مشكلات كانت قيد الرصد والاجابة!
مهندسون فاشلون
استوقفنا مجموعة من الشباب لمعرفة رأيهم بطبيعة دراستهم وعما سيفعلونه بعد التخرج وبعد طرح اسئلتنا ظهرت عليهم علامات اليأس مباشرة، وقالوا:الهندسة الزراعية غير مرغوبة اجتماعيا على الرغم من اهميتها فالكثير من الاستراتيجيات متعلقة بأهم المواد الغذائية لدينا، ولكن ينظرون الينا نظرة مغايرة لاتقارن بنظرتهم لباقي الهندسات، حتى الاساتذة يقولون لنا: ستكونون مهندسين فاشلين، والسبب ان معظم الطلاب يصلون للسنة الخامسة ولايميزون شجرة اللوز عن الجوز وبعيدين كل البعد عن الواقع العملي وكل ما نأخده بالمواد النظرية ليس له علاقة بالواقع. والطالب الذي يعيش في الريف خبرته افضل من طالب المدينة لأنه على احتكاك مباشر مع الطبيعة والزراعة لهذا لا بد من تعلم الاساسيات منذ السنوات الاولى لنتمكن من تطبيقها على ارض الواقع وحسب مايقول لنا اصدقاؤنا الخريجون من بريطانيا ان الطلاب منذ السنوات الاولى يعرفون التقليم والحفر والتطعيم وكل انواع الاشجار..
اضافة لهذا ان الطلاب في الكليات الهندسية الاخرى يتعاملون مع اشياء جامدة بينما طلاب الزراعة يتعاملون مع اشياء حية تتغير مع تغير الظروف والفصول وتحتاج للمتابعة والمقارنة ومعرفة كل مراحلها.. وهذا كله يتعلق في طريقة التعليم المتبعة والتي تتصف بالجمود احيانا..ولكي يجتهد الطلاب اكثر يجب ان تكون العلامة العظمى 70 للعملي و 30 للنظري..
لماذا ألغيت «هندسة»؟
والامر الاهم الذي يشغل تفكير هؤلاء الطلاب هو سبب إلغاء كلمة هندسة عن اللوحة الاساسية الموجودة على واجهة بناء الكلية، ويتساءلون: هل يعني هذا انه لن يقال عنهم مهندسون، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى هل يعني هذا ايضا عدم تمتعهم بكافة الامتيازات التي يأخدها المهندس سواء بالتعيينات و و... ويضيفون ان هذه القصة سببت لهم مشكلة بين نظرة الناس لهم ويشعرون بأنهم مظلومون.
فلاح مثقف
ويعانون من الثقافة السائدة في المجتمع ولاسيما في الريف اذ معظم الناس ولاسيما الفلاحين يستنكرون من الذهاب الى مهندس زراعي واستشاراته في امور الزراعة لانهم يعتبرون انفسهم افضل منه وخبرتهم تغنيهم عن سؤاله واخذ نصيحته ويعتبرونه فقط فلاحاً مثقفاً. وعلى عكس المهندسين من اختصاصات اخرى يأخدون مكانتهم بين الناس ولا مشكلة لديهم..
غير محببة للفتيات
وحسب رأي الفتيات اللواتي تحدثنا إليهن ان دراسة هذا الفرع صعبة جدا ولاسيما الدروس العملية التي تتطلب جولات ميدانية في البساتين والحقول وتحتاج للعمل في الزراعة والبستنة وتقليم الاشجار وهذا يصعب على فتاة المدينة مقارنة بفتاة الريف اضافة الى ان معظم الفتيات دخلن هذا الفرع من دون رغبة وكن يفضلن هندسات اخرى وصعوبة ايجاد عمل مناسب بعد التخرج يجعل دراسته غير مرغوب بها ومعظم الفتيات ستحاول العودة الى مهنة التعليم في المدارس بعد دراسة خمس سنوات.
