تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مركز تبادل نهر عيشة (كـــــراجــــات).. القــــرارات المتســــرّعــة وعشـــــــوائية التخطيـــــــط .. تولـّـــــد الارتبــــــاك

تحقيقات
الخميس 11-2-2010م
ميساء الجردي

«نقل جماعي محترم» عبارة مدوية تكرر سماعها من قبل المعنيين بحل أزمة النقل والسير، إلا أنها لا تتناسب مطلقا مع المشهد الواقعي الذي يعيشه الناس هذه الايام في مركز تبادل السيدة عائشة،

رغم ان هذا القرار خطوة لها أهميتها ضمن استراتيجية الحلول التي وضعتها الوزارة منذ اكثر من عامين، إلا أن آلية التنفيذ جاءت مفاجئة للناس، وغياب الخدمات، وعدم وجود تحضيرات مسبقة، ما جعل منه ازمة ونقمة على المواطنين اشبه ماتكون بقصص الخيال.‏

متاهة جديدة‏

لسان حال العشرات الذين يعيشون تفاصيل المشكلة يقول: انهم دخلوا في متاهة جديدة في ظل عدم وضوح اتجاهات خطوط النقل والنقاط التي تمر بها او تصل اليها، ويتوجب عليهم الانتظار الطويل، و«المدافشة» ليجدوا مكاناً لهم (ولو وقوفاً) داخل هذه الباصات التي بالنهاية لا تصل بهم الى المناطق القريبة من اماكن عملهم، او جامعاتهم وهو مضطرون لركوب سرفيس ثالث وهكذا، أصبح المواطن يدفع بين 50 - 100 ل.س في اليوم اجور نقل عام بدلا من 40 ل.س في الذهاب والاياب.‏

وكما هو معروف ان من يستقل النقل العام هم من الشرائح الفقيرة.‏

الباصات لا تكفي‏

منذ اليوم الأول لنقل المركز، تم تخصيص باصات شركة خاصة لنقل الركاب الى منطقة البرامكة فقط، اي مسافة 2 - 3 كيلومترات فقط بين المركزين وبتعرفة ركوب 10 ليرات على الراكب، هذا خلق مشكلة ازدحام اضافية بين المركزين وضجة وقلقاً كبيرين لدى المواطنين والكثير من المرابح لهذه الشركة (هرشو) ثم نزل على الخط باصات النقل الداخلي لتخديم خط اضافي هو خط السومرية، لكنه ايضا لم يحل مشكلة الازدحام وبخاصة اوقات الصباح والظهيرة، بالإضافة لعدم ايصال الناس الى مناطق مناسبة لهم، وتحول النقل خلال هذه الفترة الى وسائل شحن، لأن الباص الذي يتسع 20 راكباً يصعد اليه اكثر من 40 راكباً...‏

فهل هذا النقص بعدد الباصات وبعدد الخطوط مقصود ام هو غير مدروس؟‏

المعادلة .. تقول ..‏

هناك من رأى انه لا فائدة من الحديث مع الصحافة ولا مع المسؤولين وما أن سألنا بعض الاشخاص حتى تجمع العشرات للتحدث بكثير من العصبية والغضب مؤكدين ان ما يحدث يصب في جيوب أصحاب الشركات الخاصة على حساب المواطن، وبردة فعل كبيرة تقول معادلة سائقي السرافيس، هل الذي يسير 20 كم بـ 10 ليرات او 7 ليرات، مثل الذي يسير 2 كم بـ 10 ليرات ويحمل في باصه 60 راكباً بدلا من 12 راكباً وبحسابات بسيطة هو يربح بالنقلة الواحدة 200 ل.س بينما نحن نسير ثلاث نقلات واربعة لنحصل عليها. مستغلين بذلك الازمة ابشع استغلال.‏

طنابر ملونة‏

رغم شدة الازمة وحاجتهم لوسيلة نقل تصل بهم الى المدينة إلا انهم (اي المواطنين) وصفوا هذه الباصات بالطنابر لكونها غير لائقة وغير مريحة من الداخل، في حين هي مطلية بطلاء ملون وحيد من الخارج.‏

