|
منظومتنا الرياضية (شيفرة) بحاجة لمن يفك رموزها رياضة ولم نكن بحاجة للمزيد من التناقضات لنقول إننا غير متفقين بالقناعات وبآلية إدارة الحوار حول هذه القناعات.
دائما هناك ما يذكرنا بعجزنا على تسجيل حضورنا بين المتفوقين رياضيا من جميع النواحي, ولو اقتصر الأمر على الجانب الفني بهذه الرياضة لسلمنا أمرنا لله وقلنا: ليس بالإمكان أفضل مما كان. لكن أن يختلف القائمون على الرياضة فيما بينهم بهذه الطريقة الغريبة فهذا ما يدعو للأسى والحزن. من الطبيعي أن نختلف على رؤية فنية مستقبلة, لأن ذلك مرتبط بما يختزنه كل منا تجاه هذا المستقبل أما أن يصل الاختلاف حول واقعة معينة الى درجة التناقض فهذا ما يثير الاستغراب! لجنة التحقيق التي شكلت لكشف ملابسات الفساد الكروي في الدوري الماضي توصلت الى نتيجة لاقت الرفض مسبقا من اتحاد الكرة فعلى أي قناعة نميل? من اقتنع بصحة وجهة نظر اتحاد كرة القدم أصبح على قناعة تامة بضرورة غياب الاتحاد الرياضي عن الساحة لأنه أراد أن يعطل مسيرة اتحاد كرة القدم وفق هذه القناعة, ومن مال الى موقف لجنة التحقيق توسعت المسافة بينه وبين قناعته باتحاد كرة القدم وأصبح هذا الاتحاد مؤسسة (ديكتاتورية) تتلذذ بآلام الآخرين وحجتهم عدم وجود مبرر كاف لدى اتحاد الكرة يجعله يصر على موقفه رغم اعترافه بوجود تواطؤ وتلاعب بالنتائج, وما رده عن اتخاذ إجراءات حاسمة بشأنها هو عدم وجود الدليل الملموس. الحكم الجماهيري على ما جرى في الدوري لم ينتظر توصل اتحاد الكرة الى قناعات معينة ولم ينتظر تشكيل لجنة التحقيق, بل سارع وعلى الفور للاقتصاص من الفرق التي تلاعبت بمشاعره سواء في دير الزور أم في دمشق أم في حماة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود الإدانة وغياب الدليل (الرسمي), ومن هذه المقدمات كان أولى بالمكتب التنفيذي أن يقبل الحل الوسط الذي اقترحته لجنة التحقيق بالإبقاء على فرق الدرجة الأولى كما هي وإضافة فريقي أمية والوثبة ليصبح العدد 16 فريقا وهي ليست المرة الأولى التي يكون فيها العدد 16 فريقا وقد كان ذلك قبل الاحتراف, فما الذي يمنع ذلك في ظل الاحتراف? الحديث عن عدم توافق مستوانا الكروي مع 16 فريقا فيه الكثير من المغالطات من وجهة نظري الشخصية, وتواضع المستوى الذي يتحدثون عنه سببه الطريقة التي تنجز بها مسابقاتنا المحلية وليس عدد الفرق التي تنجز هذه البطولات, والحديث عن عدم أهلية فرق معينة بدوري المحترفين في حال الزيادة لا يغطي عدم أهلية فرق ستبقى بدوري المحترفين ولو نزل عدد فرقه الى 8 فرق! المشكلة ليست بالعدد وإنما بآلية إدارة هذه الفرق والبطولات المحلية ومدى اهتمام اتحاد اللعبة بمسابقاته وكيفية تفعيلها.. جبلة ليس أفضل من الوثبة أو أمية, والجهاد ليس أفضل من الميادين و الجزيرة أو العربي, والحجة تسقط هنا ويبدو (التحدي السلبي) بين طرفين يفترض أن يكونا طرفا واحدا هو السبب فيما آلت إليه الأمور. اتحاد الكرة أخطأ بالطريقة التي أراد بها حرية قراره وخسر تعاطف قسم كبير من الجمهور معه لأنه رفض سماع صوت الحقيقة واتخاذ موقف يفش الخلق, والمكتب التنفيذي أخطأ عندما تعامل بنفس طويل من تطنيش اتحاد الكرة على مراسلاته وأخطأ عندما لم يجرؤ على اتخاذ موقف واضح من التقرير الذي رفعته اليه لجنة التحقيق المشكلة بقرار منه وبتوجيه من القيادة القطرية للحزب. وإزاء كل ما تقدم أتمنى أن يكون المجلس المركزي الذي سينعقد في السابع عشر من أيلول الجاري هو الفيصل في هذه القضية حتى لا يبقى اتحاد الكرة أو المكتب التنفيذي موضع اتهام من قبل الجمهور لأن ذلك يحمل الخوف معه من ردة فعل على مدرجات الموسم الكروي القادم. لم نعد نعرف من أين يأتي القرار النافذ, ومن هو المسؤول عن متابعة تنفيذه, ولم نعد نعرف من أي الأبواب ندخل الى هذه الرياضة ومن هو الغيور عليها أو المستفيد منها..لقد ضاعت كل الخيوط الواضحة من نسيجها واختلطت فيها الألوان لدرجة لا نستطيع معها التفريق بين الخيط الأبيض والخيط الأسود..لقد أصبحت رياضتنا (شيفرة) من الصعب فك رموزها!
|