ساهم في اطلاق سراحها مما أدى الى مقتله بأنه صفعة على وجه الحكومة الايطالية.
وأصيبت سغرينا في الحادث الذي وقع عند نقطة تفتيش في الطريق المؤدي الى مطار بغداد في ساعة متأخرة من يوم الرابع من اذار بعد قليل من تمكن ضابط المخابرات العسكرية نيكولا كاليباري من اطلاق سراحها.
وكان مسؤول بالجيش الامريكي قد قال في واشنطن أمس الاول لدى اطلاعه الصحفيين على النتائج المبدئية للتحقيق ان الجنود اتبعوا قواعد الاشتباك ومن ثم لن توجه لهم أي اتهامات بالتقصير في أداء واجبهم.
وأجري التحقيق بالمشاركة مع الايطاليين لكن المسؤول الامريكي قال ان ايطاليا امتنعت عن التصديق على التقرير. وتختلف روما مع نتائج التقرير بشأن سرعة السيارة ومع اذا كان الايطاليون قد حرصوا على اطلاع القوات الامريكية بتطور الامور.
ولم تعلق الحكومة الايطالية على ما أعلن في واشنطن.
وقالت سغرينا وهي مراسلة حربية مخضرمة تعمل لدى صحيفة ايل مانيفستو الشيوعية ان نتائج التقرير جاءت مخيبة للامال على نحو أكبر مما توقعته بعد أن وصف الامريكيون في البداية اطلاق الرصاص بأنه حادث عارض.
وقالت لمحطة تي.جي-3 التلفزيونية انهم حتى لا يتحدثون الان -وفقا للتقارير على الاقل- عن حادث وانما يبدو أنهم يريدون أن يلقوا باللوم كله على الايطاليين.
وأضافت هذا بمثابة صفعة على وجه الحكومة الايطالية.
وقال متحدث باسم السفارة الامريكية في روما انه من المتوقع أن يلتقي السفير ميل سمبلر امس مع جياني ليتا كبير مساعدي رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني لمناقشة الخطوات التالية.
وتجيء نتيجة التقرير في وقت صعب بالنسبة لبرلسكوني الذي لا يزال قراره بارسال ثلاثة الاف جندي للعراق محل استياء شعبي عميق.
فقد اضطر لتوه لتعديل حكومته بعد تمرد داخل الائتلاف الحاكم عقب هزيمة نكراء في انتخابات اقليمية وقال انه سيبدأ في اعادة قواته في أيلول.
وقالت صحف ايطالية ان تسريب نتيجة التقرير يهدف على ما يبدو للحد من الخيارات أمام ايطاليا اذ يواجه برلسكوني الان خيارا صعبا.. اما الاختلاف مع واشنطن علانية أو محاولة التستر على النتائج.
وأحجمت وزارة الخارجية الايطالية عن التعليق قائلة ان التقرير مازال غير رسمي.
وأصيب كاليباري الذي اعتبر بطلا قوميا في ايطاليا بجرح قاتل عندما ألقى بجسده على سغرينا لحمايتها من وابل النيران لدى اقتراب سيارتهما من نقطة تفتيش قرب المطار حيث كانت تتوقف طائرة لاعادتهما الى ايطاليا. ونشرت صحيفة ايل مانيفستو في صفحتها الاولى امس رسما كاريكاتيريا يظهر أعيرة نارية تخترق شاهد قبر كاليباري ويحمل عبارة النيران الصديقة-2 .
ونقلت صحيفة كورييري ديلا سيرا عن ضابط المخابرات الايطالي الذي كان يقود السيارة وأصيب أيضا في اطلاق النيران قوله ان السيارة كانت تسير بسرعة بين 40 و50 كيلومترا في الساعة وأطلق عليها الرصاص بلا سابق تحذير في حين جاء في التقرير انها كانت تسير بسرعة 80 كيلومترا في الساعة.
وبعد الحادث نشرت فرقة المشاة الثالثة بالجيش الامريكي في بغداد بيانا يقول ان الجنود الامريكيين حاولوا تحذير السيارة لكي تتوقف باستخدام اشارات باليد واطلاق اضواء وأعيرة تحذيرية. وقالت سغرينا انها لم تسمع ولم تر أي اشارات تحذير.
ووصف سمبلر مقتل كاليباري بأنه مأساة مروعة .