وقال الرئيس البشير بعد مباحثات أجراها مع نظيره التشادي في الخرطوم ان السودان وتشاد طويا نهائيا صفحة المشاكل بينهما مؤكدا ان الخرطوم على استعداد لتطبيع العلاقات مع نجامينا.
وكانت العلاقات بين السودان وتشاد جيدة نسبيا مع بداية النزاع في اقليم دارفور قبل سبع سنوات ولكنها اخذت في التدهور اعتبارا من العام 2005 عندما بدأ كل منهما في دعم المتمردين المناهضين للاخر لاسباب مختلفة.
ووقع البلدان عدة اتفاقات لتطبيع العلاقات، غير انها ظلت حبرا على ورق خصوصا اتفاق عدم الاعتداء في دكار في اذار 2008. وكانت آخر الاتفاقات تلك التي وقعت في نجامينا منتصف كانون الثاني الماضي والتي سميت اتفاقية «تطبيع العلاقات» تتضمن ملحقا اطلق عليه «بروتوكول تأمين الحدود» يقضي بنشر قوات مشتركة في المنطقة الحدودية.
واوضح الرئيس السوداني ان مشروعات تنموية مشتركة ستقام في المنطقة الحدودية من اجل مساعدة الشعبين اللذين تضررا من الحرب الاهلية في دارفور. كما أكد الرئيس التشادي ان التهدئة وحدها لا تكفي والاتفاقات والبروتوكولات وحدها ايا كانت مواصفاتها، لا يمكن ان تعيد الثقة ما لم يكن هناك جهد سياسي.
وقال وزير الخارجية السوداني دينق ألور للصحافيين إن محادثات ديبي في الخرطوم ناقشت الملفات كافة ومن بينها تطبيع العلاقات ونشر قوات مشتركة على حدودهما لمنع نشاط معارضيهما مشددا على أن زيارة الرئيس التشادي التي وصفها بـالتاريخية، سيكون لها تأثير إيجابي قوي على المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية بين الحكومة وحركات دارفور المسلحة والتي لا تزال تراوح مكانها.
وحسب مصادر مطلعة، فقد ناقش الرئيسان مساعدة بعضهما في التوصل إلى اتفاق مع معارضيهما، إذ تملك الخرطوم نفوذاً على تحالف المعارضة التشادية وتستضيف أكثر من خمسة آلاف من مقاتليه في دارفور، كما تربط نجامينا علاقة وثيقة مع زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها أيضاً الرئيس ديبي.
من جانبه، اعتبر الموفد الاميركي الى السودان سكوت غريشن ان تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان يمكن ان يضع حدا لما دعاه انعدام الامن في دارفور، ويعطي دفعا جديدا لعملية السلام في الدوحة حيث ستبدأ حركات تمرد مفاوضات مباشرة خلال اسابيع مع الحكومة السودانية.
ويشهد السودان في نيسان المقبل اول انتخابات تعددية منذ العام 1986. ولكن حركات التمرد في دارفور تقاطع هذا الاقتراع الذي لم يكن بوسعها في كل الحالات المشاركة فيه ما لم تضع السلاح وهو شرط منصوص عليه في القانون الانتخابي.
وخلافا للمتمردين الدارفوريين المدعوين لمفاوضات سلام، فان المتمردين التشاديين الموجودين في دارفور لا يشاركون في اي عملية سياسية لانهاء النزاع بينهم وبين النظام التشادي.
واعلن غريشن ان الولايات المتحدة تدعم اي عملية يمكنها ان تجعل المتمردين التشاديين خارج المعادلة، وتساهم في سلام دائم في دارفور معتبرا أن أحد الخيارات المطروحة هو تفكيك المعارضة التشادية.
غير ان الرئيس ديبي دعاهم الثلاثاء من الخرطوم الى العودة الى البلاد والمشاركة في الحياة السياسية متعهدا بتوفير كل الضمانات الامنية لهم.
وستجرى انتخابات تشريعية في تشاد في تشرين الثاني المقبل تليها انتخابات رئاسية في نيسان 2011. لكن محمد نوري احد قادة المعارضة التشادية المسلحة اتهم ديبي بأنه يتعامل مع المعارضة كمرتزقة معتبرا ان المصالحة بين تشاد والسودان لن تجلب شيئا لهذه المعارضة.