وتدني المعدل الوسطي لانتاج الجرارات الى أقل من النصف لتتراوح النسبة ما بين /900-1000/ جرار سنوياً كحد أقصى من أصل /2000/ جرار في كل عام خلال العقدين الماضيين من الزمن. سبب يدعو الى الاستغراب وبالتالي التساؤل..?!..
ترى هل تستطيع الادارة الحالية أن تتجاوز هذه المعضلة مع الأخذ بعين الاعتبار حجم رأس مال الشركة البالغ /180/ مليون ل.س فقط..?
وهل ستتمكن من تحقيق التوازن ما بين الخسارات السابقة والخطط المستقبلية الملزمة بالربح كي تبقى الشركة مستمرة في العمل..كم بلغ انتاج الجرارات خلال العام الماضي وخلال الربع الأول من العام الحالي?..
وماذا فعلت الشركة لتحقيق مسألة الجودة وتطويرها وبما ينعكس ايجاباً على السمعة القديمة المتمثلة بعطل خفيف هنا.. أو نقص هناك في بعض قطع ومستلزمات الجرار.
كيف استطاعت الشركة إعادة ثقة الفلاح المستهلك بمنتجها?! وماذا عن اعتماداتها لهذا العام..وما طموحاتها المستقبلية لتفعيل وتطوير آلية العمل و..و أسئلة أخرى كثيرة كانت تدور في أذهاننا ونحن نحاور بعض عمال الشركة وهم يعملون على خطوط الانتاج في مختلف مواقع العمل..وما آثار فضولنا هو ما أجمع عليه العمال بالقول: (لم نعد نخاف على حقوقنا).. هذه الجملة وضعناها كمحور لبداية الحديث مع الدكتور المهندس يوسف خضور المدير العام لشركة الفرات للجرارات بما في ذلك مختلف الأسئلة الأخرى التي طرحناها عليه وقد بدءأحديثه قائلاً:
لن أدخل في حيثيات وتفاصيل خسارات الشركة للأعوام الماضية ولا في أسباب تدني نسب الانتاج عن المعدل المخطط له في السابق..ولكن أود التركيز على أن الادارة حالياً عمقت عملية ربط الحافز بالانتاج وجذرت الثقة بينها وبين العامل الذي هو عصب الشركة ودمها وذلك من خلال منحه كافة حقوقه بحسب طبيعة وساعات عمله, وهذا ما يتمثل في الحوافز والعمل الاضافي والوجبة الغذائية وبدلات العمل..الخ.
وبفضل جهود هؤلاء العمال استطاعت الشركة الانتقال بالتدريج من الخسارة الى الربح حيث وكمثال انتجت الشركة /900/ جرار خلال الخمسة أشهر الأخيرة للعام الماضي وبربح قدره /5/ ملايين ل.س , أما في الربع الأول من العام الحالي /2005/ فقد انتجت الشركة /632/ جراراً ومع السير بهذا المستوى فمن المتوقع أن يزيد انتاج العام الحالي عن ال¯ /2500/ جرار وبمعدل وسطي بحدود /220/ جراراً في كل شهر أي بنسبة تنفيذ /125%/ وبالتالي وبلغة الحسابات فإننا نتوقع الربح أكثر من /100/ مليون خلال هذا العام..وأشير هنا الى أنه في الربعين الأخيرين للعام الماضي وتحسباً للطوارىء قمنا بتأمين بعض القطع والمستلزمات اللازمة لإنتاجنا من السوق المحلية حيث وكما هو معلوم تعتمد الشركة في انتاجها للجرارات على نسبة /60%/ من الانتاج المحلي الذي يصنع عندها و/40%/ شراء واستيراداَ.. ومع نفاد الكميات من السوق المحلية وخشية التأثير سلباً على العمل أو حصول أزمة ما بقطع أو مستلزمات معينة سارعت الشركة بالاستعجال في عملية فتح الاعتمادات اللازمة لانتاجها بالتدريج..حيث حصلت على الموافقات المطلوبة وبدأت بتأمين موادها ومستلزمات انتاجها من تركيا وغيرها.. وذلك من خلال فتح الاعتمادات بالتدريج والتي من المتوقع أن تبلغ لهذا العام بحدود ال¯ /20/ مليون دولار.. وبذلك نكون قد استطعنا تأمين كل حاجاتنا من مستلزمات العمل للاستمرارية في العمل لهذا العام ..هذا مع الأخذ بعين الاعتبار في الدرجة الأولى مسألة الاهتمام بالجودة وتطويرها وتحسينها حيث ولهذا الهدف استعانت الشركة بخبرات بعض الخبراء والمهندسين المحليين من جهات أخرى الأمر الذي انعكس ايجاباً على تطوير جودة المنتج..وأدى الى تضاؤل الأعطال البسيطة أو لنقل انعدامها الى درجة لم تعد قائمة أو تذكر وما ساعدنا في ذلك القيام بتنزيل كافة المعلومات والبيانات لكل جرار على الكمبيوتر ولا سيما ما يتعلق ببعض الملاحظات التي كانت تتكرر في صناعة الجرار حيث تم تلافي ذلك ومعالجة الأسباب فزاد الاقبال والتسجيل على شراء الجرار واستطاعت الشركة بذلك أن تعيد ثقة المواطن بمنتجها.
ولكن ما قصة المطعم والوجبة الغذائية الكاملة التي من المقرر منحها للعمال.. وماذا عن هموم الشركة ومعاناتها وخططها المستقبلية..حول هذه الأسئلة يتابع الدكتور خضور فيقول:
لقد اتخذت الادارة مؤخراً قراراً يقضي بتقديم الوجبة الغذائية الكاملة والساخنة المجانية يومياً لكل عمال الشركة وخلال شهر ونيف كحد أقصى سوف يكون المطعم جاهزاً في الشركة لتقديم الأطعمة بأفضل المستويات.
وهمومنا في الواقع تكاد تكون معدومة باستثناء التجهيزات والمعدات التي أصبح عمرها أكثر من /30/ عاماً والحقيقة هناك خطة ودراسة لاستبدالها ولكننا نسعى أولاً الى الاستمرار بالعمل والانتاج وتجاوز الخسارات السابقة كي نستطيع بعد ذلك القيام بعملية الاستبدال والتحديث..أما بخصوص الخطط المستقبلية للشركة فتتمثل باختصار بالسعي لانتاج نوعين من الجرارات, الأول بأكثر من طاقة /70/ حصاناً والثاني بقوة /45/ حصاناً وذلك بناء على طلبات الاخوة الفلاحين التي تردنا باستمرار, والحقيقة الدراسات جاهزة فيما يتعلق بالجرار ذي قوة /45/ حصاناً ونسعي مع بعض الشركات الأجنبية للتشاور والتباحث في هذا الشأن, وحالياً تقوم الشركة بتصنيع /كبين/ للجرار وهو ذو مواصفات فنية عالية وقريباً جداً سيصدر سعره ويتوقع أن يكون بحدود ال¯ /25/ ألف ل.س.