مع بداية الراحة الشتوية للأندية الأوروبية، وحصل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على هذه الراحة مع برشلونة وجوفنتوس، حيث يعود النشاط الكروي في إسبانيا وإيطاليا في 5 كانون الثاني المقبل، ما يتيح الفرصة لتقديم الحصاد الكامل للتنافس الملتهب بين ليو والدون على مدار عقد كامل، وهو الصراع الكروي الأكثر سخونة وإثارة في تاريخ كرة القدم، سواء من الناحية الرقمية التهديفية، أو بالنظر إلى الأبعاد الجماهيرية والإعلامية، والبطولات التي حققها كل منهما، وكذلك الجوائز الشخصية، فقد صنعا معاً متعة كرة القدم، وجذبا أنظار العالم أجمع، في كل دقيقة من دقائق العقد الذهبي.
قبل أن يبدأ العقد الحالي، والذي ينتهي بعد أيام، أدرك العالم أن رونالدو وميسي موهبتان كرويتان استثنائيتان، يملكان القدرة على إمتاع الملايين من عشاق الساحرة لفترات طويلة، فقد حصل رونالدو على الكرة الذهبية 2008، وانتزعها ميسي 2009، ليبدأ الصراع الحقيقي بينهما فيما بعد، وتحديداً منذ 2010 وحتى الآن، وبالنظر إلى تقدمهما في العمر، ورحيل الدون إلى الدوري الإيطالي، فقد تراجعت إثارة المنافسة المباشرة بينهما، ما يعني أن السنوات العشر الماضية هي الفترة الأفضل لرصد تفاصيل الصراع الملتهب بين النجمين الأفضل في العالم ليس في الوقت الراهن فحسب، بل إن البعض يرى أنهما الأفضل في التاريخ الكروي، ومحصلة المقارنة تقول إنه لا فائز ولا مهزوم، ويظل الفائز الأكبر هو الملايين ممن عاشوا عقد المتعة والجنون.
المعدل التهديفي
منذ عام 2010 وحتى الآن، لم تتوقف حمى المقارنة بين ليو والدون، ويظل المعدل التهديفي واحداً من بين أوجه المقارنة الأكثر إثارة، فقد خاض رونالدو في الفترة المذكورة 586 مباراة على المستويات كافة، أحرز خلالها 554 هدفاً، وصنع 148 هدفاً، أي إن معدله تهديفاً وصناعة للأهداف بلغ 1,19 هدفاً في المباراة، فيما خاض ليو 614 مباراة محرزاً 579 هدفاً، وصنع 230 هدفاً، بمعدل 1,31 هدفاً في المباراة، ما يعني أنه يتفوق بفارق ضئيل على رونالدو في هذا الجانب، وسر هذا التفوق أنه يصنع أهدافاً أكثر من النجم البرتغالي.
البطولات
تظل البطولات الجماعية التي حققها رونالدو وميسي على مستوى الأندية والمنتخبات الوجه الأكثر عدالة للمقارنة بينهما، خاصة أنهما لعبا أدوار البطولة في تتويج البارسا والريال واليوفي بهذه البطولات، وكذلك مع المنتخب البرتغالي، فقد حقق كل منهما 22 بطولة على المستويات كافة في العقد الحالي، إلا أن ما يميز رونالدو أنه حصل على دوري الأبطال 4 مرات جميعها مع الريال، وحقق ميسي البطولة القارية في مناسبتين فقط خلال السنوات العشر الماضية، مقابل تفوقه على مستوى الليغا بحصد اللقب مع البارسا 6 مرات، مقابل 3 مرات لرونالدو مع الريال واليوفي.
الكرة الذهبية
تظل الجوائز الفردية الأكثر إثارة للجدل، خاصة أن معايير الاختيار ليست واضحة لدى الجميع، وما إذا كانت تتعلق بالأداء والمهارة الفردية، أو بالمشاركة المؤثرة في تحقيق البطولات الجماعية، أو أنها تبتسم للأكثر شعبية، وعلى أي حال تفوق ميسي في السنوات العشر الأخيرة على رونالدو بفارق كرة ذهبية، حيث حصدها ليو 5 مرات أعوام 2010 و2011 و 2012 و2015 و2019، فيما حصل عليها رونالدو 4 مرات أعوام 2013 و2014 و2016 و2017، وذهبت الجائزة مرة واحدة في السنوات العشر للاعب آخر وهو لوكا مودريتش.
الحذاء الذهبي
من بين 10 نسخ للتنافس على الحذاء الذهبي الأوروبي، خلال السنوات العشر الماضية، حصل ميسي ورونالدو على الجائزة 8 مرات، وخطفها لويس سواريز عامي 2014 و2016، وهي أقرب ما تكون إلى الصراع على الكرة الذهبية بين النجمين، ويتفوق ميسي بصورة واضحة في هذا الصراع بفوزه بالحذاء الذهبي 6 مرات أعوام 2010، و2012، و2013، و 2017، و2018، و2019، أما النجم البرتغالي فقد ظفر بها 3 مرات، وتحديداً في أعوام 2011، و2014 و2015، ويحسب للنجم الأرجنتيني استمراره في التوهج.
التحدي الدولي
على مستوى المنتخبات، يتفوق رونالدو بصورة واضحة على ميسي، فقد لعب النجم البرتغالي أحد أدوار البطولة في تتويج البرتغال بلقب يورو 2016 في فرنسا، وهو الإنجاز القاري الأكبر على مستوى المنتخبات، كما قاد البرتغال للفوز بدوري أمم أووربا 2019، وهو الملهم للمنتخب البرتغالي، سواء في التأثير على جماعية الأداء والإنجاز، أو بالنظر إلى دوره التهديفي، خاصة أنه الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، وفي المقابل استمرت العقدة، لم ينجح ميسي في إهداء الأرجنتين أي لقب قاري أو عالمي في السنوات العشر الأخيرة، رغم تعدد المشاركات في كوبا أميركا وكأس العالم.