وإنما نستطيع الجزم بأن أقطاب العدوان يصرون على مواصلة سكب زيتهم الإرهابي على أتون الأزمة، فهَمهم اليوم وشغلهم الشاغل دعم إرهابييهم المأجورين على الأرض، وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب، وإعاقة أي مسارات سياسية من شأنها تسوية الأزمة، وجعلها تراوح في المكان أطول فترة ممكنة.
ما جرى بالأمس البعيد، وحتى الأمس القريب، وطوال تسع سنوات من عمر الأزمة، يؤكد هذا، وإلا ما تفسير العدوان الإسرائيلي الصاروخي الأخير، وكيف نقرأ إرسال قوى العدوان طائرات مسيرة لقصف منشآت نفطية في مدينة حمص، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟!.
أما في الشمال السوري فهناك اللص التركي الذي لا يقل في إرهابه ودمويته وبلطجيته عن نظيريه الأمريكي والإسرائيلي، فأطماعه في الأراضي السورية، وإمعانه في نهبها، وتهجير سكانها السوريين، واستبدالهم بإرهابييه المأجورين، لم تعد خافية على أحد، كما أنها تجري على مرآى ومسمع مجلس الأمن الذي لا يتحرك، طالما أن سيده الأميركي أمره بالتزام الصمت، فمن يسرق وينهب ويعتدي، هو حليف الأميركي من تحت الطاولة ومن فوقها، أما كل ما يثار إعلامياً عن خلافات بينهما، فهو لا يعدو عن كونه مسرحية أو ربما صفقة ليحصل الأميركي من خلالها على المزيد.
ببساطة كل ما يحدث مترابط وبشدة، وكأننا على رقعة شطرنج، حيث يحاول الأميركي أن يمرر بعض السيناريوهات من خلال حركات ميدانية تصعيدية، ربما يقوم بها شخصياً، وربما يوعز بها لبيادقه الملتحية في الأوكار والجحور، وما إن يبوء بالفشل حتى يحيل المهمة القذرة التي عجز عنها إلى الإسرائيلي، وهكذا دواليك وصولاً إلى التركي، وبعض دول المنطقة من أنظمة مرتهنة عميلة.
ولكن أمام هذا الصمود السوري، واستبسال حماة الديار في الميدان، توهم الأميركي أنه في حال نسق مع شركائه في الإرهاب، فإنه من الممكن أن ينال غايته الظلامية في سورية، فعمل معهم على وتر العدوان، واستهداف المنشآت النفطية من جهة، وأيضاً على وتر العقوبات الاقتصادية الجائرة واستهداف السوريين في لقمة عيشهم وقوت يومهم من جهة أخرى، متناسياً بأن من صمد وضحى بالغالي والنفيس من أجل سورية حرة سيدة مستقلة موحدة لن يعرف الهزيمة، فأراضينا دائماً وأبداً، وكما كانت وستبقى مقبرة للغزاة والمعتدين.