معتمدا في ذلك على رواية الاحتلال ومكررا لمقولات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومزاعمه التي يحاول فرضها على التاريخ والجغرافيا مشيرة الى ان بومبيو لم يكتف بذلك بل حاول تسويق ما أسماه «النظرة الواقعية للواقع» للمطالبة باعتراف جميع الأطراف بالتغييرات التي أدخلها الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة والتعامل معها كحقائق ومسلمات خاصة في القدس الشرقية المحتلة والأنكى من ذلك أنه حاول تغليف تبنيه لمواقف ورؤية وسياسة اليمين الحاكم في «اسرائيل» تجاه فلسطين ببعض ايحاءات وسياقات التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني علما أن تصريحاته المنحازة تحسم من طرف واحد وبالقوة قضايا الوضع النهائي التفاوضية حيث لم يتبق ما يمكن ان تنشأ على أساسه أية مفاوضات.
في الأثناء صادقت اللجنة المالية التابعة للكنيست الصهيوني امس على منحة خاصة لمستوطنات الضفة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات وذكر موقع «0404» الصهيوني أن المنحة تشمل 34.5 مليون» شيكل» لصالح مجالس المستوطنات التي ادعى انها تعاني من أزمة مالية على ضوء نفقات أمنية خاصة، كما تشمل مبلغ 5.5 ملايين «شيقل» بزعم دعم سلطات الإسعاف والإنقاذ.في حين امتدح ما يسمى رئيس مجلس مستوطنات الضفة «دافيد الحياني» رئيس حكومة الاحتلال على المنحة، متبجحاً بالأهمية الأمنية التي تمثلها المستوطنات بالضفة الغربية لـ»إسرائيل» وضرورة دعمها في وجه عمليات المقاومة.
من جهة اخرى ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت « الصهيونية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو علّق المشاورات التي سبق أن أعلن عن إجرائها تمهيدا لإعلان ضم الأغوار الفلسطينية ومنطقة شمالي البحر الميت للكيان المحتل وبسط السيطرة الصهيونية عليها، على أثر إعلان المدعية العامة في المحكمة الجنائية في لاهاي، فاتو بنسودا، الجمعة الماضي، عن وجود أساس للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنه «على الرغم من أن نتنياهو كان شكل طاقما خاصا ولجنة وزارية من مختلف الوزارات لبحث تداعيات وسبل إعلان الضم رسميا، كان يفترض أن تلتئم الأسبوع المقبل، إلا أنه تقرر تعليق أي نشاط بهذا الخصوص، لتفادي التصعيد أمام المحكمة الجنائية لجرائم الحرب في لاهاي».
وجاء هذا التعليق بعد أن تضمن إعلان بنسودا، أيضا، تطرقا للنشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ونوايا حكومة الاحتلال ضم الأغوار ومنطقة شمالي البحر الميت، وفق تصريحات كان نتنياهو أطلقها عشية الانتخابات الأخيرة في كيان الاحتلال ، التي جرت أيلول الماضي ، لضمان أصوات المستوطنين واليمين الاستيطاني من جهة، وفي محاولة واضحة لاستغلال الدعم المطلق الذي تلقاه حكومة الاحتلال من الولايات المتحدة تحت إدارة دونالد ترامب.
وكان نتنياهو هاجم، أمس، إعلان المدعية العامة، واصفا معارضة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه عداء صرف لكيانه المحتل!.
ومن جانب اخر وفيما يخص الاسرى الفلسطينيين حذرت فعاليات طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة امس من التدهور الحاصل على صحة الأسير أحمد زهران مع دخول إضرابه عن الطعام يومه الخامس والتسعون دون بوادر لتجاوب سلطات الاحتلال بوقف اعتقاله الإداري.
وأكدت مؤسسات ونشطاء مناصرة الأسرى بطولكرم أن الأسير زهران يتعرض للقمع من قبل سلطات الاحتلال واحالته للتحقيق رغم وضعه الصحي السيء نتيجة الإضراب عن الطعام.
وأشارت خلال وقفة تضامنية معه أمام مقر الصليب الأحمر بطولكرم إلى أن مخابرات الاحتلال كانت قدمت له وعدا بالاستجابة لمطلبه في يوم إضرابه التاسع والثلاثين لكنها تنكرت له بعد ذلك. وعلى صعيد الممارسات التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال هدمت قوات الاحتلال امس منزلا في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة وتعود ملكيته لشاب مقدسي يقيم فيه هو وثمانية افراد من عائلته وذلك بعد ان سلمته إخطارا بهدم منزله بذريعة عدم الترخيص وطالبته بهدمه بيده وإلا ستهدمه جرافات الاحتلال ويجبر على دفع كلفة الهدم.
وكانت سلطات الاحتلال قد هدمت فجر امس منزلين سكنيين في «خلة عبد» من بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة تعود لشاب مقدسي ونجله قبل أن تجبر قاطنيه على إخلائه بحجة عدم الترخيص بعدما تم اخطاره خلال الشهر الماضي.
كما شنت قوات الاحتلال الليلة الماضية حملة مداهمات من مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة تخللها اعتقال عشرين مواطناً فلسطينيا على الاقل حيث اعتقلت قوات الاحتلال شابين وفتى من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم .
كما واعتقل الاحتلال ستة فلسطينيين اخرين على الأقل بينهم طالبان من جامعة بيرزيت في حي أم الشرايط بمدينة البيرة وعاثت في منزليهما خراباً بالاضافة الى اعتقالها قياديا وكاتبا خلال اقتحامها مدينتي رام الله والبيرة وبلدتي بيتونيا وسلواد وسط اندلاع مواجهات مع عشرات الشبان الفلسطينيين لم تسفر عن إصابات.