لا توجد خدمات‏

تحدث المواطنون عن غياب كامل للخدمات في منطقة الكراجات او تبادل ركاب ، يفترض انها مهيأة لهذه الغاية، لا يعرف هؤلاء اين يقف الباص ولا اين يجب النزول او الصعود، كما انه لا توجد دورات مياه، مواقف للركاب، ولا حتى ارصفة واضحة ويضيع نصف ساعة بحثا عن مكان وقوف الباص ومعرفة اتجاه خطه.‏

اما المشكلة الاخرى التي تحدث عنها الناس، فهي انه يفترض ان تصل هذه الباصات الى مناطق مختلفة من المدينة، إلا انها من الآن تسير الى البرامكة فقط والى السومرية وبهذا الاتجاه هي لاتخدم طلبة الجامعات ولاحاجات المواطنين في الدوائر الحكومية والمؤسسات ولا تفي بحاجات سكان المناطق الجنوبية وخاصة الريف القريب مثل السبينة او صحنايا.‏

إرهاق للطلاب‏

هل للطالب الجامعي مدخول يعتاش منه؟ هذا ما سألنا اياه العديد من الطلبة الذين يعيشون حالة من الضغط لسببين، الاول التأخير المستمر عن محاضراتهم وكذلك أثناء العودة الى بيوتهم وسط حالة الازدحام وزيادة عدد الباصات التي يجب ركوبها حتى يصلون الى جامعاتهم، والثاني بسبب زيادة مصاريف المواصلات التي لم تكن ضمن حساباتهم، والاهم من ذلك الارهاق الجسدي والحالة النفسية التي عكستها الازمة على يومياتهم.. فالبعض منهم يركب اربع وسائط نقل في الذهاب وكذلك في العودة بالاضافة الى شبح الانتظار.‏

منطقة سكنية‏

كان لسكان المنطقة رأيهم: فهم متخوفون من انواع مختلفة من التلوث اذا بقيت الحال كما هي الآن «ضجيج كبير ومستمر، دخان كثيف من السيارات والباصات الكبيرة، مخلفات ما يرميه الناس على الارض».‏

وقد اكد هؤلاء ان السرافيس وبعض الباصات تدخل الاحياء هربا من الازدحام الشديد، وخلال الايام الماضية تعرض طفلان لحوادث سير اثناء انصرافهم من المدارس، متسائلين ما الفائدة التي تحققت من نقل الكراجات من منطقة سكنية الى منطقة سكنية اخرى، اذا لم توضع هذه المحطة ضمن حدود واضحة وخطوط سير منظمة ويتم فصلها بشكل لائق ؟.‏

خلقت مشكلات عديدة‏

ربما يكون هذا القرار حلاً من أجل داخل المدينة مستقبلاً «لكنه والكلام للمواطنين ايضا» خلق لنا مزيداً من المشكلات من حيث صعوبة الانتقال والتنقل وهدر الوقت والتأخر المستمر عن اعمالنا، وزيادة المصاريف، فقد بات أب مع زوجته ومع طالبين في المدرسة يدفع 2500 ل.س شهريا اجور نقل وهذا لا يتناسب مع دخلنا المحدود.‏

أي المزيد من التأخر والجهد والمال ولا نعلم لمصلحة من تستمر الازمة دون تنظيم في الباصات وفي الاجور؟‏

