وقد قام مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة بإيداع الرسالة إلى الأمين العام وإلى رئيس مجلس الأمن حيث من المقرر أن يطلع أعضاء مجلس الأمن على الرسالة في وقت لاحق وتوزيعها كوثيقة رسمية من وثائق الأمم المتحدة.
كما قامت وزارة الخارجية باستدعاء سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق حيث تم تسليمهم نسخة من الرسالة إضافة إلى تعميم الرسالة على البعثات الدبلوماسية العربية السورية في الخارج لإيداعها رسمياً إلى الدول المعتمدة لديها وفيما يلي نص الرسالة..
السيد الأمين العام للأمم المتحدة
السيد رئيس مجلس الأمن
نيويورك..
تود حكومة الجمهورية العربية السورية إبلاغكم رسمياً أن القوات العربية السورية العاملة في لبنان بطلب لبناني وتفويض عربي قد عادت بكامل قواتها العسكرية والأمنية ومعداتها إلى مواقعها في سورية هذا اليوم الموافق 26/4/2005 بعد أن استكملت انسحاباتها المتتالية التي بدأت منذ أعوام.
كما تود حكومة الجمهورية العربية السورية أن تؤكد لمجلس الأمن عبر هذه الرسالة أن تنفيذ قواتها العسكرية والأمنية كل ما يتعلق بها من قرار مجلس الأمن 1559 دون تأخير انما أملته حقيقة التزام سورية بميثاق الأمم المتحدة والقرارات الصادرة عنها وأن هذا الالتزام موثق في سجلات الأمم المتحدة لاسيما خلال كافة مراحل الأزمات والنزاعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق يحق لسورية بل من واجبها أن تلفت نظر مجلس الأمن إلى الدور الإيجابي الذي لعبته في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان وفي الحفاظ على وحدة ارضه والمساهمة إلى جانب بعض الدول الشقيقة والصديقة في تحقيق الوفاق الوطني في لبنان في ظروف بالغة التعقيد ومحفوفة بأشد المخاطر كما يحق لسورية أن تشير أيضاً إلى أن من بين أهم منجزاتها في لبنان التي تؤكد مصداقيتها وحرصها على رؤية لبنان دولة تتمتع بالسيادة والاستقلال هو المساهمة الطوعية والقيمة التي قدمتها سورية لبناء جيش وطني في لبنان يفخر به الشعب اللبناني بكل أطيافه.
السيد الأمين العام السيد رئيس مجلس الأمن في هذا اليوم يحق لسورية التي قدمت نموذجاً يحتذى به في الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية أن تتوقع من مجلس الأمن أن يسجل هذا الحدث بما يتناسب مع أهميته وأن تحث مجلس الأمن على بذل الجهود وإظهار ذات العزم والجدية لتنفيذ بقية قرارات مجلس الأمن وخاصة تلك المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية التام من الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران 1967 وضمان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وستكون سورية جاهزة باستمرار للتعاون مع هذه الجهود الدولية وستعمل على تنفيذ ما يترتب عليها من التزامات من أجل إنجاحها.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.