تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حقائق يتجاهلها الوصائيون الجدد

شؤون سياسية
الاربعاء 22/11/2006
د.ابراهيم زعير

لم يكن ينقص الشعب العراقي, الا مباركة وليد جنبلاط للاحتلال الأميركي لهذا البلد العربي الذي يعاني المآسي والإرهاب والقتل

والفتن الطائفية البغيضة, بسبب الاحتلال الأميركي تحديدا. ولسنا في وارد اتهام جنبلاط بأنه لايعرف مايجري في العراق وأن تصريحه بأن قرار بوش باحتلال العراق كان صائبا, وخروج أميركا سيؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ناتج عن عدم تقدير سياسي كاف للنتائج الكارثية لاحتلال العراق على أميركا وحلفائها الغربيين وغير الغربيين وللنتائج الكارثية على العراق والمنطقة ككل بما فيها على بلده لبنان, فالسيد جنبلاط بيك, يعرف كل شيء ولو لم يغير ثوبه السابق ,ويرتدي الكوبوي والقلنسوه اليهودية, لما تجرأ على قول ما تخلى عن قوله الشعب الأميركي نفسه, الذي انطلت عليه قبل ثلاث سنوات ونيف حيل واكاذيب المحافظين الجدد بزعامة بوش, لبترير غزوهم للعراق, ونذكر السيد جنبلاط أن 87% من الأميركيين بعد أحداث 11 أيلول المأساوية, كانوا يعتقدون أن بوش وادارته يقومون فعلا بمحاربة الإرهاب الذي هددهم في عقر دارهم ولكن اليوم لايتجاوز من يؤيد بوش اكثر من 27 إلى 30% فقط, والذي انعكس على نتائج انتخابات الكونغرس الانتصافية والتي كانت صفعة قاسية لحزب بوش وادارته, وبغض النظر عما ستكون عليه الأوضاع لاحقا في ظل اكثرية ديمقراطية في مجلس الكونغرس ( النواب ومجلس الشيوخ) واذا كانت هزيمة بوش في انتخابات الكونغرس ليست كافية لإقناع من وضع نفسه في امرة وزيرة خارجيته الآنسة كونداليزا والسفير فيلتمان بأن نهج بوش العدواني فشل فشلا ذريعا, وأن مشروعه ( الشرق الأوسط الكبير) لم يعد له أي مستقبل أو فرصة للنجاح, فمن الأجدى للمرتبطين العقلاء أن لا يراهنوا على سياسة حكمت عليها الشعوب المستهدفة بالانحسار وهي اليوم في حالة موت سريري!.. السيد جنبلاط على الأغلب, أراد بتصريحه أن يواسي سيده بوش المهزوم, جارا وراءه ذيول خيبة الأمل والأسى, ولكنه لم يدرك قطعا, أن هزيمة بوش , ستسفر عن هزيمة لجميع المشاريع اللاوطنية المرتبطة به, ومنها المشروع الأميركي الصهيوني في الداخل اللبناني, ولاندري هل ثمة جدال لدى أي متابع موضوعي للأحداث داخل المنطقة ولو كان من معسكر المحافظين الجدد الصهاينة والمتصهينين , بأن نتائج انتخابات الكونغرس النصفية أبرزت عدة حقائق رئيسية أهمها: أن خسارة حزب بوش ,دليل قاطع على فقدان ثقة المواطنين الأميركيين بالادارة الاميركية وبالرئيس بوش نفسه ولاسيما أن الشعب الأميركي, أدرك ولو بشكل متأخر, بأنه تعرض لأكبر عملية تضليل وكذب في تاريخه الحديث والمعاصر !!.. والمسألة الأخرى الهامة أيضا هي رغبة الشعب الأميركي بأن يعود الجنود الأميركيون إلى ديارهم بأسرع ما يمكن بعد أن أصابهم ما يكفي من الذل والعار والنعوش التي لم يتمكن الشعب الأميركي التأقلم معها ولامع تدفقها اليوم الى المدن الاميركية حاملة أبناء هذا الشعب إلى المقابر دون مبرر مقنع لأحد. خاصة وان الشعب الأميركي لم ينس بعد المستنقع الفيتنامي الذي مازالت أمراضه وعقده ومرارته شاخصة في ذهن الأميركيين, وباتوا على قناعة شبه كاملة بأن المحافظين الجدد والرئيس بوش ساقوهم مجددا إلى التورط في المستنقع العراقي الجديد. فالغزو الأميركي للعراق لم يجلب معه لا الاستقرار ولا الأمن للمنطقة, كما يعتقد جنبلاط بل على العكس, فقد تحول العراق إلى ساحة للمذابح اليومية والقتل على الهوية, وإلى جانب ال 655 ألف ضحية وهم بازدياد يومي, فقد هجر العراق وشرد منه حتى الآن نحو 3 ملايين مواطن عراقي هربا من الموت, والمنطقة تعيش حالة من الغليان وفقدان الأمن والاستقرار, وجاء العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان ليؤكد مقولة ( الفوضى الخلاقة) التي ابتدعها الأميركان.‏

