تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خمس مجموعات في كل عملية اغتيال

قاعدة الحدث
الثلاثاء 23-2-2010م
ريم صالح

«سنواصل سياستنا في تصفية القادة السياسيين وكبار المقاومين فهي الوسيلة الأكثر فعالية ودقة وصواباً.. ولن يستطيع أحد أن يلقننا دروساً في الأخلاق».. هذا ما قاله إفرايم سنيه نائب وزير الحرب الإسرائيلي في عهد حكومة باراك..

والحقيقة أن تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية يعود إلى بدايات القرن الماضي، حيث قامت عصابات الهاغانا الصهيونية عام 1924باغتيال الدكتور والصحفي الهولندي يسرائيل يعقوب لمحاولته إقامة جبهة يهودية عربية مناهضة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. وفي عام 1942 استهدفت عصابة ليحي الصهيونية الوزير البريطاني اللورد موين وقتلته لأنها اعتبرته السبب الرئيسي في عرقلة الهجرة الصهيونية إلى فلسطين المحتلة فضلاً عن تأييده للحقوق العربية والفلسطينية. أما في عام 1948 فقد اغتالت حركة شتيرن الإرهابية الوسيط الدولي السويدي الكونت فولك برنادوت بسبب مقترحاته السياسية التي دعت إلى إعادة اللاجئين الفلسطينيين ووقف الهجرة الصهيونية. هذا في حين يشير محللون إلى أن عصابات الهاغانا قامت في الثلاثينيات من القرن الماضي بتشكيل وحدة من أعضائها تسمى «المستعرفيم» للقيام بعمليات التصفية الجسدية.. وهذه الوحدة الإرهابية تضم تحت لوائها ثلاث مجموعات هي: - «شمشون» وتقتصر صلاحياتها الدموية على قطاع غزة. - «دوفدوفان» وتعمل في الضفة الغربية، بالإضافة إلى ثالثة تسمى «يمام» تمتد صلاحيتها إلى خارج حدود فلسطين المحتلة، وتفيد معلومات أن أفراد تلك الوحدات قتلوا 422 قيادياً فلسطينياً ما بين عامي 1988 و2004.‏

ويرى مراقبون أن سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية تشعبت بين القتل الجائر واستعمال الطرود المتفجرة والسيارات المفخخة، وكذلك الطائرات والمواد السامة والهواتف النقالة. وجوازات السفر الأجنبية.. هذه السياسة لم تستثنِ أحداً بل إنها عمدت إلى استهداف سلسلة كبيرة من القادة والسياسيين الفلسطينيين بالذات.‏

ويشار إلى أن حكومة الكيان الصهيوني برئاسة غولدا مائير كانت قد أعطت عام 1972 أوامرها الجائرة بملاحقة واغتيال قادة فصائل المقاومة الفلسطينية أينما وُجدوا، وأباحت للموساد استعمال الأساليب التي يراها مناسبة لتحقيق هذه الغاية.. وبالتالي نفذ الموساد سلسلة واسعة من عمليات الاغتيال منها اغتيال غسان كنفاني رئيس تحرير مجلة الهدف الناطقة باسم الجبهة الشعبية في بيروت بسيارة مفخخة عام 1972. وفي العام نفسه اغتالت شبكة الموساد وائل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في روما وفي عام 1981 قتلت العصابات الصهيونية د. نعيم خضر مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بلجيكا وفي عام 1988 استهدف الموساد أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني ‏‏فتح خليل الوزير (أبو جهاد) فقتلوه هو وحراسه في ‏تونس واستخدم فيها عملاء الموساد جوازات سفر لبنانية مزورة. أيضاً أودت عبوة ناسفة بحياة كمال مدحت الرجل الثاني في منظمة التحرير بلبنان عام 2009.‏

وبشكل أو بآخر فإن الاغتيالات هي الأسلوب التقليدي في السياسة الإسرائيلية, وفي بعض الأحيان تتبنى «إسرائيل» العملية الاغتيالية علناً, كما حدث عندما اغتالت الأمين العام السابق لحزب الله عباس موسوي أو تنفي إما بشكل قاطع أو بطرق مواربة.. وفي الأروقة الإسرائيلية العليا تعرف عمليات الاغتيال باسم رمزي هو (إزاحة ديجتالية).‏

من جهة أخرى يشير سياسيون إلى أن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية حول التصفيات الجسدية في 1/8/2001 كان الأوضح والأخطر حيث جاء فيه: «إن المجلس الوزاري قرر مواصلة سياسة الاغتيالات» مضيفاً «لا أحد من المعادين لنا محصن أمام الاغتيال».‏

والجدير ذكره أن قادة الموساد الإسرائيلي حرصوا منذ تأسيسه على أن يضم بين فروعه وتنظيماته فرقاً خاصة للاغتيال والقتل، مثل المجموعة (101)، والمجموعة (131)، والفرقة (100)، وأضيف إلى هذه الأشكال فرقة أخرى شكلها الموساد منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وسميت هذه الفرقة «غضب الرب». وتقضي عملية الاغتيال بضرورة إبلاغ رؤساء الوكالات الصهيونية (الموساد - الشاباك - امان - الهاغانا - الآرغون - شتيرن) بعد صدور القرار السياسي خوفاً من تضارب الصلاحيات أثناء التنفيذ.. وكان القرار السياسي يصدر عادة عن لجنة وزراء ثلاثية سميت عام 1972 «لجنة اكس» وفي عام 1977 ألغيت هذه اللجنة واستبدلت بالمجلس الوزاري المصغر الذي ينسق أعماله مع ما يسمى رؤساء الوكالات الأمنية.‏

ويؤكد خبراء أن قادة الموساد عادة ما يكلفون خمس مجموعات للقيام بالاغتيال، الأولى «مجموعة الإدارة والخدمات» وتتولى عادة مهمة استئجار الفنادق، والمنازل والسيارات لفريق القتلة، كما تتولى التغطية على فريق الاغتيال حتى يفرغ من أداء مهمته، أو جريمته، وعادة ما ترأس هذه المجموعة امرأة (فتاة حسناء) للتمويه. أما الثانية فهي «مجموعة المراقبة» التي تتابع الهدف، وترصد تحركاته، بينما تسمى المجموعة الثالثة «مجموعة الانسحاب» التي توفر انسحاباً آمناً لكل أعضاء فريق الاغتيال، وتختص المجموعة الرابعة بالاتصال بممثلي الشرطة، وأجهزة الأمن، في البلد المحدد، لتنفيذ عملية الاغتيال، وذلك لتحييد مسؤوليها إلى أقصى حد، وضمان حمايتهم إذا أمكن. أما الأخيرة فتنقسم، عادة، إلى مجموعتين تضم أولهما فرقة متمرسة من القتلة وعددهم يزداد إذا كان للهدف حماية كبيرة، وحراسة مشددة أما المجموعة الفرعية الثانية فتستدعى عند الضرورة القصوى إذا أخفقت مجموعة القتل الأولى. وقد عرفت عمليات فريق الاغتيالات الإسرائيلي أو فرقة الموت باسم عبري حركي «ميتران الوهيم».‏

Reemsaleh81@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية