تعتبر أمراض الثدي من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم وقد كرست معظم الدول الغربية برامج وجمعيات خاصة في كافة المناطق الجغرافية لكل مقاطعة وبلدة فيها تقوم بدراسة ومتابعة الحالات وإجراء الفحوص الدورية الإجبارية للاهتمام بصحة المرأة ودرء الأخطار عنها قبل أن تصاب بها قدر الإمكان.
وفي سورية تم منذ أيام إنشاء أول جمعية فرانكوفونية لدعم علم أمراض الثدي من خلال بعض المغتربين السوريين في فرنسا مع الشركاء الوطنيين في سورية ومشاركة فعاليات فرنسية رائدة في هذا المجال
وكان من أبرز المغتربين السوريين الذين سعوا جاهدين لإنشاء هذه الجمعية د. أنس شبيب حيث التقته بالثورةا أثناء تواجده في دمشق وسألته عن الجمعية فقال:
مؤخرا وبالاتفاق مع مجموعة من الأطباء والأصدقاء السوريين والفرنسيين وبمشاركة تونس تقرر تأسيس الجمعية الفرانكوفونية هذه في سورية وكان من أبرز الذين دعموا توجهنا رئيس الجمعية الشعاعية الفرنسية البروفيسور بليري ومن سورية الدكتور ياسر صافي علي كما ساهم معنا من تونس د.راضي حمزة وأيضاً من سورية د.نوري المدرس
كيف ستتوجه الجمعية?
سنعمل في أكثر من اتجاه أولاً: إنشاء وحدة نموذجية للتشخيص المبكر لأمراض الثدي عموماً والسرطان خصوصاً مع ضبط النوعية ب تأكيد الجودةا
ثانياً: تدريب أطباء وفنيين سيعملون في هذا المجال من سورية لإرسالهم إلى فرنسا وبنفقة فرنسية حتى يتقنوا أهم المهارات والخبرات الحديثة في الاستقصاءات المتعلقة بكافة أنواع الأمراض التي تصيب الثدي, ففرنسا كما كافة الدول المتقدمة تولي هذه المسألة أهمية فائقة وكون الجمعية فرانكوفونية فهي تهم كل الدول الناطقة بالفرنسية بكندا,سويسرا, الجزائر ,تونس, المغرب ,لبنانا
ثالثاً: الاستمرار بتنظيم الندوات المتعلقة بهذه المواضيع الحساسة بسورية, علماً أن العمل بهذا المجال يقتضي وجود فريق متكامل من الأطباء الشعاعيين والفنيين الشعاعيين وكافة الاختصاصات الطبية ذات الصلة ولن ندخر جهداً في سبيل رفع سوية الطب بسورية إلى مصاف أكثر الدول تقدماً. فسورية بلدنا الأم ولها أفضال علينا وأي شيء نعمله لأجل بلدنا الحبيب هو ذرة صغيرة من رد الجميل
كيف ترى وضع الطب الشعاعي بسورية?
توجد العديد من النقاط المضيئة, وقد دخلت إلى سورية في السنوات الأخيرة أجهزة متطورة ساهمت برفع الإمكانات المساعدة للطبيب على اكتشاف الآفات المرضية ,ولكن أقولها بصراحة: توجد بعض الاختصاصات الطبية الشعاعية لم يتم التركيز عليها حتى الآن بسورية ولم يتم السعي حتى لإنشائها وتفعيلها, ولايعدو كون براعة القلة من الأطباء السوريين فيها إلا نتيجة جهود فردية وبالتالي هي لم تصبح ظاهرة أو منهجاً كافيا في سورية ,لابد أن تكون هناك اختصاصات بحد ذاتها للطب الشعاعي بسورية فإذا بحثت في فرنسا على سبيل المثال تجد أن مجموعة من الأطباء الشعاعيين يشتركون مع بعضهم لفتح عيادة واحدة(5-6أطباء) أحدهم يكون متخصصاً فقط بدراسة الأوعية وآخر بالصور الشعاعية وثالث بالماموغرافي
وباعتبارنا نركز على أمراض الثدي بصورة رئيسية في جمعيتنا الفرانكوفونية فأنا أجد أن وضع الماموغرافي في سورية سيىء للغاية سواء بالنسبة للاستقصاءات الشعاعية أو النتائج أو استنباط المشكلات توجد أجهزة جيدة ولا يخلو الأمر بعض من الخبرات الطبية المتميزة ولكن هل نتوقف عند هذا الحد, لابد من خلق منهج وتوجه عام في سورية لدعم الخبرة الطبية في الماموغرافي وغيره وإيجاد آلية عمل ثابتة لتمكين كافة النساء من مقاومة المرض قبل حدوثه,وكثيراً ما أجد تعليماً عاما هنا وهناك حول سرطان الثدي عموماً والفكرة الشائعة عنه في سورية أنه مجرد أن أحست المرأة بكتلة مهما كانت صغيرة عليها التوجه إلى الطبيب ,هنا أؤكد للجميع أهمية عملنا المقبل في تشخيص الآفة المرضية قبل الوصول إلى مرحلة الجس لأنه في عرف الطب مجرد أن نكون قد وصلنا إلى وقت لا نكتشف فيه الورم على سبيل المثال بالجس فنكون قد تأخرنا كثيراً عن أي معالجة ,مثال: لدى أخذ عينة مكونة من 002 مريضة في عيادة واحدة فقط في المشفى الذي أنا رئيس قسم الأشعة فيه ب المشفى العام بمدينة tulleا لقد أتت المريضات المئتين بصورة دورية للاطمئنان على أنفسهن ولكن لا يشكين من أي أعراض تذكر فكانت النتائج أن /52/امرأة منهن لديهن آفات ثدي و/4/لديهن سرطان ثدي ,وهذا الاستبيان كان في عيادة واحدة فقط لدينا بالمشفى.
وما رأيك بالفنيين العاملين على الأجهزة الشعاعية عامة حيث تابعت العديد منهم?
المشكلة في سورية إذا تحدثنا أولاً عن الأجهزة الشعاعية إن بعض تبعيات ومتتمات العديد من الأجهزة غير موجودة والأهم من ذلك أن الفنيين الذين يعملون على تلك الأجهزة غير مؤهلين بصورة كافية, فعدد الأطباء الشعاعيين بسورية في كل مشفى محدود, لذلك فالمشافي والمراكز الطبية سواء بسورية أو بأي بلد آخر تعتمد بصورة رئيسية على عمل الفنيين الذين تحدثت بشأنهم مع عدة وزراء صحة خلال زياراتي المتعددة لسورية من أجل إيجاد أرضية صقل خبرة مناسبة لهم وأرجو أن يتحقق ذلك عما قريب ولكن ذلك يحتاج بصورة رئيسية كما هو معروف إلى مساهمة الوزارات المعنية بالواقع الصحي وهي ثلاث في سورية.
كيف تتعاملون في فرنسا مع سرطان الثدي?
في فرنسا يعتبر مرض سرطان الثدي قضية وطنية, وفي الأعوام المنصرمة الماضية في كل سنة منها نكتشف بفرنسا 000051 حالة جديدة. في سورية لا يوجد أي استقصاء حقيقي حتى الآن وبالمقابل لا يجب أن تصبح قضية سرطان الثدي فزاعة ترتعد منها, إنها كأي مرض آخر يجب أن نعرف كيف نتعامل معها, وهذا الكلام أوجهه بالدرجة الأولى إلى الأطباء السوريين, فبصراحة منذ مدة قليلة خلال تواجدي هنا عرضت علي حالة امرأة كانت محضرة ليتم استئصال أحد ثدييها فوجدنا أن ثديها سليم ولا تشكو من أي آفة مرضية, مع الأسف معظم الجراحين (وهذه مشكلة ليست في سورية فقط بل مشكلة عالمية) يتجهون نحو الجراحة لأقل الأسباب ولا يكلفون أنفسهم عناء عمل استقصاءات كافية, بالمقابل فسرطان الثدي في فرنسا هو أبرز أسباب الوفيات لدى النساء وخطورته جدية وآثاره خطيرة لكن بالمقابل إذا ما تم الكشف المبكر عنه فإنه يتم القضاء عليه نهائياً, وكما قلت الكشف المبكر ليس بالمفهوم المعروف طبياً كما هو الحال في سورية, فالكشف المبكر المقصود به اكتشاف المشكلة أو الآفة المرضية بالأشعة والاستقصاءات الدورية قبل أن نصل لمرحلة الجس اليدوي الذي يعني أننا تأخرنا كثيراً عن المعالجة المبكرة.
د.شبيب في سطور
-رئيس قسم الأشعة في مشفى تول العام ومتواجد في فرنسا منذ عام 1891.
-رئىس جمعية فرنسا- الشرق الأوسط للطب الشعاعي.
-رئيس جمعية دعم زرع الأعضاء في محافظات الكوريز correze بفرنسا وعضو مجلس إدارة الاتحاد لجمعيات دعم زرع الأعضاء بفرنسا
يشترك في المؤتمرات الطبية السورية- الفرنسية في دمشق منذ عام 8991