صباح الخير, قالتها اليوم بعفوية تجعل الكلمة ترنيمة للحياة الجديدة امتدت إليها اليد البعيدة,
أجفلت لأول وهلة, ثم بدأت ترتسم على وجنتيها اشارات الفرح.
قال لها: لنمض معا. لم تكن تعرف أن صفحة جديدة بدأت تنفتح أمامها, احتار الجواب على شفتيها, تلعثمت, أطرقت جفنيها إلى الأرض ثم بدأت تردد بقلق:
-لاأعرف, ربما, دعني أفكر, غداً, لا, دعك من ذلك.
ابتسم بهدوء فقد كان يعرف جيداً, أنها الطفلة التي لاتزال تخاف على عالمها الحميم.
مضت سنوات طويلة, كان الصقيع يتناول كل شيء ومع هذا ظلت على ذلك الهدوء العميق.
في مكتبها كان سيل الأوراق يتدافع أمامها, رفعت عينيها عن الطاولة العتيقة, والأوراق المتدافعة.
كان لا يزال على عادته, على هدوئه, على تلك النظرة المنسابة مع الفجر.
-صباح الخير. قالها بهدوء هذه المرة.
ومرة أخرى عادت الكلمة القلقة إلى شفتيها, لقد أدرك أن شيئاً ما لم يتغير في حياتها طوال هذه السنين.
ابتسم بهدوء, وعادت إليه كلماته القديمة:لنمض معاً.
هذه المرة أدركت أنها تأخرت على موعدها طويلاً, ولم تكن تستطيع أن تتأخر أكثر.
قدمت اليه كرسياً عتيقاً, جلست أمامه خجلة, ثم بدأت رحلة الطريق الطويلة.