تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جزلة الحسني .. فــي صالـــة تجليـــات.. تموجـــات لونيــــة ونحـــت فراغـــي

ثقافة
الخميس 11-2-2010م
أديب مخزوم

«الطيف الأزرق» عنوان المعرض الذي تقيمه الفنانة التشكيلية جزلة الحسني في صالة تجليات متضمناً مجموعة جديدة من أعمالها الجانحة أحياناً نحو مظاهر دمج البنى التشكيلية القريبة من أجواء الرولييف الجداري بالأجواء التصويرية المنجزة بطريقة استخدام المواد المختلفة (ميكست ميديا).

وجزلة الحسيني تسعى في معارضها الفردية والمشتركة التي أقامتها في دمشق وبيروت وباريس واللاذقية لتقديم مناخية بصرية وتقنية خاصة لا تلتزم الضرورات الجمالية التقليدية بقدر ما تحقق الجوانب التعبيرية فتتحول اللوحة إلى تكاوين نافرة وناتئة وناتجة عن طريقة ضغط السطوح الجلدية قبل إلصاقها على قماش اللوحة.‏

أطياف مجردة‏

الطيف الذي هو أزرق في أعمال جزلة يبدو كتموجات لونية هادئة وقد يتحول إلى حركات حلزونية تعكس رحابة الحوار البصري مع ألوان الأرض التي تنمي علاقة لوحاتها بمحيطها الجغرافي ضمن أطر مغايرة للثوابت التقليدية في الرسم.‏

فهي تدمج رموز الجماعة الإنسانية والعناصر الأخرى مع إيقاعات اللون المحلي المستمد من معطيات الذاكرة معتمدة على أثر الأطياف اللونية المجردة لمدى الأفق الأزرق لتضعنا أمام معنى آخر للحداثة التشكيلية حداثة لا تأتي من الفراغ بل من عمق خبراتها المكتسبة بعد سنوات من البحث والاستقصاء, بمعنى أن العمل التشكيلي تحول إلى نتوءات والتواءات وانحناءات وتقعرات تحمل بصمة أو رؤية فنية خاصة.‏

مقاربات تشكيلية‏

ومعرضها الجديد يؤكد حالات المقاربة بين الرسم والرولييف والنحت الفراغي في محاولة لإيجاد روابط متماسكة بين هذه الضيوف الإبداعية، فالتراكمات التقنية الجامعة لعدة مواد ووسائل تعبيرية تحقق هواجس الوصول إلى ضفاف جديدة وتبحث عن اختصارات مغايرة للعناصر، وهذا ما نراه مثلاً في بعض الحركات الالتفافية المبسطة التي تشير إلى وجود ايقاعات إنسانية ترتفع أحياناً عن خط الأرض لتشكل مع الجماعات الإنسانية الأخرى حالات حوارية وخيالية متتابعة تحقق البعد التعبيري لحركات الأشخاص المجتمعة والمنفردة.‏

حدة تعبيرية‏

وهذا الاتجاه نحو حشد اللوحة بالعناصر الإنسانية المؤسلبة يزيد من الحدة التعبيرية المنبثقة من الواقع الفجائعي.‏

فالإيقاع التشكيلي المستمد أصلاً من حركة العناصر الإنسانية البائسة والمنكسرة والمنطوية على نفسها والمجسدة دون ملامح يضفي على اللوحة قوة تعبيرية آتية من مساحات المعاناة الإنسانية ذاتها، وهذا يعني أن الجو المأساوي المسيطر على كامل أجزاء عملها يحقق المزيد من التتابع البانورامي المعبر عن الواقع المعيشي والعصر ويزداد هذا الشعور كلما اتجهت بعناصرها وأشكالها الإنسانية نحو التحوير والتلخيص والتبسيط والعفوية.‏

ولعل الجرأة التي تعتمدها في بعض أعمالها تأخذنا أكثر إلى تحريف مقصود للعناصر والأشكال والرموز الكتابية بحيث تضعنا أمام صياغة تشكيلية إيحائية تضفي الذات الفنية في تحريك المشاهد المتخيلة إن لجهة حركة الأشخاص أو لجهة معالجة الأطياف اللونية المنسجمة والمتقاربة بدرجاتها وحركاتها وإيقاعاتها البصرية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية