فبعد أن ضاقت مقابر المدينة بنزلائها قرر مجلس المدينة تخصيص قطعة أرض كبيرة لمقبرة جديدة بعد ( عقدة ) الشيخ سعد مباشرة المعروفة بعقدة الموت لكثرة التقاطعات عليها وكثرة الحوادث المميتة فيها.. قرار تخصيص أرض لهذه المقبرة كان قرارا صائباً لجهة فتحها لكافة الطوائف.. ولجهة اتساعها.. ولجهة قربها من المدينة لكن عدم قيام البلدية بتجهيز الأرض بشكل جيد قبل مباشرة الدفن فيها... وعدم حمايتها من جهة الشرق بالشكل المطلوب عكس تقصيراً واضحاً.. وجعل ذوي الموتى يشتكون من واقعها.. ومن فيضانات مياه الأمطار عليها بشكل غير مقبول.
وبعد أن تلقينا عدة شكاوى بهذا الخصوص توجهنا منذ أيام إلى موقع المقبرة وكانت الأمطار تهطل بشكل ا عتيادي.. ومع ذلك شاهدنا السيول تدخل إلى المقبرة بقوة من الجهة الشرقية وتتجمع فوق القبور مشكلة مستنقعات وبحيرات تبقى لأيام وأيام والصور المنشورة أكبر دليل على ما نقول.. والواقع يثبت ذلك كلما نزل المطر.. ونعتقد أن المقبرة ستبقى بحيرة مياه طيلة الشتاء.. وقد أكد لنا بعض المختصين أن دخول المياه إلى المقبرة وبقاءها ومن ثم تسربها إلى الأراضي المجاورة والمياه الجوفية يتسبب بنشر مرض الطاعون كون المياه تصل إلى جثث الأموات وتحللها.. وبالتالي تنتقل نتائج ( التحلل ) مع المياه إلى الأراضي والمياه الجوفية التي قد تصل بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الأحياء..
وبغض النظر عن حصول أو عدم حصول مرض الطاعون فإن منظر المياه وهي تتجمع فوق القبور يشكل إهانة لأمواتنا وذويهم.
وقد أعلمنا بعض ذوي المتوفين المقبورين في تلك المقبرة أنهم أوصلوا صوتهم إلى مجلس المدينة وطالبوا بالمعالجة لكن لم يتحرك المجلس حتى الأن والحل برأيهم لا يحتاج لمعجزة وغير مكلف مادياً ويتمثل في إنشاء عبارة ( خندق ) شرق المقبرة لاستيعاب مياه الأمطار ومنعها من دخول المقبرة .. وفي تجهيز أرصفة حول القبور تكون مرتفعة قليلاً عن مستوى الطريق الموجود.. وفي تسوية أرض المقبرة التي لم يتم فتح قبور فيها حتى الأن.
ونتمنى ألا تتأخر بلدية طرطوس بحل المشكلة لأن المقبرة بواقعها الحالي صالحة لتربية البط والضفادع أكثر من صلاحيتها لدفن الموتى!!