انقطع رزقنا‏

أما مشكلة سائقو السرافيس البيضاء اي اصحاب الخطوط القادمة من الريف الى المدينة فتتلخص بكلمتين هما « انقطاع رزقهم» وجميعهم يكررون عبارة واحدة «أمن أجل شخص واحد يملك المال وقدرة الاستثمار تقام كل هذه الازمة؟... يقول هؤلاء نحن اكثر من 20 الف سائق متضررين من هذه الخطوة، ولدينا اسر واطفال نعيلهم، فكل سرفيس يعمل عليه 3 - 5 سائقين وكل واحد لديه ما يكفيه من مسؤوليات، إننا منذ السادسة صباحا موجودون بالكراج وحتى الآن لم نذهب سوى رحلة واحدة اي 150 ل.س يخصم منها المازوت واجور التصليح والمخالفات التي نجبر على دفعها، وان لم نخالف فنحن الآن نخرج رحلتنا بثلاثة ركاب او خمسة فقط، بعد ان كان 90٪ من ركابنا هم الى البرامكة والمجتهد بالاضافة الى ان المواطن اصبح ينتظر ساعات حتى يمشي السرفيس بسبب نقص الركاب.‏

وما يجعلهم يشعرون بالتحيز انهم ينقلون الراكب مسافة بين 18 - 25 كم بـ 10 ليرات بينما ينقله الباص الخاص مسافة واحدة كيلو متر بـ 10 ليرات ايضا.‏

نريد حلاً‏

سائقو سرافيس الحجر الاسود كان لهم شكوى خاصة، فهم قلقون من باصات شركة (هرشو) التي تأخذ جميع ركابهم في الذهاب والاياب ، فقد اصبح خطها يدخل الى اليرموك بجانب الناحية ويتابع سيره الى البرامكة حاملا معه جميع ركاب شارع الـ 30 وهو الخط الرئيسي لمصدر رزقنا، فغالبية الركاب تخرج من هذه المنطقة نحو البرامكة وبهذا حجم عملنا بشكل كامل وبخاصة بعد أن حددت ساحة الاشمر نهاية الخط بالنسبة لنا.‏

أما التسعيرة فهي 5 ليرات لنا بينما يسير بهم هرشو مسافة قليلة بـ عشر ليرات؟‏

مطالب‏

من كل ما تقدم هناك مطالب ملحة نتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار ومنها: استمرار خط سرفيس السبينة وصحنايا والحجر اي الريف القريب الى منطقة الفحامة فقط الى دوار الفحامة، دون مركز وقوف (كراج) اي خط سيار يحل مشكلة المواطن والسائقين في وقت واحد. وآخرون قالوا: ان يسمح لهذه الخطوط فقط حتى الساعة العاشرة صباحا كحل للمشكلة.‏

وهناك مطالب تتعلق بضرورة ايجاد محور ، خط ايصال الى المنطقة الجنوبية الشمالية من المدينة، مراعاة للامكانيات المادية للمواطن.‏

المحافظة: يوجد نقص بالخدمات‏

توجهنا الى الجهات المعنية بالسؤال عن اسباب الازمة والحلول التي وضعت لتجاوز المشكلات الحالية؟‏

من المحافظة افادنا المهندس عبد الله عبود مدير هندسة المرور والنقل قائلا: هذا القرار ليس جديداً فهو جزء من الاستراتيجية التي وضعتها المحافظة لمعالجة ازمة المرور والنقل، وقد صدر منذ عام 2007 وكان المركز مجهزاً سابقا، ولكن لم نستطع تفعيله ونقل الركاب والخطوط بسبب تداخل مشروع السكك الحديدية وتنفيذ النفق بجانبه.‏

وفي الواقع يوجد خلل ببعض الخدمات، لكننا بدأنا الآن بحلها، فمنذ اسبوع قمنا بترحيل الانقاض التي كانت موجودة في المكان، وترتيب الخطوط، ووضعنا شاخصات ونعمل حاليا على نقل غرف مسبقة الصنع فيها مغاسل وحمامات ريثما تتم صيانة كامل الخدمات،‏

كما تعاقدنا مع شركة المستقبل لوضع المظلات ليتم وضع الخدمات في الزاوية الجنوبية الشرقية من المركز.‏

ظهرت أثناء التنفيذ‏

حول عودة اختيار المركز ضمن منطقة سكنية كما حاله في السابق، وكيفية معالجة مشكلة تحديد الخطوط؟ قال: نحن نقلناه من منطقة سكنية منظمة داخل المدينة الى منطقة سكن مخالفات، وليس من المعقول ايقاف كل مشروع سنقيمه بجانب مخالفات، فهذه المخالفات سوف تنظم في المستقبل، اما ما يخص قربة من الابنية النظامية لمنطقة الميدان، فهناك مشاريع ونفق تفصل بين المركز وسكن الاهالي.‏

وبالنسبة للخطوط فقد أكد وجود اتفاق مع مديرية النقل الداخلي ولجنة السير بتسيير خط باتجاه السومرية وخط باتجاه البرامكة، ثم وضع خطوط حسب الحاجة.. مشيراً الى أن المشكلات ظهرت اثناء تنفيذ القرار ولم تكن واضحة لهم أثناء القرار ، ومع ذلك فإن الأمور ستحل خلال عشرة أيام.‏

50 باصاً حالياً‏

بعد أن تواصلنا مع عدة مكاتب في وزارة النقل وصل بنا المطاف الى شركة النقل الداخلي ، بعد الاشارة الى أنها المسؤول المباشر عن هذا الموضوع وقد أفادنا السيد بسام حلواني مدير مكتب الشركة قائلاً: لم يكن لدينا علم مسبق بهذه الخطوة وقد عرفنا بذلك متأخرين وعندما وصلتنا التعليمات بدأنا بالتنفيذ فوراً وحالياً يوجد 50 باص نقل داخلي في الخدمة لنقل الركاب باتجاه السومرية، البرامكة، البولمان.‏

من مبدأ المساهمة‏

وعند سؤالنا حول وجود شركة هرشو من اللحظة الأولى لتنفيذ القرار وحول تعرفة الركوب قال: نحن لم نخصص شركة هرشو ، ووجودها هو نوع من المساهمة المؤقتة وبمجرد أن تستقر الأمور سوف ينتهي دورها، أما التسعيرة في النقل الداخلي لمنطقة البرامكة فهي 5 ليرات وليس عشر ليرات .. وسيكون هناك عدد باصات مناسباً من الناحية العملية، رغم توقعاتنا أن ضغط الركاب سيكون أقل في المستقبل .. ولكن وبكل الأحوال رقم الشكوى لدينا هو 5445586 نستقبل مقترحات وشكاوى المواطنين.‏

تعليقات الزوار

غاضب |    | 11/02/2010 10:09

عندما تمتلئ الجيوب تغض الابصار

أنغام  |  lolo_ai@yahoo.com | 11/02/2010 11:36

لا حول ولا قوة الا بالله ، بدلا من تخفيف الازمة من بناء المترو تم خلق ازمة أكبر فعند منع مرور الميكرو باص ومتابعة سيره الى البرامكة وايقافه عند كراج نهر عيشة حصل ارتباك للمواطنين من حيث الوقت بدلا من وصلي من خط يلدا ببيلا الى البرامكة الذي كان يستغرق ثلث ساعة اصبح يستغرق ساعة ونصف ، عدا عن ذلك هناك خطوط هرشو التي خلقت ازمة كبيرة من حيث عدم مرورها من اماكن اساسية جانب الاسد الجامعي والشام ستي سنتر ، والتي تستغرق عند وصولها لليرموك ساعة ونصف ، عدا عن الانتظار الطويل للمواطنين الذين يبقون ساعة كاملى يتنظرون مروره فقط ، وغير الزيادة في تكاليف المواصلات التي احتاجها لوصلي الي مركز عملي 3500 الان

موظف عائد من عمله  |    | 11/02/2010 12:00

هور يابول الهوارة دبرها ومالا دبارة موظف واقف عالمفرق ناطر سفيس الحارة لاصحيح ولا فراطة ينفع طفران الحارة طول مانو الكرس ملزق بأصحاب الإدارة إدارة وشو فكرا كبير مابتمل من التفكير مابتخلي ولا فقير يلم شوية فراطة هور يابو الهوارة دبرها ومالا دبارة مبن سائل عنا ياناس رح إرجع إركب حمارة وهور يابول هوارة وضاع العمر ياخسارة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية