|
قراءة في حدث.. ذاكرة الشعوب آراء
من حيث علاقته بالثقافة بداية وبالعادات والتقاليد في نهاية المطاف. إن اهتمام الدول بالآثار عموماً يندرج تحت عنوان الوفاء للوطن الأمر الذي يجب ألا يتجنب أحد مسؤولية الالتزام به، وخصوصاً عندما يكون معنياً بحضارة وطنه حاضراً ومستقبلاً على حدّ سواء. ونحن إذ نقرأ بين الحين والآخر أنباء تتحدث عن مكتشف أثري في مكان ما من أرض الوطن على غرار الأنباء التي تتحدث عن آثار جرى اكتشافها في جبل البلعاس على سبيل المثال تعود للألف العاشر قبل الميلاد، أو عن اكتشاف منحوته في تدمر تعود للقرن الأول أو الثاني الميلادي، وسوى ذلك من أنباء مماثلة، نزداد يقينا أن بلادنا التي شهدت أحداثاً في التاريخ قلّ أن شهد مثلها بلد آخر، فيها من المعالم الأثرية التي تعود لدول هي نفسها تفتقدها اليوم، بعد زوال استعمارها لأرضنا. وأضيف إننا نزداد يقينا أن السعي لاكتشاف أماكن الآثار التي سرقت في أزمنة الاستعمار الحديث لبلدنا، غدت من المهمات الملقاة على عاتق الجهات المعنية في هذا الصدد. وليس غريباً أو من باب التكهن الإشارة إلى أن السياحة هي مصدر رئيسي من مصادر الدخل القومي للبلد الذي تشكل معالمها الأثرية عنصر جذب لقوافل السياحة في فصول السنة على اختلاف تقلباتها المشجعة كما هو حالها في سورية تحديداً، حيث لكل فصل من فصول السنة تميّزه بخاصية تشجع السياح على الاستمتاع بها في حال أتقنا صناعة السياحة على غرار بقية الصناعات التي تدر مالاً على خزينة الدولة. وفي السياق المتصل، أعتقد أن لا أحد منا زار بلداً أوربياً إلا وشاهد واجهات زجاجية داخل متاحفها الوطنية، وفيها آثار قيّمة هي من منشأ سوري، بعدما جرى نقلها إلى متاحف تلك الدول بحكم ظروف خاصة، بينها ما يتصل بمرحلة الاستعمار أو بابتكار طرق مبرمجة لتهريبها إلى خارج البلاد طمعاً بمال. ولهذا الاعتبار نتساءل أحياناً ترى لماذا لا تشكل لجان متخصصة لدينا في هذا المضمار مهمتها السعي لاسترداد ما سلب من آثارنا تحت أي ظرف كان، ومهما كلف الثمن، استكمالا لما يرفد حضارة بلادنا بما افتقدته بفعل النهب أو التهريب لتكتمل صورتها أمام أبناء الجيل الحالي والأجيال Dr-louka@maktoob.com">الآتية؟ Dr-louka@maktoob.com
|