موقفان اثارا غضب الادارة الامريكية عندما اعلنهما ويؤكدهما محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وصف بأنه لايكل ولايمل كداعية لحظر انتشار الاسلحة النووية واليوم موعد اجتماع حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في محاولة للبت في قضية لاختيار المدير العام المقبل فيما يبدي الاميركيون بعض التراجع في موقفهم المعارض لترشيح محمد البرادعي لولاية جديدة من اربع سنوات.
فالبرادعي وهو مصري في الثانية والستين هو المرشح الوحيد لمنصب المدير العام للوكالة الذي يتولاه منذ العام 1997 وهو يحظى بدعم واسع من الدول الاعضاء الخمسة والثلاثين في مجلس الحكام خصوصا من الصين ودول عدم الانحياز والاوروبيين.
وتعارض الولايات المتحدة من جهتها اعادة انتخابه. والسبب الرسمي لمعارضتها هو ان رئيس اي وكالة تابعة للامم المتحدة لا يجوز ان يخدم اكثر من ولايتين جريا مع تقليد كرسه المساهمون البارزون في المنظمات الدولية المعروفون ب¯: مجموعة جنيف .
لكن بحسب مصدر دبلوماسي فان واشنطن تأخذ عليه خصوصا انه لا يبدي حزما كافيا مع ايران التي يتهمها الاميركيون بالسعي لاقتناء القنبلة الذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني الامر الذي تنفيه ايران.
فضلا عن ذلك اثار البرادعي غضب ادارة الرئيس جورج بوش لدى تشكيكه في العام 2003 في وجود برنامج نووي عسكري عراقي الذي شكل احدى الحجج الاساسية لقلب نظام صدام حسين.
وتتطلب اعادة انتخاب البرادعي حصوله على تأييد غالبية الثلثين لكن الاميركيين لا يملكون الاقلية المطلوبة (12 صوتا) لتعطيل ترشيحه على ما اكد دبلوماسي غربي.
ولا تزال الولايات المتحدة تأمل بان يفشل التصويت على اسم البرادعي بغية اتاحة المجال لتقدم مرشح من خارج المنظمة كما صرح مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته. وقد انتهت مهلة تقديم الترشيحات في نهاية كانون الاول الماضي.
مع ذلك اقر هذا المسؤول ان الاميركيين قد يتراجعون عن موقفهم الرافض في نهاية المطاف لان البيت الابيض لا يريد ان تحول هذه المسألة الى خلاف سياسي على صعيد السياسة الخارجية في مرحلة نحظى فيها بتعاون جيد مع الاوروبيين واخرين حول تحديات مباشرة مثل العراق ودارفور وايران وحظر مبيعات الاسلحة للصين وغيرها .
اما باريس فقد اكدت دعمها علنا وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي هذا الشهر ان البرادعي هو المرشح الوحيد ونتمنى حصول اجماع على اسمه .
لكن الاجتماع المرتقب بعد ظهر اليوم قد يؤجل سريعا الى الاجتماع العادي المقبل لمجلس الحكام في حزيران بهدف اعطاء الاميركيين مزيدا من الوقت للانضمام الى التوافق حول اسم البرادعي الذي تدعمه خصوصا دول عدم الانحياز بحسب مصادر دبلوماسية.
وقد دعت رئيسة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكندية انغريد هال مطلع نيسان الحالي هؤلاء الحكام البالغ عددهم 35 الى اجتماع استثنائي.
وتلقت الدبلوماسية الكندية رسائل دعم لترشيح البرادعي من الارجنتين والجزائر باسم مجموعة ال77 (البلدان النامية) والصين ودول اميركا اللاتينية والكاريبي.
واثناء الاجتماع الاخير للحكام في اذار الماضي اكدت هال ان البرادعي يحظى بدعم واسع وقوي .
وتنتهي الولاية الحالية للبرادعي في 30 تشرين الثاني المقبل. ومن المفترض ان تصادق الجمعية العامة للوكالة على القرار الذي سيصدره مجلس الحكام في ايلول المقبل في العاصمة النمساوية.
ولد البرادعي وهو دبلوماسي محترف في 17 حزيران 1942 في مصر ودرس في جامعة القاهرة قبل ان ينتقل الى نيويورك ليحصل منها على دكتوراه في القانون الدولي عام .1964
في الخامس من حزيران1997 عين مديرا عاما للوكالة خلفا للسويدي هانس بليكس بعد ان كان معاونا له.
والبرادعي هو من وضع العديد من التقارير حول مراقبة الاسلحة النووية وعدم انتشار هذه الاسلحة وامكانات استخدام الطاقة النوووية للاغراض السلمية.
في شباط 2003 خلال الازمة الدبلوماسية قبل التدخل الاميركي في العراق كان البرادعي اول مدير عام للوكالة يزور بغداد منذ بدء عمليات التفتيش لنزع اسلحة العراق في عام .1991
وقد اكد البرادعي في حينه ان ليس هناك اي دليل على ان بغداد تطور برنامجا للاسلحة النووية ما اثار غضب ادارة بوش.