إيران التي لم تتوقف كثيرا عند التهديدات الغربية، بدأت عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمئة ، وان كانت تركت الباب مفتوحا للمفاوضات ورمت الكرة من جديد في الملعب الدولي بعد أن أعلنت قبولها مبادلة اليورانيوم المنخفض التخصيب بآخر عالي التخصيب كما صرح وزير الخارجية منو شهر متكي في ميونخ بألمانيا قبل يومين، ولكن وفق شروط منطقية .
وفي معرض اعلانه عن بدء عمليات إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة، قال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبرصالحي ان هذه السلسلة ستنتج 3 إلى 5 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة في الشهر لمفاعل الأبحاث في طهران ما يمثل ضعف حاجتنا .
وبررت طهران هذا القرار بعدم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة الدول الست من أجل تسليمها الوقود النووي الذي تحتاج إليه لمفاعل البحث الطبي في طهران .
وعمليات التخصيب الجديدة بدأت بإشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، في رسالة واضحة تشير إلى أن ايران لن تخرج عن إطار عمل الوكالة الدولية بهذا الشأن .
واعتبرت طهران زيادة نسبة التخصيب أمراً طبيعياً ولا يتعارض مع استعدادها لمبادلة الوقود النووي كما أن التخصيب يندرج ضمن حقوق إيران في إطار الأنشطة النووية السلمية .
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن الأنشطة النووية الإيرانية تجري وفقا لحاجة البلاد ، موضحا أنه في حال أعيق عمل مفاعل الأبحاث في طهران سوف يواجه نحو 850 ألف مريض مشاكل تأمين الأدوية لهم ، لكنه أشار إلى أن بلاده ربما تبقى على مستوى تخصيبها لليورانيوم بنسبة 3,5 بالمئة إذا ما قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتأمين الوقود النووي لإيران .
وجاءت الخطوة الإيرانية هذه بالتزامن مع إعلان طهران عزمها بناء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم بدءا من آذار المقبل في عملية توسع كبرى لبرنامجها النووي .
إعلان إيران رفع درجة تخصيب اليورانيوم أثار ردود فعل متباينة مابين مطالب بالإسراع بفرض عقوبات جديدة ومناشدات بالعمل على حل الأزمة دبلوماسيا.
وأول رد فعل على القرار الإيراني جاء من ( إسرائيل ) رأس الحربة في التحريض على ضرب المنشآت النووية الإيرانية . وسارع نائب رئيس الحكومة سلفان شالوم للمطالبة بفرض عقوبات مشددة على إيران حتى لو عارضت روسيا والصين ذلك ، فيما اعتبرت الولايات المتحدة القرار بأنه يمثل خطوة استفزازية وتحدياً سافراً لقرارات مجلس الأمن على حد قول مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس باراك أوباما ، وذلك بعد أن حث وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس المجتمع الدولي على الوقوف صفا واحدا للضغط على إيران .
وفي حين عبرت الحكومة البريطانية عن قلقها العميق، دعا وزير الدفاع الألماني لتشديد العقوبات قائلا ان صبر بلاده بدأ ينفد .
أما وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير فقد أعلن أن المشاورات جارية لضمان توافق كامل بين الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران تستهدف قطاع الطاقة ، فيما دعت موسكو التي سبق أن عارضت فرض عقوبات على إيران لتوجيه رسالة إلى طهران تفيد باحتمال تشديد العقوبات عليها .
أما الصين فما زالت على موقفها المعارض للعقوبات ودعت على لسان المتحدث باسم خارجيتها ماز هو شو إلى مواصلة المفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق .
في هذا الوقت، أعلنت إيران بمناسبة احتفالاتها بالذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة عن اطلاق جيل جديد من طائرات الاستطلاع دون طيار ، وأزاحت الستار عن طائرة جديدة لا يكشفها الرادار ، وأعلنت كذلك انها ستكشف قريبا عن نظام دفاع جوي مصنع محليا له نفس قدرة نظام ( اس 300) الروسي المضاد للطائرات .
وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد دشن بمناسبة الاحتفالات 1230 مشروعا جديدا في قطاعات التربية والتعليم والرياضة في مختلف أنحاء البلاد ، وقال : إن القوى الكبرى لن تستطيع وقف النهضة والتقدم الذي تشهده إيران مهما وضعت من عقبات في طريقها .