة العضوية في حوالي 120 دولة على مساحة 17,8 مليون هكتار وتعتبر قليلة جداً حسب مفهوم الفاو ويمكن أن تكون منطقة جنوب المتوسط هدفاً كبيراً للمنتجات العضوية لتعويض الطلب الزائد من أوروبا.
وبالنسبة لسورية لا توجد في الوقت الراهن زراعة عضوية وحسب المسح الذي تم من قبل الهيئة فإن /265/ هكتاراً فقط طبقت عليها الزراعة العضوية وهذا يضع سورية في المركز الأخير في لائحة الدول التي نفذت الزراعة العضوية في المنطقة.