ولكي تحاول إنقاذ إرهابييها وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري في الميدان فإن منظومة العدوان بقيادة واشنطن أوعزت لقواعدها وقواتها المحتلة في منطقة التنف بإرسال طائرات مسيرة لقصف منشآت نفطية سورية، وبالتوازي مع هذا العدوان أوكلت لأداتها الإرهابية (الكيان الإسرائيلي) بضرورة إتمام المهمة عبر عدوان آخر، فأطلق هذا الأخير مجموعة من الصواريخ الخائبة على دمشق وريفها.
ومع أن العدوان الذي تشنه منظومة الإرهاب على سورية يتصاعد أفقياً وعمودياً، وعلى كل المستويات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وعبر تفعيل العقوبات مثل إقرار ما يسمى قانون (قيصر) الأميركي، وعبر العدوان المباشر على وحدة سورية وسيادتها، وسرقة منظمة لثرواتها، وعبر محاولة استغلال الأوضاع الإنسانية لتحقيق أجنداتها، فإن الصمود السوري أفشل مخططات المنظومة وأدخل مشاريعها في عنق الزجاجة.
لكن اللافت أن واشنطن وأدواتها لم يتعظوا بعد من دروس هزائمهم ومازالوا يمارسون الضغط والترهيب بحق السوريين للموافقة على شروط أميركا للحل الذي يتناسب مع طموحاتها الاستعمارية، وعلى أحلام النظام التركي الواهية في إجبار أهلنا في الجزيرة على ترك منازلهم وأراضيهم وتهجيرهم من المنطقة في إطار محاولة قوات الاحتلال التركي إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة وتفريغها من أهلها لتحقيق الأجندات العثمانية الأردوغانية المشبوهة.
هكذا تواصل واشنطن ورعاة الإرهاب الجرائم بحق السوريين بدم بارد، فيسابقون الزمن لقطع الطريق على انتصارات الجيش العربي السوري على التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ويوسعون من دائرة احتلالهم للأراضي السورية علها تساعدهم في رسم خيوط مؤامراتهم الانفصالية أو تغيير البنية الديمغرافية للسكان لخدمة الأجندات الاستعمارية.
وبهذه الطرق يستمر العدوان الأميركي التركي الإسرائيلي وبعض أدوات واشنطن الإقليمية على سورية لعرقلة جهودها في القضاء على الإرهاب، ولاسيما تنظيم جبهة النصرة المصنف على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية، دوم أن تدرك هذه المنظومة أن الشعب السوري وجيشه الوطني قرروا تحرير أرضهم من الاحتلال والإرهاب مهما بلغت التضحيات، وما يجري من دحر للإرهاب خير شاهد على انتصار إرادتهم الحرة.