فكان نتاجهم العديد من اللوحات التي احتضنها فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيلين، فكان لنا وقفة مع رئيس الفرع الفنان أميل فرحة ليحدثنا عن هذا المعرض قائلاً: (إنه معرضنا الدوري للهواة الذي نقوم به سنوياً في صالة اتحاد الفنانين التشكيلين، وقد تميز المعرض هذا العام بالإقبال الكثير من المشاركين، حيث تجاوز عددهم 55 مشاركاً، وبلغ عدد الأعمال 105 لوحات، وتفاوتت أعمار المشاركين بين 13 سنة و70 سنة، ومن الملفت للنظر وجود مستويات متفاوتة، حيث يعتبر المعرض المنفذ الوحيد للهواة من خلال الاتحاد، نحاول من خلاله إعطاءهم جرعة أمل، ويأتي المعرض ضمن خطة الاتحاد لتشجيع المواهب والهواة، واستمرار الحركة التشكيلية في حمص، ويقام مرة واحدة بالعام، تتراوح مشاركة كل فنان بين لوحة واحدة وثلاث لوحات، ونلاحظ أن أغلب المشاركين يميلون للمدرسة الواقعية، والتنوع الكبير بالموضوعات فنجد الخط العربي والعجمي والألوان المائية والزيتية..
ويشدك عند دخولك لوحتا بورتريه رسمتا بالرصاص بدقة عالية للهاوية طالبة الأدب الإنكليزي إيناس البوز، أما المشاركة هاجر عيشة فشاركت للمرة الأولى في المعرض بلوحات بورتريه لفنانين أجانب واستخدمت الحبر والفحم والرصاص، وأما اللوحة الثالثة فاستخدمت الألوان الزيتية، حيث لم تمنعها دراسة الطب عن الاهتمام بهوايتها، ونجد في ركن آخر موهبة من نوع آخر فتبدع طالبة الكيمياء أسماء النجار برسم لوحتين استخدمت فيهما الحروف العربية لرسم آلة العود بمحاولة للعودة للأصالة العربية، أما المعلمة إيفون دبور فشاركت بلوحتين جسدت فيهما الطبيعة وراقصة الباليه وعبرت عن سعادتها بالتعرف على تجارب أخرى..
وتحدث الرسام رامز السليم عن مشاركة ابنته نايا بلوحتين، وتحدث عن إعجابه بمستوى المشاركات، حيث وجد لوحات فنية متميزة تنبئ عن جيل من الفنانين التشكيلين الذين سيرفدون الحركة التشكيلية، أما طالبة الثانوية غاردينيا الياسين فشاركت بلوحة واحدة بالرصاص سكبت فيها جمال روحها، وجاءت من حماة سارة عيسى لتشارك بلوحتين تناولت الطبيعة بعنفوانها حاملة تجربتها لتستفيد من تجربة زملائها وتطلعهم على تجربتها، أما المهندسة المعمارية ديانا مكي فبدا تأثرها واضحاً بعملها من خلال دقة خطوطها المتوازية وتكرارها، برمزية التعايش في سورية بين الأديان فرسمت الجامع والكنيسة بلون واحد وهو الأسود، أما رؤى حنا ماجستير رياضيات فشاركت بلوحة واحدة رسمت الطبيعة بأسلوب واقعي لتهرب من جمود الرياضيات وتحلق في سماء الفن حيث ركزت على الألوان الدافقة التي تعطي الحياة، سارة الخطيب طالبة الأدب الإنكليزي ترسم البورتريه وتغوص في التفاصيل...
وأخيراً: تميز المعرض بالحضور اللافت وتنوع المدارس والأساليب وتفاوت الأساليب من الهاوي المحترف الذي أبهرنا إلى الهاوي الذي ما زال يحبو ويحاول التعلم، مع التأكيد على أهمية هكذا لقاءات في تنشيط الحركة الفنية.