واذا كان جنبلاط يعتقد بأن أميركا تحمل رسالة حضارية الى الشرق المتخلف كما صرح العديد من أمثاله والعديد من المسؤولين الأميركان, فشعوب الشرق ترفض مثل هذه الحضارة المغمسة بدماء هذه الشعوب, ومتى كانت الحضارة تأتي على ظهر الدبابات والقنابل والصواريخ التي تحرق كل شيء وتقتل مئات الآلاف من البشر الأبرياء, وتنتهك اعراض وكرامات ومعتقدات الشعوب, فبئس مثل هذه الحضارة المتوحشة بامتياز, والشعوب بغنى عن هذه الحضارة وديمقراطيتها وحريتها الملطخة بالدماء وأميركا, ياسيد جنبلاط, وبعد الانتصار على نهج الجمهوريين القاتل, تفكر اليوم بكيفية الخروج من الوحل العراقي وصياغة سياسة خارجية وعسكرية أخرى غير تلك التي اختارها السيد بوش ولاسيما أن الحزب الديمقراطي وكما أعلن مسؤولون بانه مدرك ومقتنع كل الاقتناع بأنه لا حل عسكريا للأزمة العراقية والذي يعني شيئا واحدا وهو الانسحاب من العراق بأقل الخسائر الممكنة ولم يعد أمام أميركا وحلفائها الذين انسحب الكثير منهم من المستنقع العراقي تحت ضربات المقاومة الباسلة سوى جر ذيولها والخروج من العراق ,وشعبه قادر على تقرير مصيره بنفسه, وكما أخرجت المقاومة اللبنانية البطلة قوات الاحتلال الاسرائيلي من لبنان عام 2000 وحققت انتصارا تاريخيا عليه عام 2006 , فإن الشعب اللبناني قادر بنفسه أن يحمي بلده ووحدته الوطنية ويلحق الهزيمة بمن يحاول فرض الوصاية عليه وبمن يروج ويعمل لتلك الوصاية من شاربي الشاي والولائم الدسمة على طاولة فيلتمان وغيره!!‏

تعليقات الزوار

ساندرا |  odeat2006@yahoo.com | 29/11/2006 03:14

تحية طيبة أحيانا يذهلني هذا الرجل بما يخرج به من تصريحات غريبة والاغرب انه لا يزال يغو على وسادة الحلم الامريكي في الحرية والديمقراطية لا اعرف متى يصحو من نام طويلا عن المخطط العالمي لتدمير الهوية العربية والاسلامية .المقاومة الباسلة بارض الرافدين كما هي بارض لبنان هي من سيخط باحرف من نور تاريخ الحرية ببلدنا لا افكار السيد جنبلاط و كلماته دمتم بود

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية