الولايات المتحدة الاميركية كغيرها من الدول تملك تاريخياً ثقافة شعبية قد تكون احيانا غريبة الاطوار حية ولها ردات فعل.. ولاغرابة ان تكون هذه الاحداث قد اخذت منحى اخر بعد احداث الحادي عشر من ايلول, وربما تكون هذه الاحداث قد صنعت اناء للحزن في كل البلاد.
يوم قادم من التراجيديا في هوليود الجميع في حيرة من امرهم, هياج وقلق يراود الخيال والعقول, ولعل اكثر من دل على هذا القلق مخرجو الافلام السينمائية روبير التمان ,وودي ألين, هذان لم يتوانا عن اعلان التصريحات التي تشير الى الخوف والتراجع ومما قالاه: ( الشيء الوحيد الجيد الذي نفعله هو الخروج من هذه الحالة والتخلص من الافلام العنيفة والموجعة).
بينما قال مخرج اخر وبصوت عال: ( كتاب السيناريو يجلسون على طرف حوض السباحة يحلمون بهذا النوع من الافلام ونحن نصنع النماذج التي تغذي هذا النوع من الدراما) بحيث ان الحماقات تنتشر اكثر في كواليس السينما.
منتجو الافلام وصناع السينما بشكل عام يعتقدون ان الجمهور من الان فصاعدا اصبح بحاجة ماسة للكوميديا لتغيير الافكار تماما كما فعل الممثل بريك ويلي الذي صرح انه بعد مجموعة من الاحداث لم يكن يتمنى ابدا لعب دور في فيلم ( منقذو العالم ).
وحده المتمرد روبير أوليفييه والصادق مع نفسه قال بصوت مخالف بعد احداث الحادي عشر من ايلول:
( ان الفيلم الوحيد الذي كان الجمهور يرغب برؤيته في هذه اللحظة هو فيلم زولاندر, اعتقد اننا نستطيع عمل فيلم له صلة بالارهاب احب ان اصنع سوبر فيلم حول الارهاب ومخاطره).
وبالانتظار تبقى هوليود تحت الصدمة على حلبات السينما هناك افلام الرعب والحزن والاغاني الجنائزية.
البنتاغون الذي يسعى جاهدا من اجل الاستفادة من هذه الاحداث يمتد تدخله حتى هوليود لتوظيفها من اجل مصلحته.
واذا كانت هوليود قد بدت مشلولة لزمن ما فإن بعض دور النشر تقدمت على السينما ودمجت بشكل سريع احداث الحادي عشر من ايلول في قصصها, ولعل اكبر هذه الدور دار اكوميس ومارفيل اللذان جندا بشكل سريع كتابهم وفنانيهم الاكثر شهرة لوضع اليوم يذهب ريعه للجمعيات والضحايا.
وبشكل تدريجي استرجع الاميركيون الثقة بأنفسهم وباشروا العمل ومثال على ذلك الاغنية الجنائزية الحزينة ( الساعة الخامسة والعشرون) التي خرجت نهاية عام 2002 وظهرت على شاشات التلفاز.
ومع ذلك لم تتمكن الثقافة الشعبية الاميركية من طرد الافكار والمخاوف التي سببتها لهم احداث الحادي عشر من ايلول, ويشهد على ذلك الميل الى الاحتجاج والمعارضة وخصوصا ما جسده فيلم فهرنهايت 9/11/ لمايكل مور.
وهناك ايضا فيلم طويل مثل ( يوم بعد ) وهو فيلم يصور كارثة بيئية ويوجه نقدا شديدا ولاذعا تجاه السياسة البيئية في امريكا وقد نال كثيرا من الاعجاب في فرنسا على الرغم من ان مخرجه رولاندا ميرنج الذي تنتمي معظم افلامه الضخمة الى الوطنية مثل ( يوم استقلال وطني ).
واذا كان العديدون اظهروا تألمهم بطريقة انتهازية من هذه الموجة الاحتجاجية فإن اخرين انتظروا احداث عام 2001 وهذه هي حال تري باركر ومات ستون ولوديون الذين ابدعوا السلسلة الحية وعادوا في الحال مع فريق امريكي بفيلم عالم الشرطة, الفيلم عبارة عن دمى من سلالة الطيور الخرافية تظهر جنودا خارقين يصارعون ضد الارهابيين الاشداء.