تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيسنجر: الصينيون لا يثقون بنا

لوفيغارو
ترجمة
الخميس 11-2-2010م
ترجمة: سهيلة حمامة

بعد رحلة إلى جمهورية الصين الشعبية عرج الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر على باريس، والتقى مندوب صحيفة الفيغارو، وكان هذا الحوار:

 ما رأي أعضاء الحكومة في الصين في مواجهة الأزمة المالية الدولية التي نشأت في أميركا صيف 2008؟‏

  سأعطيكم رأيي الشخصي كمراقب مطلع ثمة دوما اختلافات مهمة في وجهات النظر السياسية بين الصينيين والأميركيين، علما أنها ليست خطرة ولا تهدد السلام العالمي، لكنها موجودة، وتتم إدارتها بعلاقات دبلوماسية مكثفة، ووجود العديد من مجموعات العمل بين بلدينا.‏

الصينيون لا يثقون بالولايات المتحدة في إدارة القضايا السياسية الكبرى في العالم، يلاحظ أن الأيديولوجية لها حصة كبرى في الطريقة التي يتصور بها الأميركيون العلاقات الدولية، وبالمقابل وتحديدا قبل الأزمة المالية كان الصينيون يصفوننا بالجدية، ويمكن الاعتماد علينا في مجال المال والاقتصاد، كانوا يثقون بنموذجنا ويودون تقليده.‏

ولعل عنف الأزمة وعدم المسؤولية التي أظهرتها مؤسسات الدون ستريت قد أدهش وصدم الصينيين، لقد خيبنا ظنهم، لقد خزنوا خسائرهم ولكنهم لن يثقوا بنا أبداً في مجال المال، إنه التغير الكبير وبما أنهم براغماتيون أدركوا أنه يجب إدارة هذه الأزمة بالتعاون معنا للحد من الأضرار على الاقتصاد الحقيقي لبلدينا، إنهم يأخذون بعين الحقيقة أن معظم احتياطاتهم الضخمة للتبادل هي بالدولار، إن صادراتهم السلع التجارية إلى أميركا تبقى حيوية لبقاء صناعاتهم، قام القادة الصينيون بإدارة هذه الأزمة بالتعاون مع نظرائهم الأميركان خلال العام الماضي وسيستمرون بذلك لكن لم يعد الحال كما كان سابقا.‏

 هل تلمحون إلى ما صرح به مدير البنك المركزي في الصين بداية العام الحالي بأن الدولار لم يعد نقد الاحتياط العالمي؟‏

  من الواضح أن الصينيين لايريدون سيطرة الدولار على الاقتصاد العالمي إنهم لا يملكون الحل بعد ويعلمون أن ذلك لا يتعلق بهم وحدهم لكنهم يتحلون بالصبر ومعتادون على مواجهة التحديات إنهم دائما يعملون بتأن وبشكل تدريجي.‏

 في كتابه الشهير صراع الحضارات تنبأ هنتنغتون أن اليابان ستصبح قوة رائدة في آسيا، إلا أننا شهدنا عام 2000 إعادة اصطفاف اليابان خلف أميركا فهل أخطأ هنتنغتون؟‏

  في الانتخابات الأخيرة التي جرت في اليابان خسر الحزب الليبرالي الديمقراطي خسارة كبيرة والذي حكم البلاد بالفعل دون انقطاع منذ الحرب الكورية، إنه تغيير جوهري، مع أنها حذرة وتتصف بالمجاملة ظاهرياً، فإن تصريحات الحكومة اليابانية الجديدة (كسحب المساعدات العسكرية اليابانية للحرب في أفغانستان، وإعادة النظر في وضع القواعد الأميركية في أوكيناوا) تشير إلى اتجاه قوي نخطئ بالاستهانه به أو التقليل من شأنه، يبدو لي أن زمن الاصطفاف المباشر لليابان خلف أميركا قد ولى.‏

 مارأيك بالنسبة للسياسة الجديدة لبلادك تجاه إيران؟‏

  إيرن أمة عظيمة عندما كنت وزيرا للخارجية كانت تربطنا علاقات وثيقة معها نظرا لأهميتها الكبرى في توازن الشرق الأوسط برمته. في خطابه بمناسبة العام الجديد الإيراني الموجه إلى الشعب الفارسي والقادة في طهران ،كان الرئيس أوباما مصيبا بالأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة الجيوسياسية بالتعبير عن احترامه للأمة الإيرانية العريقة، اقترح أوباما بشجاعة وصدق إقامة حوار الند للند مع إيران، فهل سيصافح القادة هناك اليد الممتدة لأميركا؟‏

 بالنسبة لروسيا، ماذا عن موقف أميركا إزاءها منذ سقوط جدار برلين؟‏

  ولقد أخطأنا لأننا أحيانا لم نحترمها، فعندما يكون لديك شريك استراتيجي، وفي وقت معين يصبح تاريخه أكثر ضعفا لأسباب داخلية، فمن الخطأ التعامل معه بفظاظة لم نقدر فعلا الاذلال الذي شعرت به النخبة والشعب الروسي بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، أعتقد أن إدارة أوباما أصابت عندما أقامت الحوار على قدم المساواة مع روسيا لكننا لا نقبل بالتجاوزات كما حصل مع الجيش الروسي تجاه جيورجيا عام 2008.‏

 هل توافق إذا على المفاوضات الحالية بين واشنطن وموسكو للتوصل إلى خفض جوهري للترسانات النووية الاستراتيجية؟‏

  نعم، لكنني أعتقد أنه في مجال نزع الأسلحة النووية يجب ألا نكون ساذجين، نزع السلاح بشكل عام ليس من أجل الغد.. إنها قضية عدة أجيال.‏

 مارأيك بالحرب الدائرة في أفغانستان؟‏

  الحرب في أفغانستان حرب أميركية في الأساس وللتوصل إلى فرض الاستقرار كحد أدنى يننغي بذل جهود مشتركة مع دول الجوار كروسيا، الصين، الهند، الباكستان وإيران.‏

 في قلب الإدارة الجمهورية الأخيرة تمتع المحافظون الجدد بنفوذ كبير، مارأيك بهم؟‏

  إن لديهم شكلاً من المنطق التروتسكي إنهم لا يفرقون بين السياسة الداخلية والخارجية، عيبهم الكبير النظر إلى العالم ليس كما هو وإنما كما يحلمون أن يكون!؟‏

 فرنسا عارضتهم بشدة عام 2003 ، هل تعتقد أن لها دوراً هاماً بعد في العلاقات الدولية؟‏

  نعم أعتقد ذلك بصدق فرنسا أحد البلدان القلائل التي لديها فكر استراتيجي شامل، يستند إلى ديكارتية طبيعية أكن إعجابا كبيرا بالجنرال ديغول، رغم أنني لست دوما متفقا معه بالنسبة للخيارات الاستراتيجية التي اتخذها العالم بشكل عام وأميركا حضورا بحاجة دوما إلى صوت فرنسا التي تعبر بحرية واستقلالية وديكارتية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية