قبل ذلك بأسبوع, استبعد بوش فرضية مغادرة رامسفيلد مهامه قبل نهاية فترته الرئاسية, وأوضح في مؤتمر صحفي أنه لم يكن يريد أن يبدو قراره كمحاولة منه للتأثير على نتائج الانتخابات,وقال لقد كان متوقعا رد السيد رامسفيلد إلى منصبه حتى قبل معرفة حجم هزيمة الحزب الجمهوري الذي خسر أغلب الكراسي في مجلس النواب والشيوخ أيضا.
لقد كان من الضروري تقديم (رؤية جديدة) للبنتاغون بعد موافقة مجلس الشيوخ مباشرة ,عين السيد بوش بوب غيتس مدير الاستخبارات الأميركية الاسبق كوزير للدفاع مكان رامسفيلد, وغيتس هو أحد الشخصيات العشر من المجموعة التي وضعت دراسة حول حلول فك الارتباط بالعراق.
وقد تم تفسير التغيير على أنه فقدان سيطرة نائب الرئيس ديك تشيني الذي كان يشكل مع دونالد رامسفيلد جزءا من ( الصقور) على حساب جيمس بيكر وزير خارجية أميركا في عهد جورج بوش الأب والمدرسة ( الواقعية) التي تنادي بالحوار مع إيران وسورية.
تفاجأ الديمقراطيون من سرعة قرار السيد بوش لكنهم لم يظهروا ارتياحهم, من المهم ألا يكون هذا التصرف مجرد تغيير للشخص إنما يكون تغييرا في السياسة, هذا ما علق به ممثل نيويورك تشارل رانجيل.
الحقبة الجديدة التي ستبدأ ستكون حقبة ال (الكياسة) هذا ما وعد به الديمقراطيون, وقد تنافس الرئيس وخصومه طيلة النهار حول الإجماع, فالرئيس الذي استيقظ فجرا نادى نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الجديدة ليدعوها إلى الغداء, قالت وبلهجة ساخرة وصفت كيف دعاها بوش ( سيدتي الرئيسة المنتخبة) منتخبة سان فرانسيسكو في دائرة منحته أقل من 15% من الأصوات عام ,2004 أنكرت السيدة بيلوزي وجود أي روح للانتقام, وقالت أيضا إنه بصدد الشائعات التي يغذيها اليسار الديمقراطي فإن إجراء العزل أمر مستبعد.
في مؤتمره الصحفي اتهم بوش الجمهوريين بمسؤولية الهزيمة ( الساحقة) ومد يده مباشرة للديمقراطيين واعدا بالبحث عن أرضية للاتفاق معهم من أجل السنتين القادمتين مشيرا إلى ملفي التعليم والهجرة.
وسعى الصحفيون للتكيف مع البيئة السياسية الجديدة , سأله أحدهم: (سيدي الرئيس, لقد وصفتك نانسي بيلوزي أنك غير كفؤ وكاذب, وقالت إنك كنت خطرا, كيف يمكنك أن تتعاون?
أجاب بوش: أنا أمارس السياسة منذ زمن طويل لكي أعرف أهذا طبيعي في الحملات الانتخابية?!
وأضاف: الانتخابات غيرت الكثير من الأمور, لكن ليس حملتي الأساسية والتي هدفها حماية الأميركيين, كما قال: لن يكون هناك انسحاب من العراق قبل إنجاز العمل, خلال الفترة الانتخابية الماضية اتهم الديمقراطيون بأنهم يرغبون في الهروب من العراق, في هذه المرة على النقيض بدى له موقف الأغلبية منطقيا, لقد قالوا حرفيا إننا نحتاج لتقارب جديد كي ننجح, يمكننا التوصل إلى أرضية اتفاق.
كتب السيناتور الديمقراطي هاري ريد Reid للرئيس مقترحا عليه عقد قمة بصدد الحرب, أما بالنسبة للسيدة بيلوزي فإن إمكانية الانسحاب من العراق يجب أن تكون واردة.