نسبة الرسوب مرتفعة
وبعيدا عن النظرة الاجتماعية وبالعودة الى مشكلات طلاب السنة الاولى ان نسبة الرسوب كانت مرتفعة جدا ويقولون السبب كثرة اعداد الطلاب المقبولين في السنة الاولى لان معدلات القبول انخفضت، ففي احدى المواد التي قدمت في الامتحان كان عدد الطلاب الراسبين 800 طالب اضافة الى العدد الاساسي350 طالبا والذي سيشكل عبئا على سير العملية التعليمية وعلى الدكتور المادة.
تحديد للاختصاصات
واخرون يطالبون بوضع نظام معين لتحديد الاختصاصات بسبب تغيير النظام كل عام فهم قلقون حيال هذا الموضوع ومعظم الاختصاصات التي حددت في السنوات السابقة كانت حسب المعدل مرة وحسب المواد المحمولة مرة اخرى.. ويتمنون ان تكون الاختصاصات حسب رغبة كل طالب. لان الطالب سيتفوق في الاختصاص الذي يريده ويرغب في دراسته على عكس ماقد يحصل في حال دخوله الاختصاص الذي يكرهه ولايريده...وأكثر معاناتهم حسب قولهم هي نسب النجاح المنخفضة جدا والتي لاتتناسب مع جهودهم ومواظبتهم في دروس العملي والنظري طوال شهور الدراسة ما يجعلهم متأكدين ان هناك مشكلة بالتصحيح وعدم اكتراث الاساتذة لجهد الطالب والاستخفاف بمعلوماته وبورقته الامتحانية.
هذا بالاضافة لكون مناهجهم كثيفة جدا وكتبهم ضخمة وكل مادة تقسم على عدد من الدكاترة لاعطائها، ، فكيف يصعب تحمل عبء مادة واحدة على الدكتور ويسهل ذلك على الطلبة، مضافا الى ذلك المشكلات التي تتمخض عن هذا الاسلوب في شكل الاسئلة ووجهة نظر كل دكتور حيال الاجوبة.
وعلى سبيل المثال في مادة العضوية ومادة الكيمياء العامة التحليلية نسبة الرسوب دائما عالية جدا والكثير من الطلاب يتوقف نجاحهم وترفعهم على هاتين المادتين ومع ذلك العلامة الدارجة هذه الايام هي 58 أو 59 فهل عجز الطالب عن علامة واحدة لنيل النجاح بالمادة.
مصروفنا يذهب مواصلات
مشكلة المواصلات تبدو في مقدمة الهموم بالنسبة لطلاب الزراعة لكون مبنى الكلية بعيدا عن المدينة وفي موقع بعيد حتى عن الشارع الرئيسي للسير.
فقد اكد عدد كبير من الطلبة ان غالبية مصروفهم يدفعونه اجور نقل من والى الكلية، ويقولون: كان هناك باصات خاصة لنقل الطلاب الى منطقة البرامكة والحياة والكراجات ومن هناك يستطيع الطالب التنقل بسهولة للوصول الى مسكنه وبالعكس، لكن حاليا ألغيت هذه الباصات واصبح هناك باص واحد يقوم بمهمة ايصال الطلاب فقط الى مفرق العدوي اي مسافة واحد كيلومتر، علما انه حتى في هذا المكان من الصعب على الطالب ايجاد وسيلة نقل عامة.
وبالاضافة لكل ذلك وتحت ذرائع متعددة يضعها سائقو الباصات حتى لا يحملون الطلاب الى المفرق هذه المسافة القليلة نجد ظهور باصات نقل خاصة «سيارات اجرة» يدفع لها الطالب 10 ليرات لايصاله الى المفرق فقط.
مواد إضافية
نتيجة للقرارات الضخمة جدا والكثيفة والمتشعبة يضجر الطلاب من مواد يجدونها اضافية لاتمت بصلة الى طبيعة دراستهم مثل الرياضيات والاحصاء ودراستها تعتمد على البصم لضرورة النجاح.
حاضر وغائب
وهناك جملة من القضايا الهامة التي تمت الاشارة اليها مثل التشويش الذي يمارسه بعض المراقبين اثناء الامتحانات بحديثهم المستمر عن انتهاء الوقت وسيرهم بين المقاعد وخاصة المراقبات اللواتي يلبسن كعوباً عالية ولها صوت عال.
ومثل علامة الستين التي اصبحت عبئاً على الطالب مع مطالب ضرورية مثل وجود مكبر صوت داخل المدرجات الكبيرة باعتبار اغلب الاساتذة صوتهم خافت ولايصل الصوت او اللفظ الى الطلاب في المقاعد الاخيرة.وايضا شاشات عرض «أجهزة عارضة» ضمن قاعات العملي فما هو موجود اصبح قديما وبالكاد تظهر عليه الصورة وهذه النواقص تجعل الكثير من الطلاب الحاضرين في القاعة كأنهم غير موجودين فيها.
مراكز التصوير قليلة
في كلية يفوق عدد طلابها الـ 2000طالب بكثير لا يوجد سوى جهازين للتصوير اذ ينتظر الطالب مايقارب الساعتين ليتمكن من تصوير محاضرة او ورقة ومع التدفيش والتنكيل والانتظار الطويل لايوجد حاجز يفصل ويخصص مكان لوقوف الطالبات ومكان لوقوف الطلاب؟
تغيير الاسم لن يؤثر
بناء على ماتقدم من شكاوى وتساؤلات من الطلاب توجهنا الى عميد الكلية الدكتور حمزة بلال بداية عن اسباب إلغاء كلمة هندسة اجاب قائلا: تخوف الطلاب من هذا ا لموضوع في مكانه لان كلمة مهندسين تعني لهم الكثير اجتماعياً، لكن في اللوائح الداخلية للكلية التي صدرت سابقا ولاحقا تقول كلية الزراعة فقط، لكن في فترة من الزمن تم تغيرها من على بناء المدخل وكتبوا كلية الهندسة الزراعية ونحن عند تجديد المدخل عدنا الى ماكنا عليه فقط، والطالب الذي يتخرج منها هو مهندس زراعي وبنفس اليوم الذي يأخد وثيقة تخرجه يعتبر عضوا في نقابة المهندسين الزراعيين ولا علاقة له بسنوات الدراسة ايضا وهي حاليا خمس سنوات وسابقا كانت اربع سنوات واسمها كلية الزراعة.
وعن انخفاض معدلات القبول قال: المعدلات تختلف من سنة لاخرى حسب المفاضلة التي تجري بوزارة التعليم العالي والهدف زيادة الاستيعاب لهذا أخذنا المستوى الادنى للعلامة، وهذا لصالح الطالب والموضوع نسبي بمدى تأثيره على نسبة الرسوب لان الطالب الذي مجموعه 180 عندما يدرس قد يتفوق على الطالب الحاصل على مجموع قدره 220 والموضوع جهد شخصي اضافة الى الظروف النفسية التي يتعرض لها طالب البكالوريا والعلامة التي يأخدها لا تعطي مستوى الطالب الحقيقي في كل الاوقات، اضافة الى ان الزراعة متخصصة باتجاه ما وربما تجعل من هؤلاء الطلاب متفوقين وضمن منافسة شريفة وحسب نتائجنا كانت لدى بعض الطلاب معدلات متواضعة حققوا نتائج جيدة في الجامعة لهذا نعتبرهم شريحة واحدة متجانسة الى حد ما و ضمن هامش معين من العلامات لايغير من السوية.
أما عن موضوع تغيير الاختصاصات كل سنة فقال: بقرار مجلس كلية كل سنة تحدد طريقة فرز الطلاب للسنة الثالثة من اجل التخصصات ومن خلال تجربتنا والثغرات التي وجدناها خلال السنوات السابقة نقوم بالترميم بشكل نحقق الاهداف من هذا التخصص، فإذا أدخلنا المعدل في الاختصاص كمثال نجد ان الكثيرين يفضلون تخصصات معينة حسب مايسمعونه عنها ولهذا يتم فرز الطلاب الجيدين للتخصصات الافضل وهكذا نحاول مناقشة تلك الامور لاتخاذ القرارات المناسبة لفرزهم وكنوع من الخلط نضع في كل قسم معدلات عالية واخرى منخفضة وبالمقابل كل طالب يضع 9 رغبات و99 من الطلاب يأخذون الرغبة الاولى حتى الثالثة ونلاحظ ان الفرز لا يتناقض كثيرا مع رغبات الطلاب.
نحرك الباصات وفق برنامج
وحول موضوع المواصلات قال: نحن لدينا عدد معين من الباصات نحاول من خلاله تخديم الطلاب بشكل يومي، وقد خصصت الجامعة باصات فقط للعاملين في الكلية ولكن باعتبارنا نعلم ظروف الكلية البعيدة عن النقل العام لذلك يعمد الباص بطريقه الى ايصال الطلاب الى المفرق واحيانا الى البرامكة وبالعكس..
ونحن لدينا برنامج لتحريك الباص مثلا: في الساعات الاولى الثلاثة من النهار يخرج الباص في جولات مكثفة كل ربع ساعة، كل نصف ساعة يصل الى مفرق العدوي والى الكراجات. وبعد الساعة 11 حتى الثالثة نخفف من حركة الباص ليعود في حركة مكثفة من الثالثة حتى الساعة السادسة موعد انتهاء الدوام، ولكن هذا في الايام العادية، لكننا خلال الشهر الماضي كنا في ظروف امتحانية.
لامشكلة
وبخصوص عدم وجود مكبرات صوت في المدرجات واجهزة العرض في القاعات يؤكد: ان المدرج يتسع من 250 الى 300 طالب ولكن حتى الطالب الاخير يمكن ان يسمع بوضوح، والضغط الطلابي على هذه المدرجات يكون في السنة الاولى والثانية لكن باقي السنوات يتحول الطلاب الى القاعات التي سعتها 30 طالبا، ومع ذلك لامشكلة لدينا يمكن ان نضع مكبراً للصوت، والامر نفسه بالنسبة لأجهزة العرض حيث انها موجودة ففي كل قسم يوجد 5 اجهزة وهي تخضع لصيانة مستمرة بالاضافة لكون استاذ المادة يشرح على السبورة ويرسم عليها هو يضع نفس الصور على الشاشات المكبرة، قد يجوز حدث ذلك في بعض القاعات بسبب خلل معين..
تابعة لاتحاد الطلبة
ثم كان لعميد الكلية وجهة نظر خاصة حول موضوع مراكز التصوير قائلا: بانها اتت بلوة الى الكلية وليست ضرورية وان وجودها يؤثر على العملية التعليمية بشكل واضح، وهي تخدم الطلاب الذين لايرغبون بحضور المحاضرات فيحصلون عليها عن طريق هذه المراكز وعمليا الطالب الذي يتابع المحاضرة بنفسه والذي يقرؤها من الكتاب يستفيد اكثر من الطالب الذي يتلقاها من شخص قام بكتابتها.
ومع ذلك ان هذه المراكز تابعة لاتحاد الطلبة وليست للكلية فهناك عقد بينها وبين الاتحاد ليس لنا علاقة بها، الا اذا خالفت في بعض النواحي.
وبقي ان يوضح لنا سير عملية المراقبة مؤكدا ان الامتحانات في كلية الزراعة متميرة عن كل الجامعات فالقاعات واسعة وعدد المراقبين كبير ومناسب، وكل مراقب يجلس في مكانه ولم يحدث سابقا ان تحدث احد حول مشكلة مع المراقبين لكن نحن نحاول المتابعة لان الامر بالنهاية سلوك شخصي والامتحان يجب ان يكون له احترامه.