نستطيع أن نذكر الموقع الذي يحتله نادي الاتحاد على خارطة الرياضة السورية ومدى أهمية وتأثير هذه المدرسة ورفدها لجميع منتخباتنا الوطنية باللاعبين والمواهب الواعدة، ولكن للأسف فإن التراجع الملحوظ الذي أصاب هذه القلعة في الآونة الأخيرة أثار العديد من التساؤلات وترك الكثير من إشارات الاستفهام اضافة لما سيخلفه هذا التراجع من أثر سلبي على الرياضة السورية.
ما حصل ويحصل داخل جدران هذه المدرسة الكبيرة شكل صدمة كبيرة وخصوصاً محبي وعشاق هذا النادي ووضعهم في حيرة من أمرهم، فبين ليلة وضحاها يمسي النادي في اعلى القمة ويصبح في أسفل القاع عرضة في مهب الريح.
بكل تأكيد إن المرض والعدوى التي أصابته واخترقت جدرانه الفولاذية ليست بجديدة على واقعنا الرياضي ,فالأسباب عديدة وكثيرة وهذا هو حال انديتنا عندما تتحول ساحاتها لحلبة لفك النزاعات وحل الصراعات والخلافات الشخصية التي من شأنها أن تفتك بجسم أي ناد أو مؤسسة رياضية مهما كانت قوية وقادرة على تحمل الصعاب والأزمات، كذلك الحال عندما يكف ويتخلى أصحاب النفوذ والميسورون عن دعمهم ومساندتهم فتصل الأمور لما لا يحمد عقباه لذلك من الأفضل دائماً أن تبحث جميع انديتنا عن موارد وسبل ذاتية تكون كافية لأن تجعلها تقف على قدميها وتعتمد على نفسها دون طلب مد يد العون.
طبعاً دعوة لجميع المعنيين والقائمين على رياضتنا بانتشال هذه المدرسة قبل فوات الأوان ولكن قبل ذلك يتوجب على جميع الاتحاديين أن يعودوا ويضعوا أيديهم بأيدي بعض، وأن يقفوا وقفة واحدة لأجل أن يعود هذا النادي لسابق عهده قلعة شامخة صامدة لأن أهل مكة أدرى بشعابها.