على وجه التحديد لا سيما أن التجارب والاستخدامات التي تجري حول العالم تتزايد على نحو ملحوظ، واليوم تبرز أهمية استخدام الهيدروجين كوقود صناعي غير ملوث للبيئة، ويمكن ان يشكل البديل النظيف للنفط، ولكن هل يمكن أن ندخل هذه الطاقة في حسابنا عند الحديث عن التحدي الطاقوي لدينا؟
إحدى الدراسات حول الجدوى الاقتصادية من استغلال الطاقات المتجددة في المنطقة العربية أكدت أنه يمكن لسورية أن تحل الهيدروجين اضافة الى عدد من المصادر المتعددة محل الوقود الاحفوري الملوث للبيئة حيث ان الطاقة المائية هي المورد المتجدد الوحيد الذي يحظى بحصة كبيرة في ميزان الطاقة وتبلغ القدرة المركبة للطاقة المائية نحو 1500 ميغاواط ما تمثل نحو 41 بالمئة من اجمالي الكهرباء كما ان هناك نحو 20 الف سخان مياه شمسي و80 كيلوواط من النظم الفوتوفولطية تحويل الضوء الى كهرباء و150 كيلوواط من توربينات رياح موصولة بالشبكة العامة و4 هاضمات للكتلة الحيوية تنتج نحو 360 مترا مكعبا من الغاز الحيوي في اليوم كما ان هناك مئات من مضخات المياه الميكانيكية تعمل بطاقة الرياح في عدد من المزارع وسط سورية.
كما بينت دراسة للسطوع الشمسي في سورية ان مناطق الضمير وابو الشامات وحسياء وتدمر والتنف والبوكمال وباب الهوى تجاوزت قراءات السطوع الشمسي فيها 7 كيلوواط للمتر المربع ويمكن ان تصل الطاقة المتاح انتاجها من الرياح والشمس في سورية الى100 الف ميغاواط ساعي اي 14 ضعفا من اجمالي ما ينتج في كل محطات الطاقة البترولية المقامة حاليا في البلاد كما تكفي حاجة سورية لاكثر من 100 عام دون الحاجة لاي نوع من الوقود التقليدي في حين يكفي توليد الطاقة من النفايات لانتاج اكثر من 1000 ميغاواط ساعي فيما تستطيع الطاقة الحيوية من مخلفات الزراعة والغابات والمخلفات الحيوانية ان تصل لنحو 2000 ميغاواط ساعي . واذا ما اضيف الهيدروجين الى قائمة الطاقات المتجددة في سورية فانه سيساهم في سد الطلب على الطاقة الكهربا ئية التي وصلت الى حدود 44 الف ميغاواط ساعي العام الحالي ومن المتوقع ان تصل الى 70 الف ميغاواط ساعي في عام 2020.
وقال عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق الدكتور هاشم ورقوزك ان خلايا الوقود التي تعمل على الهيدورجين هي خيار مستقبلي جيد جدا لانتاج الطاقة وإن هناك طالبين في كلية الهندسة الميكانيكية يجريان بحثين الاول كرسالة دكتوراه والثاني كرسالة ماجستير حول استخدام الهيدروجين والرسالة الاخيرة ستناقش خلال الشهر القادم.
وأوضح ورقوزك انه يمكن استخدام الخلايا الشمسية لانتاج الطاقة الكهربائية نهارا وبدل تخزينها في المدخرات التقليدية ذات السعر المرتفع والعمر القصير نحولها الى خلايا تحوي الماء ونولد منها الهيدروجين والاوكسجين وليلا نحول هذا الهيدروجين الى طاقة كهربائية لافتا الى ان هناك خلايا ذات استطاعات كبيرة من هذا النوع تبلغ استطاعتها من 10 واط وحتى 1 ميغا واط .
وتعتبر طاقة الرياح والشمس هي الطاقة الواعدة بالنسبة لسورية والمنطقة العربية بسبب شدة السطوع الشمسي ووجود اربع مناطق في سورية هي غرب وشرق حمص ومنطقة السفوح الشرقية لجبال الساحل وتمتد من ادلب وحماه والغاب ومصياف ومشتى الحلو الى منطقة سفوح جبل الشيخ والمنطقة البحرية على طول الساحل السوري وهي ضمن الاستثمار الاقتصادي للمزارع الريحية بتوربينات بطاقة 2 ميغاواط ساعي.
وتشير الدراسات الى ان 3ر2 مليون عامل يعملون حول العالم حاليا في مجال تكنولوجيات الطاقة المتجددة علما ان الاستثمارات في هذا المجال حسب بعض التقديرات ستخلق بحلول عام 2030 اكثر من عشرين مليون وظيفة على المستوى العالمي هي عبارة عن 1ر2 مليون وظيفة في مجال طاقة الرياح و 3ر6 مليون وظيفة في الطاقة الشمسية و12 مليون وظيفة في الزراعة والصناعة لانتاج الوقود الحيوي في حين لا يتجاوز اجمالي عدد الوظائف في قطاعات النفط والغاز وصناعات التكرير 2 مليون وظيفة.
وتؤكد الدراسات ان الهدروجين يمكن ان يصبح وقودا جيدا لوسائل
النقل فهو اخف عنصر في جدول ماندلييف الدوري وجزيء الهيدروجين لديه اعلى نسبة طاقة الى كتلته من اي عنصر كيميائي آخر ولذلك يتم استخدامه في الصواريخ الدافعة حيث من الضروري التقليل من حجم الوقود المحمول وهو وقود خال من الكربون وغير سام واحتراقه لاينتج عنه سوى ماء وطاقة على الرغم من ان احتراقه في الجو يمكن ان يولد اكسيد النتريك الملوث للجو ولكن بمقادير يمكن التحكم بها وهناك ميزة اخرى هي ان المصدر الاساسي للهيدروجين هو الماء وهو مصدر لاينضب.