وسط تخبط واضح بين قادة الحلف حول المدة الزمنية لانتهاء العمليات ، وانتقادات واسعة وصفت الهجوم بأنه عمل دعائي وإعلان مثير أكثر مما هو عمل عسكري ضد طالبان .
والعملية العسكرية التي يتابع سيرها الرئيس الأميركي باراك أوباما وأطلق عليها اسم ( مشترك) وتضم نحو 15 ألف جندي غالبيتهم من الأميركيين والبريطانيين، تعد من أكبرعمليات الناتو ضد طالبان منذ بدء الحرب على أفغانستان عام 2001 ، وقد اعترف مسؤولون عسكريون أميركيون بأن قوات المارينز تواجه مقاومة شرسة أثناء تقدمها في ولاية هلمند وأن هذه القوات تتعرض لإطلاق نار كثيف ورصاص القناصة ، فضلا على ما تسببه القنابل المزروعة على الطرقات من إعاقة لتقدم هذه القوات والقوات الدولية المشاركة في العملية .
وقال المسؤولون العسكريون أن وحدات المارينز حاولت مرتين الوصول إلى بلدة مرجة لكنها أرغمت على التراجع تحت وقع المقاومة العنيفة .
ورغم تأكيدات الحكومة الأفغانية بأن مسلحي طالبان محطمون ومتقهقرون وان التحالف استطاع أن يطردهم من منطقتي نادعلي ومرجة ، إلا أن وكالة الأسوشيتد برس ذكرت بأن مقاتلي طالبان اختفوا تحت جنح الظلام ويقومون بهجمات مضادة .
وقد تضاربت تصريحات قادة الحلف حول المدة التي تتطلبها العملية العسكرية ، ففي حين قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن أنه لا يستطيع تحديد موعد انتهاء هذه العملية ، أوضح أحد جنرالاته الميدانيين وهو لاري نيكولسون أن العملية قد تستغرق أسابيع قبل إحكام قبضة قواته على منطقة مرجة، فيما اعترف رئيس الأركان البريطاني المارشال جوك ستيراب أن العملية يمكن أن تستغرق 12 شهرا لتحقيق النجاح المطلوب ، على عكس وزارة الدفاع الأفغانية التي أكدت أن الانتهاء من هذه العملية بات قريبا .
ولا يبدو سقوط القتلى المدنيين سيعطي قوات الناتو دافعا كافيا لوقف الهجمات في هلمند حيث قوض هذا الهجوم مصداقية هذه القوات بشأن الحد من أعداد الضحايا المدنيين ، حيث قتل حتى الآن أكثر من 30 مدنيا نصفهم من الأطفال .
وتزامنا مع هذه التطورات، أكدت مصادر باكستانية نبأ اعتقال القائد الطالباني الملا برادار إثر عملية أميركية باكستانية مشتركة في كراتشي ، وذلك بعد نفي حركة طالبان واعتبارها الخبر دعاية غربية للفت الأنظار عن هزيمة القوات الدولية في أفغانستان .
والعملية العسكرية في هلمند لاقت انتقادات واسعة حيث قال تحالف (أوقفوا الحرب) : إن هذا الهجوم مصمم أصلا كعمل دعاية وإعلان مثير أكثر مما هو عمل عسكري ضد طالبان ، ولاشك أن الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون مسروران من الطريقة التي تقوم بها اجهزة الإعلام بنشر بيانات الناتو الصحفية رغم مخالفتها للحقيقة ، فمقاتلوا طالبان الذين يقدرون بالمئات غادروا بلدة مرجة قبل الهجوم لأنهم ليسوا اغبياء إلى درجة مواجهة 15 ألف جندي مدججين بأشد الأسلحة فتكا على الأرض .
وأكد التحالف أن السبب الذي يدفع الجيوش الغازية للاستمرار في حرب لايمكن أن تفوز بها هو الأمل في إيجاد طريق ما للهروب من حرب ( أوباما وبراون ) ولكن مع الحفاظ على هيبة القوى الغربية وقدرتها على غزو بلدان أخرى .
أما صحيفة ذي أندبندنت البريطانية فذكرت بان الاستراتيجية العسكرية في أفغانستان لاتعد ناجحة ، وأن المقصود بالعملية الموسعة ضد طالبان هو تفنيد الشكوك في الشارعين الأميركي والبريطاني إزاء الهدف من وجود القوات الأجنبية في أفغانستان .